البارت الثالث

33 2 0
                                    

البارت الثالث 💠
صباح جديد تشرق فيه الشمس .. تفتح عينيها العسليه و ترسم الابتسامه على وجهها .. و كعادتها تنظر للسماء تدعو ربها ان يحقق لها احلامها .. ذهبت لتغتسل و ارتدت ملابسها ثم خرجت من حجرتها القت التحيه عليهم و هبطت سريعاً ..
كانت تسير فى طريقها المعتاد فاليوم السيارة التى تحضرها لم تأتى فاضطرت ان تسير على قدميها .. بينما كانت تنظر بكاتبها لتسمع صوت من ورائها
يقول : انت يا قمر .. يا جميل انت ردى عليا طيب .. ديه من اهبل يسيبك تمشى كده
ارتعشت جميله خوفاً و لم تنظر ورائها و اسرعت فى سيرها .. بينما اسرع خلفها الشخص و امسك بيدها ليوقفها قائلاً بغضب : انتِ يا حلوة مش قلتلك تقفى
جميله بخوف و دموعها تهبط رغماً عنها : سيبنى لو سمحت سيب ايدى
الشخص : لو سمحت كمان ! ديه الاخلاق عليا .. طب يالا بقى معايا عشان انتِ تلزمينى
جميله و قلبها وقف فى رحليها و كأنها ايقنت انه لن يتركها .. لتفاجأ بشاب يوجه اللكمات له و يضربه بقوة حتى فر الرجل خائفاً
شاب موجهاً كلامه لجميله : انتِ كويسه ! عاملك حاجه ؟
اومأت جميله برأسها "لا" و دموعها تهبط فى صمت .. الشاب بشفقه : خلاص مشى اهدى بقى و هو خلاص مش هيجى جنبك تانى .. متعيطيش بقى
جميله بين بكائها : ح حاضر .. متشكرة اوى لح..
ليقطع كلامها صوت فتاة تخرج من سيارة الشاب .. الفتاه بنفاذ صبر : اخلص يا "عمر " هتعطلنى كده .. و سكتت لبرهه .. ايه ده "جميلة" ! انتِ كويسه !
جميله باطمئنان : اه الحمد لله .. شكراً يا استاذ عمر
عمر ضاحكاً : استاذ ايه بس ده انا قدك بالظبط قولى عمر عادى .. نظر لها باعجاب شديد فخجلت هى من نظرته المصوبه نحوها و نظرت لاسفل
عمر و مازال ينظر لها : يالا اوصلك بقى مع ريم
جميله : لا لا شكراً انا هكمل خلاص مش فاضل كتير
عمر مصمماً : لا و الله هوصلك يعنى هوصلك
جميله باحراج : انا اسفه معلش مش هينفع اركب معاك
نظر لها عمر مطولاً مستغرباً هل هناك فتيات هكذا!! .. فاق من شروده و فتح لها باب السياره قائلاً بخبث : انا مش لوحدى ريم اهى معاكى و بعدين افرضى رجع تانى هتعملى ايه !
