-14- نوكتوا

Start from the beginning
                                    

دفعت الغطاء الثقيل من على جسدي وحدقت بأصابع يدي المحمرة الخدرة. كان يتم طهوي أسفل هذه الأداة السحرية لفترة طويلة.

نهضت على ساقي لأقف فأتمايل للصداع المزعج الذي ركل رأسي، حاولت تجاهلته واقترب باشتياق غريب لم أشعر به قبلاً من موقع غلاكوس.
حدق الأخير بي بعيونه الصفراء المشعة بتركيز صامت.

"ما أنت؟"
سألت والطائر مال برأسه ليلمس وجهي فتنهدت بارتياح وأخذت أمسد على ريشه بامتنان وحب. غلاكوس فجأة بدا أغلى كائن على وجه الأرض لعيني.

"أياً كنت يا غلاكوس، أنت أنقذت حياتي."
شردت بتفكيري وأنا أمسح ريشه بكلتا يدي عندما تذكرت ما عايشته قبل أن أفقد الوعي مرة جديدة.
"لم يكن كل ذلك بحلم، صحيح؟"
أضفت ناظرة لعينيه وكأنني أسأله.

الكرة الكهرومغناطيسية السحرية بقربي خفت ضوءها وبهت حين حططت بيدي عليها. كانت دافئة جداً، قادرة على حرق الجلد. يوناس قال سابقاً شيئاً عن التجمد حتى الموت ويبدو أن هذه ما حال بيني وبينه.

"نورمانوس!"
همست باسم شريكي، صحوتي تصبح أكثر صفوة.
لقد كان متأذياً بشدة بوضوح! أين هو الآن وكيف حاله؟!
اتجهت بخطواتي البطيئة المتعثرة اتجاه الباب. كنت حافية وأرتدي منامة بسيطة لكن هذا ليس بالوقت بالمثالي لأهتم لمظهري الآن بالذات.

وطأت الممر وما أن فعلت حتى ألفت آيجل يقف بجذعه فارع الطول في وجهي.
"عودي لغرفتكِ مينا."
حدثني بنبرة خافتة وكأنه لا يود نطق تلك الكلمات الجلفاء من الأصل.

تجاهلت حروفه وأمسكت بساعده لأستند له وفي الآن ذاته أحدثه بوضوح.
"لا أستطيع..."

"لستِ بخير بما يكفي للسير حتى مينرڤا."
حدثني آيجل من فوق رأسي بقلق، انحنى بجذعه قليلاً وأحاطني بذراعه الحر مستعداً لإلتقاطي حين ضغطت كفي ضد صدري وأخذت أشهق وأزفر بتعب. جسدي يعاني من جهد بدني بسيط، هذا لا يمكن أن يعني سوى أنني كنت طريحة الفراش لأيام.

نظرت للريش الأبيض الذي سكن باطن كفي، كان يتساقط ببطء، ما أسفله من جلد غدا سليماً بشكل كامل. أياً كانت هذه الطريقة في التعافي فإني أشعر بأنها تستهلكني.

"مينا..."
ضغط آيجل بلطف على كتفي الأيمن فتأوهت لفعلته فرغم كون لمسته رقيقة إلا أنها حطت على جرح لم يتعافى بعد.

تراجع الشاب بحركة سريعة عني متجنباً هجوم غلاكوس الذي زعق في وجهه وضرب بأجنحته بقربي وكأنه يطالبه بعدم إيذائي أكثر.

"لابأس عليك يا غلاكوس."
جمعت شتات نفسي واستقمت على مهل محدثة الطائر الذي لم يحاول الوقوف على كتفي كما اعتاد.

"عودي للراحة أرجوك."
طلب آيجل من بقعته البعيدة أما أنا فوجهت ناظري نحوه لأسال بتعب:
"أين هو نورا؟"
أصوات محادثة الجميع عادت للصدوح في رأسي لأشعر بقلق أعظم يعتريني.
"يجب أن أراه."

بـومـة مينـرڤاWhere stories live. Discover now