12-البصارة والفتاةُ الصهباء

Começar do início
                                    

"تعال لِتجلِس بُني سنغادر بعد قليل"
قالت المرأة المُسنة لاذهب بتردد وخجلٍ غير مُبرر اجلسُ جانبها
رُبما لخبرتي الرديئة في التعامل مع النساء
فلم اتعامل مع احداهن قَط سوى العمةُ ايليت!

"بِصراحةٍ نحنُ ، أي أنا وحفيدتي لم نراك تأتي الى البريد مُنذُ خمس أيام لذا قلِقنا عليك..اقصِدُ أنني قلِقتُ عليك فأصريتُ على حفيدتي أن نأتي للإطمئنانِ على حالك"

نظرتُ اليها بعدم فِهم وتمنيتُ لو أني استطيع سؤالها عن من تكونان ولكنني ارى هذا مُخجلاً جداً ،رُبما يكون عادياً لأحدٍ غيري ولكن ليس لي ابداً

"نعم هذا صحيح..إنني في حِداد"

"لَقد خمنتُ هذا فور رؤيتي لك فأنت لا ترتدي الاسود عادةً"
بدأ القلقُ يتسربُ الي فمن تكون تلك المرأة التي تُدرك حتا ما ارتديه عادةً!

"ليرحمه الله لقد احزنني ذلك حقاً ومن يكونُ لك ياتُرى"
سألت الصهباء بصوتها الشجي الذي تسلل بِرقة الى مسمعي لاتواصل معها بنظري لعينيها دون اجابة ولكنها سريعاً ما انزلت عيناها الى الارض تتهرب من انظاري،ما بالُها؟

"انها سَمكتي"
اجبتُ بعد لحظاتٍ من طرحها للسؤال وكم شعرتُ بالإحراجِ من تعابير وجهيهما على إجابتي تلك
وانني ميقنٌ أنهما تحاولان جاهِداً كبح نفسيهما عن الضحك لهذا
ولاكن لو كانتا تعلمان فقط ماكانت تعنيه لي لشاركتاني عزائي حتماً..

نظرت الجدة إلى حفيدتها وكأنها تسألها أهو مجنونٌ ام ماذا ولكن سريعاً ما تجاوزت الامر لتقول
"صحيح ، نسيتُ ان اُعرفك على حفيدتي ، اسمها لونا ، وهو يعني القمر الصغير ، انهُ ينطبقُ عليها تماماً انظر اليها كم هي جميلة!"
قهقهت نهاية حديثها واكتسحت الحُمرة وجنتي حفيدتها ليغدوا لونها قريباً للون شعرها
بينما انا فقط ابتسمتُ بجانبية لمظهرها اللطيف اجيب
"تشرفتُ بمعرفتكِ آنسة لونا ، انا اُدعى جونغكوك"
رفعت عيناها سريعاً تنظر بخاصتي وبذات السرعة ازالتها تنظر في كل مكان عداي
مابالها حقاً؟
"وانا كذلك"
كان هذا كل ما اجابت بِهِ وهي تنظُر الى الأرض

ابتسمت المُسنة بجانبية وهي تنظرُ الينا وتقول
"أظن انك تريدُ معرفة من نكونُ او كيف وصلنا الى عنوانك على الاقل!"
وقد ابتسمتُ داخلياً انها ستجيب على سؤالي دون طرحه وكم كُنتُ شاكراً لها آنذاك

"إن حفيدتي تقوم ببيع المشروبات الدافئة امام ذاك البريد بينما أعملُ انا بصّارةً،وكُنا نراكَ في كُل مرة تأتي بها وقد اعتدنا على رؤيتك في ذات الوقتِ هناك وعِندما اطلت الغياب لخمسِ أيامٍ بلياليها قلقنا عليك،واما عن كيف وجدنا مكان سكنك فدع هذا سراً صغيراً بيني وبين حفيدتي"
انهت كلامها غامزةً لحفيدتها وهي تقهقه بينما اهتزت عينا الفتاة لابتسم انا بخفة لحركاتها الظريفةِ تلك
وشعرتُ بالإمتنان والدفئ لتفقدهما لي وهُما حتى لا يعرفان من أكون

حَتى تُشرِق مِن مَغرِبهاOnde histórias criam vida. Descubra agora