للحظه خافت جميله فهو محق من الممكن ان يرجع ثانيةً فركبت معهم السياره .. طوال الطريق ينظر لها عمر فى المرآه فهو اُعجب بها من النظره الاولى كلما نظرت هى فى المرآه رأته ينظر لها تلون وجهها بالحمره و خجلت كثيراً و لكن ما كان غريباً عليها هو لماذا يدق قلبها بهذه السرعه ! و الابتسامه لا تفارقها !؟
**********************
قامت من فراشها سعيده .. قامت اغتسلت و ارتدت ملابسها و هى تُدندن .. هبطت لاسفل ثم دخلت لتُحضر الفطور و الابتسامه لا تفارقها و بعد ان انتهت وضعتها على الطاوله و ايقظت الجميع ليجتمعوا كلهم على طاولة واحده فى صمت تام ليقطعه حازم قائلاً : بابا انا مسافر بليل مع صحابى
شاكر : و مراتك هتروح معاك ؟
حازم : لا مش هتروح هتفضل هنا .. و هما كلهم اسبوعين يعنى
فريده : تروح و ترجع بالسلامه يا حبيبى
حازم : الله يسلمك يا ماما .. و ينظر لحنين بحزم .. بقولك خلصى فطورك و تعالى فوق
حنين بلامبالاه و ببرود : ماشى .. قام حازم بغضب لبرودها و بعد ان انتهوا قامت بترتيب المنزل و الاغراض حتى اصبح كل شئ جيداً .. صعدت لاعلى ثم دخلت الحجره و اغلقت الباب و جلست على الاريكه
حازم بحزم : حضريلى شنطتى و اياكى الاقى حاجه ناقصه
حنين ببرود : ان شاء الله
حازم بضيق : و كمان قمصانى قبل ما تحطيهم تغسليهم و تكويهم و جزمى تتلمع كأنها جديدة
حنين ببرود : ان شاء الله
حازم بحدة : اتعدلى يا حنين لاحسن و الله اعدلك ادينى بقولك .. و البرود ده مش معايا انا
حنين بقهر : انا مش عارفه انت اتجوزتنى ليه !! طب ليه بتعمل كده !
حازم و يزفر فى ضيق : يوووه على الجو اللى انتِ عايشالى فيه ده .. انا زهقت و الله ، و يالا بقى غورى اعملى اللى قولتلك عليه
حنين : حاضر .. هروح
و خرجت من الغرفه لا يشغلها الا متى ! متى سينتهى كل هذا و ترجع لعمتها .. تدعو بقلبها قبل لسانها
******************
كان يرتدى ملابسه المكونه من قميص لَبنى و بنطال بيچ و الساعه .. خرج من غرفته ليجد امه تُحضر له الافطار
يحيى باسماً : صباح الخير يا امى
سلمى : صباح الخير يا حبيبى .. يالا افطر بقى
يحيى و يجلس على السفره : اومال فين مالك !
سلمى : نزل من شويه .. قال هيجيب حاجه و بعدين هيطلع على الجامعه
يحيى بشك : امممم طيب .. انتهى من فطوره و نزل قاصداً المدرسه
و بعد فتره قصيره كان بداخل فصله .. يضع كتبه و يلتفت حوله ليجدها تجلس كانت تضحك مع "سهيله " وقف ينظر لها شارداً فى جمالها و بالاخص هذه الضحكه البريئه .. فاق على صوت احدى الفتيات تقول بدلع : مستر يحيى هو احنا هناخد ايه النهارده ؟
يحيى و يلتفت للسبورة : هناخد نحو النهارده و بدء فى كتابه الشرح
******************
ارتدى ملابسه و كان يهبط السلم مدندناً فيراها تغلق باب منزلها .. محمود باسماً : السلام عليكم
مى بخجل : و عليكم السلام
محمود : رايحه الجامعه و لا ايه ؟
مى : اه رايحه النهارده عندى محضرتين
محمود بحب : ربنا معاكى .. صحيح ان شاء الله معدنا بكره ها ؟
مى بخجل : اه ان شاء الله .. عن اذنك و ذهبت
محمود بحب : ياااه اخيراً هتبقى ليا .. من سنين و انا بحلم باليوم ده و ظل يتذكر مواقف لهما معاً
(( فلااااااش بااااااك ))
كانت تجلس وحيده على السلم تبكى بصوت مسموع .. كانت تبلغ من العُمر سبع سنوات .. ليقترب منها ولد فى الحاديه عشر من عمره ثم يجلس بجانبها قائلاً فى حنان : بتعيطى ليه يا مى ؟
مى تبكى و تشهق : عشان "ميزو" بوظلى العروسه بتعتى و انا مس عاندى واحدة غيلها
محمود بحنان : خلاص متعيطيش .. محمود هيجبلك عروسه احلى من ديه كمان
مى و ابتسمت ببرائة قائله : مى بتحب حوده اوووى اووى
محمود و يلمس على شعرها بآنامله : و محمود مبيحبش يشوف مى بتعيط
مى و تمسح دموعها بكُمها و تقول بسعاده : لا مى مس هتعيط تانى عشان حوده مس يزعل .. و تقوم باحتضانه شاعره تجاهه بالامان و الحب
(((( بااااااااااااااك ))))
ابتسم بسعاده ... ما هى الا ساعات و تكون له
***************************
كانت تقوم بمهامها اليومية .. رن هاتفها فجرت اليه مُسرعة لترى اسم "ليلى" ردت بسرعه
حنين : الو
ليلى : الو .. عامله ايه يا حبيبتى ؟
حنين بتنهيده : اهوو الحمد لله و انتِ !
