الفصل الاول

264 18 2
                                    


غرفة رقيقة يحتلها كل ما هو انثوي فاخر من اثاث بسيط لطلاء الجدارن الوردي والصور المزينة عليه وحتى المفروشات الارضية والستائر الناعمة -البسيطة رغم رُقيها- المسدلة على شرفتها...

ناعمة بنومٍ هانئ لا يفسده تلك الشعاعات البرتقالية التي تسللت من ثنايا الستارة الشفافة.. ولا زقزقة عصافيرها الحبيبة الغازية حديقة فلتها الراقية... لا يزين محياها النائم سوى السكينة.. والتي تستمدها دون عناء من إياس الذي ينصفها دائمًا على حسناء في شجارهما الدائم... فتذهب لغرفتها بعد انتصارها عليها بدعمه ومدافعته عنها لترتمي على فراشها مع مسلسلاتها الاجنبية الغريبة والتي تذهب بعدها في ثبات عميق لا يغزوه سوى احلامٍ وردية تتمنى ان تتحق وبشدة.. فكيف يكون هو الحلم ولا ترجو ليكون حقيقة!... 

صدح بارجاء الغرفة رنين المنبة على كومودها والتي اسكتته بكفها الضئيل الذي امتد له بكسل..
خرجت غمغمة بائسة ناعسة من بين شفتاها :
- بئسًا لك منبه مزعج.. دائمًا تختار الحلم الخطأ لتعلن صياحك به.. .

عام دراسي جديد...
يومه الاول اليوم..
اذا لا بئس من النهوض رغمًا عن شهوة النوم التي تكاد تموت لاشباعها حد التخمة ولكن اشتياقها للقائه بعد غياب طال لثلاثة اشهر كاملة دون لقائات البتة بقرارًا منها خارج الجامعة...
فيكفي تسكعهما فيها... رغم أن والده وزوج خالتها شريكان بإحدى صفقات عملهما وطبيعي أن يلتقيا بالنادي المشتركان به أو حتى مزرعة الخيول التي تذهب اليها مع إياس والذي يقام فيها سباقات ترفيهية بين الاصدقاء... لكن بداخلها وغز كبير يخبرها
"يكفي تلك المقابلات المختلسة بالجامعة... يكفي هذا وهم لا يعلمون بذلك"...

لكن ذاك الوغز لم يمنعها من مكالماتهما اليومية ومحادثتهما الالكترونية والتي يتشاركان بتفاصيل يومهما بها... فكيف ترفض ذلك ثانية وقد غضب وخاصمها طويلا حتى أخبرته بموافقتها....

غادرت فراشها بكسلٍ كسيح يتساقط ارضً كلما خطت نحو المرحاض بنهاية غرفتها وذراعيها ينفتحان عن اخرهما وهي تتمطى بتثائب رقيق اجتاحها فترتفع منامتها الخريفية بلونها البني حتى تباينت سيقاها  من تحتها فيما تردد بصوت عالٍ قليلاً مذبذب اثر تثائبها :
- اضحي انا من اجلك يا أمجد.. .

*****

بالأسفل...
كانت السفرة الكبيرة نسبية يترأسها كبير البيت "عماد" وعلى كلتا جانبيه ندى وإياس بينما الخادمتان حولهما تضعان الافطار لهم...

وضعت الخادمة اخر طبق امام إياس والذي لم ينتظر حتى لذهابها حتى امسك بالخبز وبدأ بتناول ما امامه ليس لتضوره جوعًا.. بل لرغبته في مشاكستها فقط...
تطلع لوالدته التي لم تبدأ بالاكل مثله ومثل ابيه فقط تطلّع لهاتفها بيدها فسألها :
- لمَ لا تأكلين أمي.. واين الفتاتين لمَ تأخرا بالنزول اليوم؟.. .

 لو نطق القلب (تم وقفها مؤقتًا)Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz