وفي شقتهم التي شهدت على مولد عشقهم والذي كان بدايته كره ثم تحول لعشق وزواج ثم تكلل بثمرة عشقهم التي قاربت على الخروج الى الحياة!
أمام خزانة ملابسه كانت تضع الملابس المطوية بداخلها بترتيب رغم أجهادها.. فتعود للتخت وتتناول كوم جديد من فوقه.. والهاتف على أذنها تتكلم مع صديقتها سحر في الجهة الأخرى:
- يامجنونة ماانتِ مابتسأليش طيب اعملك ايه؟........لا ياستي ربنا يهنيكم ببعض انتِ ورمزي ويخليلكم النونة الصغيرة حنين هي عندها كام شهر دلوقت.........ربنا يخليهالك ويبارك فيها.........خلاص هانت انا دلوقتي في التامن ادعيلي بقى ربنا يكملها على خير...
شهقت مجفلة فجأة حينما أتى خلفها وفاجأها بنزع الملابس من يدها التي تناولها عائدًا بها نحو التخت بصمت..ليجلسها عليه بنظرات محذرة.. يكمل هو ما تفعله وشعره مازال يقطر بالماء ..اضطرت لأنهاء المكالمة سريعًا تخاطبه بغضب:
- طب مش تنشف شعرك الأول لاتاخد برد.
قالت وهي تحاول النهوض لكي تصل بالمنشفة اليه.. ولكنه اقترب منها محذرًا:
- بس بقى ماتتحركيش من مكانك تاني.. متخلنيش اتعصب بجد.
- تتعصب ليه بس؟ هو انا عملت حاجة دول شوية غسيل بطبقهم.. مش مستاهلين عصبيتك دي.
- مش مستاهلين! دا انتِ كنتِ بتنهتي فيهم ولا اكنك بتجري.. ايه يافجر؟ اهدي على نفسك الله يرضى عنك.. خلينا نعدي الأيام اللي فاضلة دي على خير.
قال بقلق فردت هي بنبرة مترجية :
- طب تعالى نشف راسك والنبي لتتعب.. ولا انت عايزني اللقط منك واكح ببطني الكبيرة دي.
ابتسمت من قلبها وهي ترى تأثير تهديدها عليه.. فترك مابيده سريعًا يتناول المنشفة يجفف بها وهو يجلس بجوارها:
- هاتجنيني معاكي.. وانت عارفة انا بخاف قد ايه.. دا  لو يحصل وتتعبي.. والنعمة دا انا قلبي بيوقع في رجلي لما اتخيل بس .
مسدت على ذراعهِ بحنان :
- سلامتك قلبك يانور عيني.. هو انت مخليني اعمل حاجة عشان اتعب.. دا انا قولت اطبق الهدوم من زهقي.. ماانا كمان مش واخدة عالراحة كدة على طول.. الراحة بتتعبني.
نظر اليها مضيقًا عيناه:
- اوعي تكوني بتلمحي على شغلك في المدرسة؟ انا قولت مافيش شغل لسنة قدام بعد الولادة ومش هارجع في كلامي يافجر..يعني ما تحاوليش تلفي ولا تدوري في الكلام من أولها.. عشان انا فاهمك.
لوت شفتيها المذمومتين قائلة بابتسامة:
- هو انا لدرجادي مفقوسة قدامك
اومأ برأسه وابتسامته الرائعة قبل أن ينهض وقال:
- اوي اوي بصراحة.. والمشكلة انك بتنسي اني حافظ كل لمحة وكل تعبير في وشك.. يعني بقرا وبعرف اللي جواكي من قبل ما تتكلمي.
تبسمت بسعادة تحدق اليه بصمت.. تشكر الخالق على نعمة الزوج الحنون المحب.. تابع هو:
- قومي يالا بقى اتجدعني كدة وغيري هدومك عشان نلحق نودي الغدا لابويا قبل ما نلحق مشوارنا.
- بس لو خالتي ربنا يهديها وتوافق ترجعلوا.. مش كفاية سابلها البيت الكبير مع حسين وسكن في شقة لوحده.. قلبها دا مش هايحن بقى؟
قالت وهي تنهض عن التخت بمساعدته.. أجابها بابتسامة:
- بتدلع ياستي.. ماهي الحكاية مش سهلة اوي كدة عندها.. دي امي وانا عارفها.
قالت بغمزة من عيناها:
- بتتقل يعني عشان يعرف قيمتها.
خطف قبلة سريغة من شفتيها قبل أن يتركها قائلًا:
- حقها ولا مش حقها؟
رددت خلفه ضاحكة:
- طبعًا حقها وحقها جدًا كمان .
................................
في المنزل الكبير كانت سميرة جالسة ومعها طبق كبير ممتلئ بالأرز.. منكفئة عليه بتركيز وهي تتنقي منه السيئة والتالفة لتضعها في طبق صغير بجوارها.. دلفت اليها زهيرة بصنية العصائر قائلة وهي تضعها امامها على الطاولة الصغيرة بوسط الصالة:
- سيبي اللي في إيدك ياسميرة.. واشربي حاجة ترطب على قلبك.. هو انتِ هاتموتي ياولية انتِ لو ريحتي ساعة من غير شغل؟
ردت سميرة وهي ترفع اليها رأسها:
- الله بقى.. مش لازم انقي الرز كويس ولا هانطبخه من غير ماننقيه؟
- وتنقي وتوجعي قلبك ليه؟ والست اللي قاعدة جوا دي.. شغلتها ايه بس؟
نزعت سميرة كوب العصير من فمها وردت بملامح ممتعضة:
- لا ياختي.. انا احب اطبخ اكلي بنفسي.. مابحبش حد يعملوهولي.. ماتجليش نفس اساسًا.. مش انتِ عزمتيني.. يبقى اتحملي بقى شروطي.
تنهدت زهيرة بيأس مستسلمة لمبدأ سميرة فتناولت كوبها هي أيضًا ولكنها على رفعت رأسها فجأة على صوت دبدبة سريعة فوق رؤسهم كما فعلت سميرة التي سألت بقلق:
- يالهوي يازهيرة.. ايه صوت الدب اللي فوق؟
تبسمت زهيرة بمكر قائلة:
- لا ياختي ماتقلقيش دي حاجة عادية .
- حاجة عادية ازاي يعني؟
سالت قاطبة حاجبيها فنكزتها زهيرة بمداعبة:
- ياولية افهمي بقى.. دول العيال فوق بيلعبوا ويهزروا مع بعض.. هو انتِ مجربتيش؟
شهقت مستنكرة :
- اخص الله يكسفهم.. طب مش يراعوا وجودك ولا الناس اللي شغالة في البيت؟ دا فجر وعلاء على كدة.. احسن منهم مية مرة في العقل.. دا انا ادخل واطلع عليهم.. مافي مرة شوفت منهم الحركات دي.
زهيرة وهي ترتشف من كوبها بخبث:
- طب وانتِ هاتعرفي ازاي بقى؟ لهو انتِ ساكنة تحتهم؟
فغرت سميرة فاهاها وعقلها يتخيل انه قد حدث بالفعل.. فعلق جيرانها في الأسفل نفس تعليقها الاَن.
..............................

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 06, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

عينيكى وطنى وعنواني Where stories live. Discover now