ليلى : مش مهم دلوقتى .. بصى كمان ساعتين تكونى فى السوق اللى بنروحه على طول و هقابلك هناك
حنين : هو احنا هنمشى النهارده !؟
ليلى : اه هرجعك النهارده .. ده انسب وقت يالاا بقى اجهزى و متتأخريش
حنين بسعاده : حاضر حاضر .. ثم اغلقت
اسرعت لغرفتها تُجهز حقيبتها الصغيره و تضع فيها ما ستحتاجه فقط و فعلت شيئاً اخر .. ثم اخذت تفكر فى السبب الذى ستقوله لهم حتى تخرج .. فهم لن يدعوها تخرج ابداً الا و هى ميته .. فجاءت فى رأسها فكره و قررت تنفيذها .. ارتدت ملابسها و هبطت لاسفل .. كان حازم يجلس فى الصاله يمسك بهاتفه .. اقتربت منه داعيه بان يمُر كل هذا بسلام
حنين محاوله الابتسام و بهدوء : ايه بتعمل ايه ؟
حازم مستغرباً ابتسامتها و هدوءها غير المُعتاد : عادى قاعد على الموبيل .. و شويه و خارج
حنين و تجلس بجانبه على الآريكه : ماشى
حازم ببرود : ايه اللى حدفك عليا يعنى دلوقتى !
حنين و تضع يدها على بطنها مصطنعه الالم .. يلاحظها هو فيقول فى خوف و لو لاول مره : مالك ؟
حنين بألم و تآوه : اااااه .. مش قادره بطنى بتوجعنى
حازم بقلق : طب من ايه ؟؟ كلتى حاجه طيب ؟؟ اعملك ايه ؟
نظرت له حنين لبرهه و لاول مره ترى نظره الخوف عليها فى عينه .. و كأنه تغير ، قلبها كان سيتراجع و لو للحظه و لكن عقلها ايقظها بان هو لن يتغير ابداً و سيبقى كما هو
حنين بالم و تقوم : خلاص .. اااه .. هنام شويه .. و تمشى خطوة لتقع امامه مصطنعه الاغماء .. يجرى عليها حازم بسرعه يحملها قبل ان تلمس الارض قائلاً فى خوف شديد و يضرب بخفه على وجهها : حنين .. حبيبتى فوقى .. ثانيه لقد سمعتها حنين !! اهذا الواقع ؟؟ ام هى من تسمع خطأ .. قالها هو بعفويه .. ايحبها ؟؟ بعد هذا كله ايحبها ؟؟ لم يجد منها رد
فخرج بها ثم وضعها فى سيارته .. ينظر لها كل ثانيه فى قلق و خوف .. هو نعم يحبها و لكنه يقنع نفسه بالعكس .. و لكنه لن يقدر على مصارحتها ابداً
******************
خرجوا فى وقت الراحه من فصلهم .. قالت سهيله فى ضيق : مالك يا جميله !!! طول الوقت سرحانه
جميله غير منتبهة : بتقولى ايه يا سهيله ؟
سهيله فى غضب و تسبقها : لا مبقولش حاجه خالص
لتلحقها جميله بسرعه و توقفها قائله : معلش يا سهيله مش عارفه موقف الصبح ده مش بيروح من بالى .. و عمر ده مش عارفه بفكر فيه كتير ليه !
