تجربتي في الغابة البارت الاول

13 3 4
                                    

الجزء الأول :

مكان غريب وموحش ، و شبه مظلم  ، كون القمر في ربعه الأخير  ، تكاد لا ترى شيئاً وسط غابة كثيفة ، سكون وصمت يشبه الموت تسمع فيه صوت الحشرات وهي تتحرك فوق أوراق الأشجار اليابسة التي تغطي أرض الغابة . وأنا متعب أبحث عن مكان لآخذ فيه قسط من النوم لقد اهلكني التعب والسهر ، وهذه هي الليلة العشرون وانا تائه وسط هذه الغابة أبحث عن مخرج ولا جدوى كأني ادور في حلقة مفرغه . سقطت على الأرض بعد أن خارت قواي ولم أتمكن من مقاومة النعاس والتعب  الذي غلبني وغرقت في نوم عميق  ، وبعد حين زارني في المنام كابوس جثم على صدري وكاد أن يقتلني حيث كنت أغرق وفي كل مرة أخرج  فيها من الماء لالتقاط الأنفاس يضربني رجلاً ضخماً وعملاق بقوة ويعيدني إلى قعر النهر وكنت أجاهد  في مقاومة الاحراش  والعوالق المائية التي التفت على رقبتي وأصبحت بالنسبة لي كخيوط العنكبوت حين تسقط فيها حشرة  إلى ان انقطعت أنفاسي وكدت أموت لولا ان أفز من النوم  وأنهض واقفاً من شدة الخوف فإذا بي انا واقفاً وسط الغابة .. وبدأ النهار الجديد يتدفق من خلف الغابة ويبدد مخاوفي وهواجسي  ، توجهت الى الجدول القريب  لاستحم وأعيد النشاط وأعاود التنقل بين الأحراش لعلي أصطاد ما يمكنني اصطياده من حيوانات صغيرة أو حتى حشرات  فلقد سئمت  الفواكه والخضروات الخالية من البروتين  وسأبقى النهار كله في أمان بعض الشيء كوني أرى الخطر القادم واتجنبه ما امكن لي ذلك . وفي المساء التالي وبينما كانت خيوط الشمس تغادر كنت اترقبها بخوف وقلق وكنت آمل ان لا تغادر وبقيت أراقب آخر خيوط الشمس المغادر وحل الظلام .  سمعت أصوات غريبة من بعيد فهربت بالاتجاه المعاكس لها ولم يبتعد الصوت بل بدأ يقترب مني أكثر فأكثر فهو صوت لمخلوقات غريبة فصوتها هو بين نباح الكلب وزئير الاسد صوت مرعب ويملأ القلب بالخوف  وكلما أسرعت تلاحقني تلك المجموعة من المخلوقات الغريبة  الى ان وصلت لي وكادت تهاجمني ونزلت إلى الأرض أبحث عن حجر أو عصا او اي شيء أدافع به وسحبت شيء من الأرض كان جزء منه ظاهر والآخر مطمور تحت الأرض وحين سحبته اتضح لي إنه عظم لشخص ميت  وارتعبت وخفت  وفي هذه اللحظة تقدمت تلك المخلوقات مني وضربتها بخوف بالعظم فاخترقها دون ان يسبب فيها أثر  ونزلت إلى الأرض مرة أخرى فوجدت عصا غليظة وكنت في كل مرة أصيب تلك المخلوقات تخترقها العصا كونها  أشباح مثل كاسبر . فتذكرت ما قالته لي عجوز صادفتها ذات يوم قبل سنين  حين قالت لي لو صادفتك مخلوقات غريبة أو أشباح في أي مكان  أعزف لها موسيقى بأي آلة موسيقية لديك او غني فانها ستهرب كونها لا تحب الموسيقى والفن فبحثت عن ناي كنت احتفظ به ولم أجده وبدأت اغني وما ان سمعت الغناء هربت مسرعة إلى عمق الغابة  .
يتبع الجزء الثاني*
بقلمي القاص والشاعر    ع ع

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 22, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

تجربتي في الغابة Where stories live. Discover now