الفصل التاسع والثمانون والأخير

Start from the beginning
                                    

أنهت فكتوريا حديثها وهى تتخطى جورج صاعده لغرفة صغيرتها ليلى للإطمئنان عليها...بينما عاد جورج ليجلس على الفراش من جديد وهو يضع رأسه بين كفيه وهو مغمض العينين شاعرا بثقل العالم أجمع فوق كاهله...

إلا أنه فتحها من جديد قائلا بتصميم:ولأننى تسببت بقتل كل ما هو جيد بهذا المنزل سأحارب من جديد حتى استعيد ذلك الدفئ من جديد....انهى جورج حديثه وتحرك خارج المنزل متجها للقصر الملكى ليرى سير الأعمال خلال فترة تغيبه...

❈-❈-❈

عاد الجميع للقصر وحين تخطوا أبوابه...كان ماثيو أول من ذهب لجذب زوجته متجها بها لغرفته وهو
لا يزال منصدم من تواجدها معه وبرغبتها الكامله...
فنظر لأيديهم المتشابكه وهو يتذكر ما قالته له منذ أيام...

"فلاش باك"

حين خرجت من المنزل ليلا بعدما تأكدت من ذهاب الجميع لغرفهم..وقامت بطرق باب المحلق وللمصادفه كان ماثيو هو من قام بفتح بابه...ورؤيتها أصابته بالتجمد وهو لا يعلم ماذا يجب عليه أن يفعل...فهو رغم ثورته ورغبته الملحه خلال الايام المنصرمه لرؤية زوجته...إلا أنه لم يكن يعلم كيف سيبدأ
حديثه...فكل ما كان يفكر فيه هو رغبته التى
تكمن فى شوقه لرؤية عينيها والشعور بوجودها
من حوله....لهذا ظل ينظر إليها بجسد مشدود وأنفاس منقطعه غير مصدقا أنها من أتت لرؤيته...

لاحظت ليليان تصلبه لهذا قررت أن تحدثت هى وتخبره بما أتت من أجله...حتى تنهى الأمر وتوقف ذلك الشعور المؤلم الذى غزى قلبها منذ رأته والذى إزداد بعدما تحدثت معها سابين....وقالت بتوتر وهى لاتزال واقفه أمام بابه وهى تتهرب منه بنظراتها:لقد فكرت كثيرا وأدركت أن مشاعرى من كانت تتحكم بعقلى...لهذا ألقيت عليك ذنب ما حدث لصغارى وظللت أفكر هكذا لأعوام....

توقفت ليليان وهى تشعر بوخز حاد بقلبها فحاولت التنفس بهدوء...وهى تكمل بعيون دامعه:لقد حاولت مرار قتل نفسى إلا أننى كنت أفشل بكل مرة...وكأنه ليس مقدرا لى الرحيل بعد...لهذا حاولت أن أتناسى ما حدث إلا أننى لم أستطع...كما كنت أفكر بك دائما وأتسأل كيف هو حالك؟!..وكيف تعيش؟!..ومن ثَم تغير تفكيرى وأصبحت أرى كم عانت أنت الأخر كما عانت أنا....وأشتقت لك حينها....

توقفت ليليان عن إكمال حديثها وهى تنظر ل ماثيو للمرة الأولى بوجه مغرق بالدموع....وهو ييادلها النظرات المشوشه والضائعه غير مصدق ما قالته...
مما جعل ابتسامة حزينه ترتسم على ثغرها وهى تكمل:لقد فعلت حينها شئ جنونيا وقررت البحث عنك لعلى أشبع شوقى إليك...حتى ولو كان من
خلال مراقبتى لك من بعيد...ولم يكن مهمه البحث عنك وإيجادك مهمه صعبه....فأنت بالأخير المستشار الأعلى للملك وهذا سهل على إيجادك....وبالفعل أصبحت أراك من بعيد وأشبع عينى بحضورك...
رغم ذلك الحزن الدفين الذى كنت أراه قابع بعينيك خلف برودك....فتمنيت أن أمحوه إلا أن قلبى كان يخبرنى دائما أن عودتى إليك ستسبب بعودة الألم لكلينا من جديد....لهذا لم أفكر بالاقتراب منك والاكتفاء بمراقبتك من بعيد....

BlacK(مملكه الذئاب)Where stories live. Discover now