وقفة عند كلمةٍ مهدويّة قصيرةٍ ؛
غزيرةُ المعنى ، عظيمةُ الفحوى ، وَفيرةُ الدِلالةِ وَ المقاصد :
( نَحنُ صَنَائِعُ رَبِّنا وَ الخَلقُ بَعدُ صَنَائِعُنَا )
▪️◾◼️◼️◾▪️✍️ كلماتٌ منْ ذهب ؛ إنَّها كلماتُ إمام زماننا الحُجَّةِ بن الحسن "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه" ؛ مِمَّا جاء في رسالةٍ من الرسائل الَّتي بعث بها إمامُ زماننا إلى الشّيعةِ زمان الغيبةِ الأولى الَّتي نعرفها بالغيبةِ الصغرى تلكَ الرسائل الَّتي تُعرفُ اصطلاحاً (بالتوقيعات) ؛ توقيعاتُ الناحيةِ المقدَّسة..
هذهِ الرسالةُ الَّتي بعث بها إمامُ زماننا عِبرَ سفيرهِ الخاص زمان الغيبةِ الأولى إلى الشيعةِ بعد مشاجرةٍ كانت فيما بينهم في شأن الإمامةِ ، وَ تحديداً في شأن إمامتهِ "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه" ، مِمَّا جاء في هذهِ الرسالةِ ما قالهُ إمامُ زماننا "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه" ؛ ( وَنَحنُ صَنَائِعُ رَبِّنا وَالخَلقُ بَعدُ صَنَائِعُنَا )[📚كتاب: الغيبة للطوسي]( وَنَحْنُ صَنَائِعُ رَبِّنا – ونحنُ؛ إنَّهُ يتحدَّثُ عن الأئِمَّةِ الأربعة عشر، يتحدَّثُ عن مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ بعنوانِ الحقيقةِ الكاملة مُحَمَّدٌ وآلُ مُحَمَّد هم الأئِمَّةُ الأربعة عشر "صلواتُ اللهِ عليهم" ، فإمامنا هنا يقول ؛ ( وَنَحنُ صَنَائِعُ رَبِّنا وَالخَلقُ بَعدُ صَنَائِعُنَا )..
🔎 لِنقفَ قليلاً عند هذهِ الكلمةِ كي نُبَيِّنَ دِلالتها من خِلالِ كلماتٍ مهدويَّةٍ من ذهب 🔻:
( وَنَحنُ صَنَائِعُ رَبِّنَا وَالخَلقُ بَعدُ صَنَائِعُنَا – اللفظةُ الَّتي هي بحاجةٍ لشرحٍ ، لبيان مضمونها لفظةُ [ الصنائع ] ، فكلمة الصنائع وردت مرتين في هذهِ الجملةِ الموجزة.
الصنائعُ ؛ قد تكونُ جمعاً لصنيعة ، وقد تكونُ جمعاً لصناعة ، وقد تكونُ جمعاً لصُنْع ، فالصنيعةُ تُجمع علَى صنائع ، وَ قد تُجمع بجمعٍ آخر ، لكنَّنا نتحدَّثُ عنْ اللّفظةِ الَّتي بينَ أيدينا ، الصنيعةُ تُجمعُ صنائع ، وَ الصناعةُ كذلك تُجمع أيضاً صنائع ، وَ الصُنْعُ يُجمع أيضاً صنائع.
❓فما المرادُ منْ كلمةِ الصنائع فيما جاء في هذا التوقيع الشّريف ؛ (وَنَحنُ صَنَائِعُ رَبِّنَا وَالخَلقُ بَعدُ صَنَائِعُنَا)..؟!
الصنيعةُ في لُغة العرب تأتي بمعنيين🔻:
🔸المعنى الأول ؛ الإحسان ، المعروف ، الفضل ، الخير ، العطاء ، فأقول ؛ من أنَّ لفلانٍ على فلانٍ صنيعةً يعني فضلاً ، فزيدٌ أعطى بكراً ما أعطاهُ وَ قدَّم لهُ إحساناً وقدَّم لهُ صنيعةً ، قدَّم لهُ صنيعاً ، الصنيعُ وَ الصنيعةُ بمعنىً واحد ، إنَّهُ المعروفُ وَ الفضلُ ، فلِفُلانٍ على فُلانٍ صنيعةٌ..
هذا المعنى لا ينسجمُ معَ ما جاء في التوقيع الشريف؛
( نَحنُ صَنَائِعُ رَبِّنَا – لا ينسجمُ المعنى أن يُقصدَ من كلمةِ الصنائع هنا العطاء – وَالخَلقُ بَعدُ صَنَائِعُنَا ) لن يكون الكلامُ دقيقاً ، لن يأتي المعنى بشكلٍ انسيابيٍّ يتناسبُ معَ بلاغةِ هذهِ العبارة ، يمكننا أن نحشر هذا المعنى حشراً لكنَّ هذا لا ينسجمُ مع جمالِ التعبيرِ وَ أدبِ الأسلوب ، هذا المعنى الأول للصنيعة.
YOU ARE READING
وقفة عند كلمةٍ مهدويّة قصيرةٍ ؛غزيرةُ المعنى ، عظيمةُ الفحوى ، وَفيرةُ الدِلالة
Spiritual🔗 ومضاتٌ مقتضبة ممّا جاء في الحلقةِ (١١٢) منْ برنامج: ( الخاتمة ) ، لسماحة #الشيخ_الغزي.. https://zahraunmak.com/archives/30138 : #يابقيّة_الله #اعرف_إمــامك #توقيعات_الناحية_المقدّسة