13-اُمنيتي الأُولى

Beginne am Anfang
                                    

إلى أن أتى ذالك الرجل أخيراً لأقف سريعاً اتوسلهُ أن يُسرع بفتحه فالبرد لم يكن يُطاق آنذاك

وسريعاً فتحه بإستغرابٍ واضح يسألني مالذي أفعلهُ في هذا المكان في مثل هذا الطقس

وأصر على أن  يصنع لي مشروباً ساخناً ليعوضني ببعضٍ من الدفئ
وارتشفتهُ بسرعةٍ مُحرقاً لساني لأُتمتم مُتذمراً بعدها
"على رسلك يارجل لما العجلة!!"
كان هذا قول البائع لي وهو يمسحُ على ضهري عاقداً حاجبيه
"أعطني ماطلبتُهُ منك بسرعة يجب أن ألحق تحضيرها قبل إستيقاظه أرجوك إنها مُفاجئة"

ابتسم لي بودٍ وهو يتمتمُ بحسناً حسناً
وسريعاً أخذتُ ما أعطاني ولوحتُ بيداي مودعاً وشاكراً إياه لأعود أدراجي بسرعةٍ نحو منزلي

وقفتُ بعيداً عن باب المبنى الذي يضمُ شقتي الهثُ انفاسي واخرجتُ من جيبي بخاخ الربو خاصتي أستنشقُ منهُ عدة مرات
ظللتُ واقفاً قليلاً وأنا مغمض العينين لأجمع قواي ومن ثم مشيتُ مبتسماً حاملاً بيدي الكثيرُ من الأغراض من أجلك

دخلتُ إلى البناية متجهاً نحو شقتي التي تقعُ في الطابق الثاني
تقدمتُ نحو الباب ناوياً إنزال الاكياس من يدي لأخرج مفتاح باب الشقة الذي أغلقتُهُ خلفي..ولكنه كان مفتوحاً جزئياً!

عقدتُ حاجباي مستغرباً من ذلك فأنا متأكدٌ من أنني أغلقته
وأنت لا تستيقظُ عادةً في هذا الوقت المبكر!

دخلتُ بهدوءٍ مغلقاً الباب خلفي بهدوءٍ أكبر
اتجهتُ نحو المطبخ أضعُ الأكياس التي في يدي على أحدِ رفوفه
مشيتُ بريبة نحو الغرفة التي ننامُ بها
وفتحتُ بابها بهدوء لأطمئن أنك لاتزالُ نائماً
ولكنك لم تكن موجوداً من الأساس تايهيونغ..

استغرق طريقي ذهاباً عشر دقائق وجلستُ على عتبةِ المحلِ ما يقاربُ الربع ساعة فقط
وحتى حين احتسيتُ ذلك المشروب بسرعة وابتعتُ حاجيات كعكة ميلاد الثامن عشر الخاصة بك لم يستغرق ذلك سوى خمسُ دقائق
وفي طريق عودتي كانت عشرُ دقائقٍ كل ما استغرقني للوصول الى المنزل
كيف استطعت بهذه السرعة أن تغادر تايهيونغ؟

وجلستُ طوال اليومِ أنتظرك أن تعود لنحتفل
ومرت ساعاتُ اليوم وانا جالسٌ على الارضِ وسط غُرفة المعيشة أضمُ ساقاي لصدري وأُحدقُ في باب المنزل الذي فتحتُهُ مُسبقاً لك
والاغراضُ التي اشتريتها من أجلِ كعكتك لاتزالُ في مكانها على الرف..

صحيحٌ أن خزانة ثيابك كانت فارغة من أيٍ منها
ولكنني كنتُ مُتأكداً من عودتك ليلتها
لقد كانت مستحيلة لي فكرة أنك هجرتني دون وداعٍ أخير
ولكنها كانت ممكنة لك ، بل واكثر من ممكنة..

فأنت لم تعد في ليلتها ولا في الليلة التي تليها
ولا بعد عامين او حتى ستة أعوام
وكم كُنتُ حاسداً لك على قدرتك على التخلي
فقد كنتُ أنا من يتشبثُ بجميعِ أطرافه في من يحب
وقد كنت أنت من يُرخي كفهُ حين يُشدُ عليها

كانت هذه الأُمنيةُ الأولى التي أفشلُ في تحقيقها بسببك
ولكن لا بأس تعال الآن لنحتفل بميلادك الاربع وعشرون
سأنسى سوء حالي صدقني ، ولن أسألك حتى أين كُنت طوال تلك السنين
فقط دعنا نحتفلُ عِوضاً عن ميلاد ما قبل ستِ سنين

سأنتظرك تايهيونغ دائماً ، ربما سنحتفلُ سوياً بميلادك الخمسين
لا بأس بذلك أيضاً ، المهمُ أن تعود وتعوض أُمنيتي التي سلبتَها مني

اشتاق اليك كثيراً في هذا الوقت من المساء تايهيونغ
احضى بوقتٍ جميل في يوم ميلادك ومن ثُم لتعود بعدها

فأنا باقٍ هُنا أنتظرك
حتى تشرق الشمسُ من مغرِبها.

حَتى تُشرِق مِن مَغرِبهاWo Geschichten leben. Entdecke jetzt