رواية
قبل وبعد المستحيل ...
درست هذا القانون في كتاب الفيزياء الملل قالها ذاك الرجل الذي شتمناه كثيرا .. لك فعل رد فعل ..
فما حدث في المستحيل وما حدث بيننا كان رد فعل لشئ في الماضي ...
حدث من قبل ... وشئ قد يحدث بعده ...
ظنناه انه حدث فجأة ولكن العشق الذي بداخل قلوبنا كانت جذوره تنمو منذ زمن طويل ولم نشعر بها فظننا انها مستحيل ...
(( سارة ))
كان الضوء المعلق اعلى رأسي بحركته البطيئة واهتزازه يمينا ويسارا .. صوت خطواته وهو يدور حولي .. المراة المعلقة امامي او بمعنى اخر النافذة حيث لا اعلم كم شخص يراقبني من خلالها ... اعاد السؤال علي مجددا : لم قتلتي يوسف ؟.
اجبت بغضب : اخبرتك انني لم افعلها ؟.
- اذا اين كنتي في وقت وقوع الجريمة ؟.
- كنت مع ريم .
- ولكن ريم قالت انها كانت مع نورة ولم تراكي في ذاك اليوم .
بدأت ابكي وقلت بتوسل : لم اقتله كيف يمكنني ان افعل هذا ؟.. هو حبيبي .
- ولكن حسب ماقالوا انه قد تركك وريم خطيبته .. اعتقد انه دافع قوي للقتل ربما انتقام امرأة .. ام هناك سبب اخر ؟.
- صدقني .. ارجوك هو الان في المشفى وانا منذ اسبوع هنا من المفترض ان اكون بجانبه .
- هو في غيبوبة خلال هذه الفترة ستبقين ضيفة لدينا .. وربما لن يستيقظ .
- كلا سيستيقظ وسيخبركم بالحقيفة .
- وكيف تبررين وجود بصماتك على المسدس ؟.
- لا اعلم صدقني ... لم اره في حياتي ولم امسك بسلاح ابدا .
- اظن انك ستبقين معنا وسيتم تمديد مدة التحقيق .
- ارجوك يجب ان اكون معه في المشفى .
قبل اعوام كثيرة مضت ...
تحديدا في شارع اوكسفورد المزدحم .. كان هناك رجل يسير مع زوجته وابنته الصغيرة التي تبلغ من العمر سبعة اعوام .. كانت سعيدة للغاية ليس لأن والدها اشترى لها لعبة من احد المتاجر الشهيرة بل لأنها كانت تشعر بالدفء رغم برودة الجو .. امسك بيدها بقوة وبيد زوجته كي يعبروا الشارع .. سيارة سريعة فرقت يدها عن يد والدها .. صدمة قوية ضربت والدتها اولا ثم والدها .. ولكن الصدمة كانت اخف عليها .. جميعهم كانوا على الارض .. الجميع حاوطهم واجتمعوا ليروا الضحايا الذين صدمتهم السيارة .. اتت سيارة الاسعاف ونقلوهم الى المشفى ... كانت اصابة الطفلة بسيطة .. اما والديها فلم ينجيا .. سألت الطبيب ببراءة : اين ابي وامي .
لم يجبها الطبيب بل اكتفى بأخذها الى الاخصائية الاجتماعية التي في المشفى .. كانت تتنقل من مكتب الى اخر وهي لا تفقه شيئا تسايرهم فيما يفعلونه وتذهب معهم على امل ان تجد والديها في احد هذه المكاتب .. حتى الاخصائية الاجتماعية لم تخبرها عن ما حدث بل اخذتها لمبنى قديم في ضحايا لندن .. ظنت اخيرا ان هذه المحطة الاخيرة التي ستجد فيها والديها .. كانت قوية لم تبكي بل صبرت على امل ان تلتقي بهما .. استقبلتها مديرة الدار مارغريت .. اعادت السؤال وسالت السيدة مارغريت : اين امي وابي ؟.
السيدة مارغريت قالتها ببرود : انهم في السماء .
- كيف اذهب اليهم ؟.
- لن تذهبي اليهم ستبقين هنا .
- لماذا ؟.
- لأنهما ارادا ذلك .
هذه الفتاة هي انا ...
سرت معها اوصلتني لأحد الغرف كانت الغرفة كبيرة مخصصة لمن هم في سني كان الملجأ مقسم على حسب الاعمار .. كل قسم او غرفة على حسب العمر .. كان في غرفتي سبعة فتيات .. دخلت للغرفة وجلست على احد الاسرة اتت الفتيات وتجمعن حولي .. اقتربن مني قالت احداهن : هل والديكي ماتا ؟.
- انهما في السماء .
- مع والدينا .
- لم احضورنا لهذا المكان ؟.
قالت فتاة اخرى : لأننا لانملك مكان نذهب اليه .
قلت : اريد الذهاب الى السماء .
قالت فتاة اخرى : اظنك ان ركبتي في طائرة ستتمكنين من الصعود للسماء .
- ومن اين اجد طائرة .
- في المطار هناك طائرات عديدات .
منذ تلك الليلة قررت ان اذهب اليهما ... بدأنا نخطط انا وهن لعملية هروب .. في اليوم التالي بدأنا ننفذ الخطة .. ذهبت احدى الفتيات ونادت الحارس وهي فزعة .. في تلك الاثناء تظاهرت فتاتان بالمشاجرة ليجذبوا الانظار اليهما فأتمكن من الهروب .. ولكن اثناء محاولتي امسكوا بي حيث كانت السكرتيرة قادمة للتو من الخارج وتنوي الدخول للداخل فرأتني ... اخذتني لمكتب السيدة مارغرت ..
تلك اول مرة اعاقب بها .. نمت في تلك الليلة وانا جائعة لأنها حرمتني من العشاء .. في منتصف الليل نهضت من سريري وانا اسير على اطراف اصابعي .. خرجت من الغرفة كي اتمكن من النظر عبر النافذة التي في الممر الذي في اخر الطريق ... سرت بحذر شديد حتى وصلت للنافذة .. نظرت للسماء شبكت اصابع يدي الاثنين ببعضها واغمضت عيني وقلت بصوت منخفض : امي ابي لا يمكنني ان اصل اليكما لأن تلك السيدة تمنعني ولكني سأنتظركما حتى تأتيا وتأخذاني من هذا المكان .. ولكن لماذا تركتموني بمفردي ؟... امي اشتقت اليكي .
