-19- ندوبه الغير مرئية

Magsimula sa umpisa
                                    

"لا يوجد كيمياء إنسانية إذاً، يفعلون ما تشتهي البوم."
رأس عكازه فجأة دفعت بذقني للأعلى، كنت أتجنب النظر في وجهه منذ قدومه لكنه لن يدع الأمر ينزلق على ما يبدو.
"بأي حال إن كانوا يريدونك حقاً بينهم فسيقتلوني إذ أنني أتيت لأطالب باستعادتكِ."
صرح ببسمة بسيطة ثم تخطاني بعد أن تركني مدهوشة، هذا الآن أسوأ من أن يتم قتلي. سيتسبب بالمشاكل بين النوكتوا وريغان، ليس لي ولهم وحسب إنما لنفسه بالمثل.

"هذا منزلي وحيث أنتمي نورمانوس."
لحقت به.
"ليس منذ أن غدوتِ زوجتي وجعلتني ارتشف دمائكِ."
عاندني دون أن يتوقف فالتففت حوله وعرقلته بجسدي أمامه لأمنعه من الاستمرار بتحوير الحديث وخوضه بصراحة معي.

"إنها مجرد رابطة حسية بسيطة نورمانوس، أنت قلتها سابقاً."
رطبت شفاهي.
"وأنا أردتُ خيطاً يعلقني بك أكثر من الشعرة التي تعلقت بها بكلايمنت لأرضي نفسي، لكن ذلك لم يغير شيء لأن المشكلة كانت أنا."
اعترفت بما لم أود أبداً قوله له عندما كان شريكي. كنت خائفة من الارتباط بأحدهم والهجر اللاحق لأنني لم أكن بالكفاءة المطلوبة لكن الآن كل شيء مختلف.

"ستتلاشى ببعدي نهائياً."
بررت وهذه كانت الحقيقة، لم ارتشف دماءه ولست أشعر بما يحس به لكنني واثقة أن تلك الجرعة التي أخذها مني لن تنغص عليه حياته.

"هل من السيء أنني لا أريدها أن تتلاشى مينرڤا ريغان؟"
أسند كلتا يديه لعصاه أمامه فحفر الجليد أما أنا فنهيته معاتبة بجدية:
"لا تخاطبني بريغان."

نسيم قارس هب في وجهه من خلفي فتناثرت خصلاتي الرملية من حولي لتجعلني أبدو أكثر بؤساً.
"أنا ابنة الشمال النقي."
تراجعت متنهدة فرفع عصاه في الهواء وخطى نحوي على مهل، يعرج على ساقه اليمنى بشدة ليبدو وكأنه يترنح من الثمالة فتوقفت ليفعل المثل، رؤيته يتحرك هكذا تؤلم.

ضغطت عضدي بكفي.
"ما خطب ساقك؟"
سألت بتوجس، أردت الاستفسار من فترة لكنني لم أحصل على فرصة ولأنني في الآن ذاته، في مؤخرة عقلي، أدري.

"تعرفين..."
سحب بنطاله ليكشف عن ساقه قليلاً فأصبت بالدهشة من رؤية عروقه تبرز بلون أسود خلال بشرته التي مال لونها للأزرق، لكن السبب ليس بورم مرئي.
"السم الذي أصابني منذ سنتين، يبدو أنه يسبب شللاً في العضلات."

"أنا فشلت في المساعدة يومها إذاً."
تمتمت بأسف ونبرة أقرب منها للاعتذار.

"على العكس..."
لهث ساخراً وهو يترك قماشة لباسه لتنزلق وتغطي جلده حتى القدم مجدداً.
"كان ليقتلني السم في ساعات ما أن يصل عضلة القلب، لو لم تتخلصي من أغلب دمائي الملوثة آنها."

"كل الفترة الماضية إذاً..."
ضغطت أناملي بشدة وتخيلت المعاناة التي مر بها. في الفترة التي تعلق فيها بين الحياة والموت رحلت أنا ببساطة دون رسالة وداع حتى.

بـومـة مينـرڤاTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon