دقائق قليلة فقط قُلب فيها الميتم رأساً على عقب بحثاً عن جونغكوك
من مُربين الى مُربيات بينما رَفض مُديرُ الميتم ان يتم الاتصالُ بالشرطة خوفاً على سُمعة الميتم والعاملين عليه

توقف تايهيونغ يستجمع انفاسه بعد ان اُرهق في البحث داخلاً
نظر الى الباب الذي يجلسُ بجانبه حارسُ الامن
ونظر الى الخارج كيف ان الامطار غزيرة

هو يكره هذا الطقس بشدة ، ومنذ سنيناً يقضي فصلُ الشتاء في الداخل وكأنه يخاصمه ولا يرغب برؤياه

ان يخرج الان لاجل شخصٍ لا يعنيه ، هذا مستحيل ،بل اكثر من مُستحيل
هو سيعودُ ادراجهُ فقط،ويترك امر البحث عن الفتى للمسؤولين عن اختفائه!

اخذ نفساً عميقاً وهو يرتجفُ في اعماقه ، كز على اسنانه بغضبٍ من نفسه وركض باسرع ما عنده متجاوزاً ذلك الباب ليستقبله المطر يسقطُ عليهِ وكأنهُ رجماً بالحجارة

"ههييييي ، انت يا فتى!!! ، الى اين!!!!"
كان هذا صوتُ حارس الامنِ الذي ينادي تايهيونغ ولكن دون جدوى
ليذهبَ الحارسُ مُخبراً زميلهُ بهروب الفتى ليخرجوا بدورهم ركضاً خلفه ليوقِفوه

يجري بسرعةٍ ناظراً هنا وهناك ، يجول بعينيه في كُل مكان من هذه الساحة العُشبية ، الظلام يصعبُ عليه الرؤية انه يعتمدُ على ضوء القمر الذي يضهر قليلاً ويختفي بفعل الغيوم التي تُدثره

"جونغكوك!!!!!"
صرخ بإسمه يناديه ، وقد انتبه الان انه لاول مرة يناديه بإسمهِ
ولا يعلم لما احس بهذا الشعور الغريب عند مناداتهِ إياه
هل تراه احب ذلك؟

وقف يستند بيديه على ركبتيه يلتقطُ انفاسه
والمطر ينزلقُ من شعره الطويل الذي غطى عينيه ساقطاً على العشب
مسح بشعره يرفعه عن عينيه بكلتا يديه ليثبت يداه ممسكاً برقبته من الخلف
واخذ يدور حول نفسه ينظرُ في كل مكان عله يلمحُ جسده

رأى رَجُلا الامنِ يأتون من بعيد ليتمتم باللعنات ويكمل ركضه متعمقاً في البحث

"جونغكوووك!!!!!"
صرخ مُنادياً وهو مستمراً في ركضه ليتجمد في مكانه فور التقاط اذنيه لانينٍ مُتألم يصدر من احد الاماكن

التفت ينظرُ في كُل مكانٍ كالفاقدِ لوعيه
وعاد ادراجه مُنادياً من جديد باسم من ارجف داخله
"جونغكوك اين انت؟؟ لتُصدِر صوتاً ان كُنت تسمعني!"
ولا صوتاً يجيبه

"الهي اين هو"
همس يدور حول نفسه
تارةً يتقدم خطوة
وتارة يعودُ الى الوراء خطوتين
لا يعرف في اي جهةٍ يمضي
ولا يعلم ان كان الصوتُ الذي سمعهُ حقيقيٌ ام مُجردُ وهمٍ من صُنع خياله

حَتى تُشرِق مِن مَغرِبهاWhere stories live. Discover now