الفصل (٦٠)١

ابدأ من البداية
                                    

نهضت بتكاسل تلف الغطاء حولها، فقد أنتهت العطلة الصغيرة التي أراد منحها لكلاهما بعيدا عن اشغاله ومخاوفه التي تعلم إنها لن تنتهي مادام ابنته بعيده عنه

- كنتِ بتسألي نفسك إزاي راجل زي سليم النجار مهوس بيكِ ومش عايز يبعد عنك وبيدور على الوقت عشان يقضيه معاكِ، اه دلوقتي أنتِ اللي بتسألي نفسك عن الوقت اللي تكوني معاه فيه يا فتون

تسألت في تذمر وهي تغمض عيناها في حنق بعدما احرقها صابون الإستحمام، فقد ضاعت السحابة الوردية التي كانت تحيط حياتهم وليتها عاشتها بجميع تفاصيلها،
بل عاشتها وهي تظن أن ما عليها إلا لتشبع حاجته العزيزية كما كانت تفهم ونشأت..
فما يربط الازواج سوى تلك العلاقة لا غير.

جففت خصلاتها في عجالة، وارتدت ثوبها البسيط وصندلها الخفيف تهبط الدرج حتى تتجه إلى مكان وجوده.

توقفت مكانها وهي تراه يدلف المنزل بعدما استمعت لصوته وهو يخبر احد العمال المهتمين بالمزرعة إنه سيغادر بعد ساعه من الأن.

أصابها الإحباط، فلأول مرة تشعر إنه لها وحده دون قيود وتحكمات تُغلف حياتهم رغم تلك الذكريات المريرة التي عاشتها في هذا المكان الذي اتت إليه من قبل خادمة وخرجت منه ك الحسالة مطرودة.

ابتعلت غصتها في مرارة، تُحاول تطرد أي شعور يعيدها لأي نقطة بائسة..

- فتون هانم اللي قالت صحيني معاك نشوف شروق الشمس سوا

ضاقت عيناها بعدما اقترب منها يلثم خدها
- أنا

تسألت بعدما حاولت تذكر لحظة إعتراضها

- لا أنا، عموما هطلع اخد دش سريع ونمشي..

تخطاها قبل أن تعترض ولكنه عاد في هبوط تلك الدرجات القليلة التي صعدها يلثم ثغرها بقبلة خاطفة

- حضرتلك الفطار في المطبخ، افطري لحد ما انزل

ارادت الحديث وإخباره عن رغبتها في قضاء اليوم هنا ولكن عاد يسكتها بقبلته مرة أخرى.

- عايزك تقوليلي نجحت في البيبض بالبسطرمة وطبقت الطريقة صح ولا لاء

اسرع في صعود الدرجات فعلقت عيناها به في هيام ، فهي عالقة بحب هذا الرجل منذ أن كانت خادمته.

دلفت للمطبخ لتجد كل شئ مجهز فوق الطاولة لا تُصدق إنه فعل ذلك بنفسه, لأنها اكتشفت أن زوجها اعتاد على خدمة الأخرين له

تذوقت طعم البيض ولكن سرعان ما كانت تخرج اللقمة من فمها لشدة ملوحته

ارتشفت بضعة رشفات من كأس العصير بعدما مضغت شرائح الخيار التي قطعها بطريقة اعلمته إنه حاول من أجلها أن يجعل لها طعام الفطور مميز.

نظفت المطبخ بعجالة وصعدت للغرفة حتى ترتبها قبل رحيلهم مادام لن يبقوا سويعات أخرى.

توقفت نهاية الدرج تنظر نحو الطرقة المؤدية لغرفة الجد،
ولم تشعر بقدميها وهي تأخذها نحو الغرفة التي شهدت سقوط الجد في تلك الليلة التي اقتحم فيها حسن المنزل لسرقة تلك المجوهرات الخاصة بجدة سليم وكان الجد يحتفظ بها

لمن القرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن