15

27.2K 241 63
                                    



{ فهيد }

كان جالس وبحضنه ولده "راجح" بقهوة الحي المعروفة بديرتهم ، يشرب من الدلة ويناظر بالرايح والجاي ، يضّيع وقت خصوصاً إنه بعد مايرجع من شغله ويقفل محله
يبقى وحيد دون شخص يجلس معه
من بعد طلوعه من الخسوف صار شخص شبة إنطوائي ، لايحب الجلوس مع الناس ولا كثرة السوالف
ألتفت بعيونه لناصف اللي جلس جنبه وقال وهو يأشر لراجح : تعال تعال ياحفيد أختي
راجح الصغير كان نعسان ولا فيه حيل يقوم غمض عيونه بعدم إستجابة لطلب ناصف ، وفهيد ضحك بخفوت من ردة فعله
ناظره بنص عين وقال : أجرب مثل أبوك ، ما تعرفون تفتحون عيونكم للشخص الصح
ضحك بنص ضحكة وقال : فتحناها للي ظنينا إنه صح ، ووش لاقينا ياخال ؟ أنا بدون ديرة وقبيلة وأهل
وأنت بدون ذراعك اليمين
ناظره بحدة وعدل جلسته وقال : مصيري آخذ ذراعه يا فهيد ، خمس سنين والعصبية تنهش عظامي ، لاقدرت أخذ اللي ودي ولا قدرت أوقف بطريقه
كله من فرسان الخسوف الله لا يوفقهم ، حتى النفس اللي أتنفسه يدرون متى بزفره ، كل خطوة أخطيها يعرفون فيه قبلي
فهيد هز رأسه : أقضب أرضك أجل ياخال ، ذيك المرة طارت يدك هالمرة خوفي رقبتك اللي تطير !
ناظره بطرف عينه ، وهو يوقف : الشرهة مهيب عليك الشرهه علي اللي كل شوي يفكر في طريقه ترجع اعتبارك ، ولكنك نذل محد يتجمل فيك
فهيد رفع يده وقال : طالبك لا تتجمل فيني ما وداني بدواهي الا جمايلك
كشر بوجهه ومشى عنه ، وهو يقصد وجهة ثانية
-
-
{ جسّار}

ناظر لطارق وأخذ نفس وهو يوزع نظراته للرجال اللي حوله ، أربعة أيام وهو بعيد عن الديرة
وبعيد عن نسيم اللي تركها زعلانة ، ولكنه كان مستحي يرجع هالرجال كلهم عشانه خصوصاً انهم جاؤو بسيارة وحدة ، وبنفس الوقت مِنحرج كونه جاء برضاه لهالجلسة ولا له حق يرجعهم كلهم عشانه تِضايق ،
ولكن بعد ما زاد الموضوع عنه حدة عصب وماعاد سكت ولكنه أخفى عصبيته بهدوءه الظاهِري اللي قال فيه لطارق : متى الرجعة ياطارق ، نخبر المسرىّ يأخذ من أيامنا ليلة بس
ضحك اللي جنب طارق وقال : بلاك ما تدري بمسرى طارق يأخذ أسابيع
جسار بضيق وقال بحدة : واللي وده يرجع !
طارق رفع حاجبه ورفع يده من على المركى وقال : بلاك معصب يا نسيب الشيخ ؟ مستعجل على إيش ؟
عقد حواجبه وقال : مستعجل على هلي ، إن كان ما وراكم أهل تدورون وراهم ، فأنا وراي !
ضحك بخفوت طارق وقال : قال مقطوع الصلب وراه أهل ، سمعتو ؟
ناظره بصدمة ، ولا تقل عن صدمة الحضور
وأستفزته كثير الكلمة : أقطع وأخس لك الوجع وأرفع لسانك عني قبل أقصه لك !
ناظره طارق بضحكة وقال : تكفى يا جسّار ، وش هالقوة اللي خذيته من هالنسب ! نحتاجها حتى حنا ، شكلك ما كنت تذكر إنك كنت رخمة والكل يماريّ برخامتك ؟
طفح الكيل من تقليل الشأن اللي يتعرض له ووقف بعصبية وهو يتجه ناحِية طارق ، بينما طارق وقف وهو يأشر للي حوله : والله لو حد يقرب لاذبحه ، أنا منتظر هاليوم على أحر من الجمر لأجل أرجعه لحجمه الطبيعي
جسار كان منصدم ومصعوق ، وش هالحِمل اللي بقلبه عليه ؟ أصلاً وش سوى جسّار له لأجل يكن كل هالضغينة ؟
أقترب منه وهو يمسك طرف ثوبه وبدؤو يتبادلون الضربات ، دون إستجابة للرجال اللي جالسين ، واللي تهديد طارق خوفهم
يدرون انه شخص عصبي ، ولا عصب لحد يقترب منه ، متهور بشكل خطير على الكل ولكن جسار يجهل هالشيء !
-
كان بسيارته مع أخوه ، راجعين لديرتهم ولكن بطريقهم صادفو الخِصام اللي صاير بينهم
قال بصدمة : تشوف الهدة" الهوشة" ؟ شقومهم "وش فيهم " هالرخوم ما يفارعون بينهم ؟ "يفرقونهم عن بعض ؟"
قال أخوه : كمل طريقك وش علينا منهم
هز رأسه بالنفي وقال : والله بيموت بين يدينه هالرجال ، ولاهو بواضح إنها هده مزح !
مشى بإتجاههم وسط رفض أخوه ، ولكن الحميّة اللي فيه خلته يوقف سيارته قدامهم
تقدم بخطوات سريعة إتجاهه جسار وطارق ، وناظر بصدمة لطارق اللي سحب خنجره من جنبيته
وكان ناوي بها على رقبة جسار ، خاف كثير وتقدم بسرعة وهو يحاول يبعد جسّار عن طارق
ولكنه عقد حواجبه بذهول ورعب وهو يبلع ريقه بوجع حسّ بالثقل بكل أطراف جسمه
و صرخة عالية أدوت بالمكان من أخوه اللي ناظر لخنجر طارق يتوسط صدره
جسار أبتعد خطوة لورى بذهول وخوف ، وطارق مسح على وجهه وناظر بصدمة للي واقف قدامه وخنجره بصدره ، وش صار ؟ ومتى حضر وكيف تدخل بينهم ما يدري ، كان الشيطان حاضر وأعمى عين طارق ، غاب كل شيء عنه الا عصبيته
ركض وهو يصارخ بأعلى صوته ويتنفس بسرعة ، ومن أنحنى وناظر لأخوه يلفظ أنفاسه الأخيرة
بسبب الخنجر اللي أستقر على الشريان الأورطي ..

من قريت الشعر و انتي اعذبهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن