الفصل السابع عشر

Start from the beginning
                                    

وزعت نظراتها بينه تارة وبين الفراغ تارة اخرى، فاستغرق تفكيرها الاحمق عدة دقائق قبل ان تجيبه بحماسٍ:

_أنا موافقة..

ابتسم بحبٍ لها، فارتخى جسده على المقعد براحةٍ وعينيه يكسوها جمرة الانتقام المشتعلة!

**********

أغلق عينيه على تلك الارجيحة التي تتحرك به بمنتصف باحة المنزل، الابتسامة تزور وجهه الوسيم ولا تفارقه، فوصال ذاك العشق على وشك ان يبدأ بينهما، يا ويلته من نظرات عينيها الفاتنة التي أغرقته بين حديقة من أشجار الصنوبر واللافندر المحبب إليه، حيائها الذي تبديه كلما التقت أعينهم في لقاء عابر دون سبق انذار او موعد محدد، عشقها ذاك الآسر وعشق القوة التي تود التحلي بها رغم ضعف جسدها الأنثوي، الذي لا يقوى على مكافحة عمل الرجال ومع ذلك جاهدت فقط لتعاون والدها، لا يعلم كم من ميزة سيكتشفها بها حينما تقترب المسافات، ولكنه يشعر بحماس القرب منها، انفلتت تلك الجملة من بين دقاته:

_قريب هتبقي ملكي يا تسنيم!

*************

انهت ذاك الرابط الذي جمعها به حينما وقعت على عقد زواجها بعدو أبيها اللدود، وربما أيضاً خسرت عدة روابط تجمعها بعائلة الدهاشنة، لا تعلم بأنها فتحت أول باب سيقودها لجحيم لا مفر منه، ومالك ذاك الجحيم من وقعت اسيرته منذ اول لقاء، اغلق المحامي الدفتر من أمامهما وهو يردف بابتسامة عملية:

_الف مبروك يا "أيان" بيه..

أجابه ببرودٍ:

_تسلم..

ومن ثم أشار لها بالنهوض فلحقت به لسيارته المصفوفة بالاسفل، فصعدت لجواره وأصابعها تعبث بحقيبتها بارتباكٍ، وزع نظراته بينها تارة وبين أصابعها، فقرب يديه الخشنة ليحتوي يديها معاً بيديه، فتطلعت اليه ببسمة اربكته لوهلة من الوقوع بحبها، فتناسى تفكيره الأحمق من جهة نظره ثم قال:

_كده مفيش حد يقدر يفرقنا يا روجينا، لانك بقيتي مراتي على سنة الله ورسوله.

ارتعش جسدها حينما استمعت لانتسابها له، فعبثت بحجابها حينما كاد بالاقتراب منها، لتخبره بتشتتٍ وخجل:

_أنا لازم أرجع البيت حالا، لإني اتاخرت..

ضيق نظراته الخبيثة، ثم اعتدل بجلسته ليقود سيارته تجاه منزلها، فاستوقفها على مسافة من العمارة، فودعته بابتسامة هادئة، وكادت بالهبوط، امسك أيان بمعصمها واجبرها على الصعود مجدداً، ثم قرب رأسه منها متعمداً إثارة رغبتها تجاهه، وبانفاسٍ لفحت وجهها قال:

_هشوفك بكره؟

بلعت ريقها الجاف بصعوبةٍ وهي تشير له عدة مرات، ثم هرولت للخارج شبه راكضة ووجهها اصبح كحبات الكرز الحمراء، فما ان اختفت من امامه حتى تخشب وجهه الذي اصطنع البسمة والحب لوقتٍ لا بأس به، ومن ثم رفع هاتفه ليردد بصوتٍ اخشونت لهجته:

_اول خطوة في انتقامي اتحققت، وقريب اوي وعدي ليكي هحققه، وبنت فهد هتكون خدامة تحت رجليكي...

************

أغلقت "فاتن" الهاتف مع ابن شقيقتها الراحلة والسعادة تكسو وجهها التعيس، فوضعت الهاتف من يدها ثم وقفت لتقترب من تلك الصورة الضخمة التي تحتل حائط غرفتها باكمله، التمعت دمعاتها وهي تتأمل شقيقتها، ومن ثم ازاحتها بشراسةٍ:

_خلاص يا ناهد نامي وارتحي يخيتي، ابنك هياخد حقك من اللي أذوكي..

اخدتها عهد عليا يوم ما شوفتك غرقانه بدمك اني اللي هياخد حقك من ولد الدهشان وهيكسره هو ابنك ايان ، ربيته على القسوة وكنت بفكره باللي حصلك عشان اللحظة اللي اشوف فيها واد وهدان الدهشان مزلول واللحظة دي مبقتش بعيدة خلاص..

الشر الذي ولد بداخل ايان لا يضاهيه شر تلك المراة التي تترقب لحظة وصول ابنة كبير الدهاشنة خادمة لقصرها، عينيها تخيف من حولها من التفكير بالشر العظيم الذي تدمره لتلك العائلة، ولكن من سيدفع تذكرة تلك الانتقام الحارق!

**********

سحبها عن الفراش ومن ثم كمم فمها، حتى يعيق صرخاتها نهائياً، وباليد الاخرى ازاح ملابسها ليستبيح التطلع لجسدها دون رحمة منه، صرخت واستنجدت ولكن صوتها قد كبت ببراعةٍ وكأنه اعتاد على التحجر بداخلها، نظرات عينيها المتوسلة تستغيث بكل ذرة انسانية بداخله ولكنها لم تجد سوى الشهوة والانحطاط، اهتز جسدها بعنفٍ ونداء خفي تسلل اليها وكأنه صوت حور يوقظها، بصعوبة بالغة فتحت تسنيم عينيها الباكية، لتجد حور جوارها توقظها بكافة الطرق وهي تهمس لها ببكاءٍ:

_حلم يا حبيبتي، متخافيش محدش هياذيكي..

هلعت وتلك الصرخة تضرب اعتاق قلبها، فنهضت مفزوعة وعينيها تفتش بالغرفة لتلتمس الامان، فما أن تأكدت بكونه حلم معتاد حتى اندثت باحضان رفيقتها تبكي بحرقةٍ على لعنة عدم النوم التي اصابتها، ذاك السكين القاتل الذي اصابها في مقتل منذ طفولتها مازال يلاحقها ولكن ترى هل سيسطيع آسر قلبها أن يحرر قيودها؟...

........... يتبع........

#الدهاشنة٢... #بقلمي_ملكة_الابداع_آية_محمد_رفعت..

شكراً لأرائكم وحماسكم للرواية وبتمنى الاحداث القادمة تنال إعجابكم، وبانتظار رأي حضراتكم على الفصل وبتمنى نشارك رأينا ببوست منفصل على جروب ملوك ومنشن عشان اقدر اوصله... بحبكم في الله...

#Aya.... 💙

******________________******

الدهاشنة ..٢.. صراع السلطة و الكبرياء...للكاتبة أية محمد ملكة الإبداعWhere stories live. Discover now