سهيله و هدأت قليلاً : يمكن اعجبتى بشهامته يعنى و لا حاجه !
جميله متنهده : مش عارفه .. مش عارفه حاجه .. لسمعوا صوت ريم تُنادى باسمهم فيلتفتوا لها
ريم بابتسامة : بتعملو ايه ؟
سهيله : عادى بنتكلم
ريم : طب بقولكوا ايه انا عيد ميلادى النهاردة و عملاه فى البيت .. هتيجوا طبعاً
جميله : مش عارفه و الله ماما و محمود هيوفقوا و لا لأ
ريم : لا بجد هزعل .. لازم تيجوا هبعتلكوا السواق يجبكوا و يروحكوا
سهيله : ان شاء الله هنشوف و نقولك
ريم : ماشى خلاص .. كلمونى لما تروحوا و تقولولى
جميله باسمه : ان شاء الله
ثم يرن الجرس فيدخلوا الفصل ثانية لاكمال اليوم الدراسى
*******************
وصل الى المشفى نزل من سيارته ثم حملها بين يديه .. اخذ يصرخ فى الممرضات لاسعافها .. حملوها و دخلوا بها الى حجره الكشف .. ظل هو فى الخارج قلقاً و يدعو ان اكون بخير .. تفتح عينها بعد دخولها تجد ممرضه كبيره فى السن يبدو عليها الطيبه
الممرضة : الحمد لله انك فوقتى يا بنتى .. ده جوزك قلقان عليكى اوى .. الدكتورة زمنها جايه
حنين : ممكن اطلب من حضرتك طلب
الممرضة باسمة : طبعاً يا حبيبتى اطلبى ده انتِ زى بنتى
حنين : انا عايزه اخرج من هنا من غير جوزى ميعرف .. الله يخليكى
سعدينى انا ماليش حد
الممرضة : طب ليه كده يا بنتى ؟
حنين : ارجوكى مش وقته .. سعدينى بالله عليكى
الممرضة مشفقه لحالها : طيب انا اعمل ايه دلوقتى ؟
حنين : هقولك ....
خرجت الممرضة من الحجره اقترب منها بسرعه قائلاً بخوف : ايه عندها ايه؟
الممرضة : حضرتك لازم تدفع الحساب و بعدين نكشف عليها
حازم بعصبيه : يعنى ايه ادفع الاول .. يعنى الفلوس اهم و هى حياتها فى داهيه ؟؟!
الممرضة : ده نظام المستشفى يا فندم
كان سيكبر المشكله و لكن هى حياتها فى مقابل هذا الوقت الذى يضيعه .. فجرى بسرعه ليدفع الحساب .. دخلت لها الممرضة ثانية قائله : يالاا يا بنتى بسرعه مشى
حنين بسعاده : ربنا يخليكى يا رب على وقفتك ديه
الممرضة : و يسترها معاكى يا بنتى .. يالا مفيش وقت ... جرت حنين بسرعه و خرجت من المشفى .. وصلت بعدها الى السوق وجدت ليلى فى انتظارها .. ركبت معها شاعره بالحريه و السعادة تغمرها .. و لكن قلبها بقى معه .. مع من لا يستحق
*********************
رجعت الى المنزل بعد يومها الدراسى .. وضعت حقبتها ارضاً و دخلت حجرتها لتغير ملابسها .. ثم خرجت قاصده حجره اخيها .. ليأتيها اجابه منه بالدخول
جميله باسمه : حبيبى .. عامل ايه ؟
محمود : الحمد لله يا حبيبتى و انتِ ؟
جميله : الحمد لله .. ايه بتعمل ايه ؟
محمود : لسه راجع قبلك بعشر دقائق .. ده انا حتى لسه مغيرتش هدومى
جميله : ربنا معاك يا حبيبى .. ان شاء الله
محمود بخبث : اطلعى من الشويتين دول و قولى عايزه ايه ؟
