الفصل السادس

Start from the beginning
                                    

الرطوبة ملئت الأرجاء بينما ذلك الشخص المجهول لمعت عيناه ذات لون الكرز الصافي بالظلام ...

بصره تشبث بِزاوية أكثر ظُلمة من غيرها يميل برأسه باستمتاع مُطلق بينما يراقب ذاك المُقيد بتلك الزواية ..

يده تشبثت بكأس من النبيذ الأحمر ، سار بخطوات هادئة نحو نافذة صغيرة للغاية متواجدة بمنتصف المكان و لا ترسل إلا القليل جداً من ضوء القمر الخافت بالخارج ليقف أسفلها مُحدقاً بالنجوم من تلك الفتحة الضيقة مما جعل ملامحه و هيئته تتضح أكثر فأكثر !

هو امتلك ملامح لشاب بمنتصف العقد الثالث حادة رغم الابتسامة الهادئة التي ارتسمت على شفتيه ، مُقلتيه كانت واسعة بشكل بديع ...

جسده كان متوسط البُنية إذ ما كان مليء بالعضلات و بذات الوقت لم يكن خالياً منها .. ! ..

ارتدى بِنطال أبيض ناصع البياض مع قميص أحمر داكن كما عيناه ثُم هو وضع معطف قصير باللون الأبيض بأزرار حمراء داكنة ، خُصلاته كانت بلون البُن الداكن حيث انسابت بضع خُصلات على جانب وجهه الأيسر ..

حضوره كان يوحي بالهيبة و القوة ! إلا أن عيناه مُلئت بنظرات غير مُفسرة و مُخيفة ..

أعاد بصره باتجاه السجين الذي قيد بالزاوية إذ رفع جسده عن الأرض لئلا تلامس قدميه الأرضية لكون يداه مُعلقة بالسقف بهدوء .. و ما جعل أنظاره تعود له كان صوت الأنين الذي أطلقه الأصغر !

هو وضع كوبه على طاولة صغيرة مُهترأة يسير باتجاهه ليبتلعه الظلام كما ملامح الفتى المُعلق و الذي أراد بجد معرفة ما يحدث حوله ..

لذا هو قلب عيناه للون الأحمر الداكن لتلتمع بِالظلام مُتيحاً لنفسه مجال الرؤية و ما إن وقع بصره على الرجل المجهول أمامه حتى نطق بضعف بسبب الخدر الذي يحتل جسده :" من تكون أنت !؟ كيف وصلت إلى هنا ؟ "

و الآخر لم ينطق أو يُجب بأي حرف هو بكل بساطة ابتسم بشكل أثار الخوف بقلب الآخر قبل أن يُمسك بِخُصلات السجين بقوة يُقربه منه ثم هو آمال برأسه ليفتح فمه مُظهراً أنيابه شديدة الحِدة و التي التمعت كسكين ما بوسط الظلام قبل أن يغرسها بكل قوة داخل عنق الآخر مما دفع عيناه للتتسع بصدمة بينما و لوهلة هو فتح فمه محاولاً إستيعاب كمية الألم قبل أن يظهر صوته أخيراً مُحرراً صرخة الألم ..

لم يفهم ما يحدث معه حقاً ، كيف وصل إلى هنا و من هذا الرجل ؟ لا كيف يمكنه امتصاص دمائه ؟

حسناً سيمكنه ببساطة لأنه مصاص دماء أيضاً ؟! لكن ماذا يحدث ؟ جسده كان يرتجف دون إرادة فمخالب الآخر كانت تتجول بحرية تامة على طول ظهره و معدته و يغرسها فجأة بأي مكان يحلو له لتنتشر رائحة دِمائه بالمكان و صوت صرخاته ! ..

على ضفاف الأمل ٢Where stories live. Discover now