14-إرسُمني جونغكوك

Start from the beginning
                                    

"ولكنني أخبرتُكَ قَبلاً أن ترسمني وقد تنصلتَ من ذلك
لن أدعكَ تفلتُ مني إلا برسمك إياي صدق ذلك"

كانت لونا تتحدثُ بينما تضعُ أكواب القهوة الفارغة في أحدى الصواني
ويبدو أنها كانت تتحدثُ قبلاً ولكنني لم أنتبه لذلك
إنني أخرجُ للتوِ من شرودي

"همم"
كان كُل ما قلتُهُ لأرتشف آخر ما تبقى من قهوتي
ولكن سريعاً ما رفعتُ عيناي جافِلاً بقلبي وأحدقُ بوجهها بعيونٍ مهزوزةٍ وقلبٍ مُشتاق دون أن أستطيع الرمش حتى حين قالت كلمتين فقط أعادت لي ذكرى متعلقة بِك
كل شيء وكل قول وكل أمر يأخذني إليك تايهيونغ
كل الطرق تؤدي إلى ذكراك..

"إرسُمني جونغكوك"
آهٍ كم أشتاقُ إليك ياصاح ، آهٍ كم أشتاق.

-

دخلتُ إلى درس الرياضيات بعد أن تعافيتُ ليلة البارحة من ذالك السقوط
أشعرُ أن رأسي لازال يؤلمني قليلاً وأشعرُ بالضيقِ في صدري ولكن طمئنتني المربية أن كل هذا سيزولُ بمرور الوقت

جلستُ في مقعدي المُعتاد ، والمقعدُ بجانبي فارِغٌ كالعادة ، لا أحد يرغبُ في القرب مني ، لا بأس بذلك فأنا لم أعد أرغبُ قُرب أحدٍ أساساً..

"هل ياترى تايهيونغ لن يأتي اليوم أيضاً؟"
سأل أحدُ الفتية صديقه الماكث بقربه ليرفع الآخر كتفيه كنايةً عن جهلهِ مجيباً
"لا أدري ، ربما لم يتعافى بعد فقد قال أنهُ متعبٌ لذالك لم يحضر البارحة"
لم أهتم لأيٍ مما يقولان وقد كُنتُ مُجبراً على الإستماع لهما فقد كانا يجلسان أمامي
لم أكن مُهتماً لامره،ولن أهتم أبداً ، فاليذهب إلى الجحيم..

صمت الجميع فور دخول مُعلم الرياضيات وقد ألقى التحية ليرد الجميع عليه سواي
فقد وقفتُ أنظرُ ناحية الطاولة بهدوءٍ غير مهتمٍ لأي شيءٍ يحدثُ حولي

"ألم تسمعني أُلقي التحية!"

قال مُعلمُ الرياضيات وقد ظننتُ أنه يقصدُ أحداً غيري فأنا أجلسُ في نهاية الصف ويصعُبُ رؤيتي إلا أن بحث عني بعينيه متعمداً

أعاد قولهُ مُهسهاً
"أنتَ يا فتى!!!"
رفعتُ عيناي وإذ بالجميعِ ينظرُ ناحيتي ، وهذا يعني بأنني المقصود
ليلعن الالهُ الرياضيات آمين..
"ليجلس الجميع"
نده المعلمُ ناظراً نحوي ، واثناء استعدادي للجلوس نده قائلاً والغضبُ يفوح منه

"عداك أنت"

إستعدلتُ في وقفتي وأنا أنظرُ إلى الطاولة أمامي ، ممسكاً بطرفها أشدُ عليه بقوةٍ من هذا الشعور البغيض الذي داهمني
"ستظلُ واقفاً إلى أن تتعلم رد التحية لمعلمك"

حَتى تُشرِق مِن مَغرِبهاWhere stories live. Discover now