جميله ضاحكة : ههههه هو انت على طول فأسنى كده .. طب بص يا سيدى
محمود : هااا احكى ياختى
جميله بتردد : انا عايزة .. عايزه اروح عيد ميلاد صحبتى
محمود بحده : و من امتى يا جميله و احنا بنروح عيدميلادات !؟ لا مش موافق طبعاً
جميله برجاء : يا محمود بالله عليك نفسى اروح اوى .. انا مش بخرج خالص
محمود : لا يا جميله .. انا قلت لا يعنى لا
جميله : يا محمود عشان خاطرى .. بالله عليك بقى و سهيله كمان هتبقى معايا
محمود : طب خلاص بس هما ساعتين بس
جميله و تقفز كالاطفال : حبيبى حبيبى يا حوده .. و تقوم باحتضانه .. ثم تخرج من الغرفه لترى ما سوف ترتديه .. و قامت بمهاتفة سهيله و قاما بالاتفاق مع ريم
*********************
رجع يجرى للحجرة و جد الممرضة ذاتها مكانها .. حازم و يلهث : خلاص دفعت .. ارجوكى قوليلى بقى فيها ايه ؟
الممرضة : انا اسفه بس حضرتك المدام مكنتش تعبانه و اتفقت معايا و مشيت
وقف حازم لا يستوعب ما قالته للتو .. هربت !! كيف ؟! .. كيف خدعتنى !!؟ .. تركتنى و ذهبت ! لابد من انه كذب او كابوس .. فاق حازم يسئلها ثانيه : مقولتيش مالها
سكتت الممرضة متيقنه من ان الموضوع لن يكون سهلاً .. حازم بعصبيه : طب ازاااى تسبيها تمشى !! ازاى ؟؟ ده انا اقفلكوا المستشفى ديه .. حسابك بعدين .. جرى مسرعاً يأمل بان يلحق بها ... ذهب فى كل مكان و لكن لم يلقاها .. حزن قلبه بشدة لقد اضاعها بكبره و عناده .. اضعها للابد !
*********************
تقف امام خزانتها .. انتقت طقم يتميز بالبساطه والجمال فهى تعلم بمدى غنى ريم و ان عيد ميلادها سييدو و كأنه حفل زفاف فقررت ارتدائه و كان هكذا
وصل السائق فهبطت مسرعه .. ثم ذهب بها الى سهيله لاحضارها فارتدت سهيله هكذا
ثم اتجهوا فى طريقهم الى ريم .. وصلوا الى قصر اخذوا ينظروا لبعضهم فى دهشة و اعجاب شديد بالمكان .. كانه يعلمه بغنى ريم و لكن لم يكن فى مُخيلتهم انه سيكون هكذا .. دخلوا وجدوا الكثير من الناس .. رأتهم ريم فاتجهت نحوهم
ريم باسمه : انا مبسوطة انكوا جيتوا .. نظروا لريم باعجاب شديد كانت تبدو كالاميرات حسنوات الجمال و كانت جريئه ايضاً فى اختياره .. فكانت ريم ترتدى هكذا
شاورت ريم لهم على منضده للوقوف امامها .. فكانت القصر به منضدات من الطراز الحديث و بدون مقاعد .. وقفوا يحتسون العصير منبهرين بما يروه .. لمحت جميله "عمر" من بعيد يقف مع فتيات و شباب .. وجدها تنظر له فاتحه نحوها باسماً .. كان شديد الوسامه .. وجدته يتجه نحوها وجهت نظرها فى اتجاه اخر .. وقف امامها قائلاً : ازيك يا جميله ؟ مش اسمك جميله بردو ؟
جميله : اه .. الحمد لله
عمر باعجاب : انتِ جميله اوى على فكره .. كلمه سعد بها قلبها فالمرأة تُحب من يرى اعجابها و يفصح به .. احمرت وجنتيها خجلاً و ردت : شكراً
عمر و نظر لسهيله : انا عمر توأم ريم .. و انتِ ؟
سهيله بخجل : انا سهيله صاحبت ريم و جميله
عمر و ينظر لجميله : انا ريم ديه بحبها اووى متتصوروش ازاى !! عشان عرفتنى عليكوا
خجلت جميله كثيراً من نظرته المصوبه نحوها .. اُعجب عمر كثيراً بجمالها و بساطتها و الاكثر بخجلها الواضح .. جاءت ريم فزفرت جميله بارتياح .. قالت ريم : عمر بقولك امير عايزك
عمر : طيب انا رايح له اهو .. و تركهم و ذهب
ريم : ايه رأيكوا بقى فى القصر ؟
جميله : حلو اوى يا ريم ماشاء الله
ريم بتكبر : لازم يبقى حلو .. بابى مش بيجيب اى حاجه وحشة
سكتت جميله و ايضاً سهيله فهم يعلموا بتكبر ريم و غرورها فابتسموا فى هدوء
انقضى اليوم بسعادة .. ذهبت جميله لمنزلها ثم ابدلت ملابسها جلست على فراشها حالمه بهذا اليوم التى تشعر فيه و كأنها سندريلا ذهبت الى الحفل للقاء الامير .. و نامت من فرط تعبها .
****************
ذهب لمنزله يجر خيبه الامل ورائه كان من المفترض ان يسافر و لكنه لا يفكر فاى شئ غيرها .. حقاً لا يعلم المرء بما لديه غير عند فقدانه .. دخل حجرته شارداً ثم يجلس على الآريكه ينظر لكل مكان فى الحجره لفت نظره ورقه بيضاء .. اخذها و علم انه جواب من " حنين " فتحه بسرعه ليقرأ الأتى
" لحازم .. انا حبيتك بجد و كل موقف جمع بينا انا مش ناسياه و لا هنساه .. مكنش ليا غيرك بعد بابا الله يرحمه .. اسعد يوم فى حياتى لما طلبت تتجوزتى حسيت ان احلامى كلها بتتحقق .. انت كل احلامى يا حازم .. كل حاجه كنت بقولهالك كنت حساها بجد و احساسى بالسعاده معاك ميوصفوش كلام .. اتجوزنا و اكتشفت ان انت واحد تانى غير اللى حبيته .. واحد قاسى و بارد انا مش فى قلبه .. واحد كل همه نفسه و بس .. ليه عملت كده انا مش عارفه ! .. و لا عارفه ايه اللى غيرك من ناحيتى بس كل اللى اعرفه انك مش بتحبنى .. سبتى لمامتك و باباك يعملوا فيا اللى هما عوزينه كنت زى الخدامين مفرقش عنهم حاجه .. بعمل كل حاجه و انا ببقى هموت من التعب .. مكنش حد بيحاول يخفف عنى .. حتى انت كان بكلمه منك هنسى همومى .. بس للاسف انت اتغيرت او كنت بتمثل عليا فى الاول .. مش قادرة افضل كده .. و لا افضل معاك انا اه لسه بحبك بس هنساك .. و انت كمان انسى انى كنت موجوده فى حياتك .. متحاولش تدور عليا عشان مش هتلاقينى .. حنين "
امام كل كلمه منها تهبط دموعه بشده لم يكن يشعر بمدى قسوته عليها .. و لم يشعر بها ابداً .. لها كل الحق فى بعدها عنه و لكنه لا يستوعب بعد .. بكى بشده كطفل اضاع امه ، فقد حنانها و حبها .. يريدها ان تعود اليه .. لتكون عالمه هو فقط !
يُتبع .

حياة لما تكن بالحسبان بقلم هايدىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن