13

26K 283 112
                                    


هزت رأسها بآسى وعلى وجهها ضِحكة بسيطة وأنتبهت ليد مُنى اللي تحاوط يدها وقالت ؛ وش هالصِدف الغريبة مع هالشخص ، وبوسط الشارِع !
أخذت نفس وأبتسمت بضِيق وهي تقول ؛ ليت الشوارع تجمع إثنين صِدفة لاصار شُباك المواعِيد مجفي !
ألتفتت مُنى بسرعة بإستغراب شدِيد ، لركض الأطفال ناحِية الجهة المُقابلة وسعد معهم ، وبِقية الرجال اللي كانُو موجودين ، قالت بذُهول ؛ بسم الله وش فيهم ؟ لايكون غزُو
ناظرتها بضِحكة واالتفتو كلهم على صراخ الأطفال اللي مرو من جنبهم ؛ عِز بن راجح جاء ، تعالو بسرعة ولد الشيخ سّير علينا الليلة
قطّبت حواجِبها بذُهول من الإسم اللي راود مسامِعها وبلعت ريقها بصُعوبة وهي ترفع عيونها ناحِية مُنى قالت بصوت هاِمس ؛ من اللي مسيّر عليهم ؟
ضحكت مُنى وقالت ؛ والله شكَله القُمر نور قنادِيله
عضت على شفايفها ورفعت عُيونها بتثاقُل وهي تتِجه ناحِية المكان اللي الناس مِلتفين فيه ، وبقت تدُور بعيونها ، ناحِية الشخص اللي سمعت إسمه ، تبي تتأكد .. تبي تحس إنها ماهِيب بحلم !
ومن إفترقو الجُموع عنه ، وطاحت عُيونها عليه
ضغطت على يدها بكُل قوتها ، لما حست إنها من هول صدمتها بتطِيح بأرضها ! عز بن راجح
الوطن اللي تركِته جريح .. قدام عيونها بهاللحظة يضحك ويسولف ، ويداري خاطر الناس بإبتسامة
أخذت نفس وبدأت تزفره ببُطء شديد وهي تِحس إن الشهيق اللي تأخذه ما يكفِيها ، شلُون لا ؟
والشوق والحِرقة والوجع والغُربة إللي جنتها على نفسها وعاشتها لِسنين طُويلة تبددت بنظرة بس ، شُلون لو كانت أكثر ؟ شُلون لاعانقت كُفوفه كُفوفها شلُون لا كانِت الضِحكة لها ؟
كانت تناظره وبقلبها بهت كُل الحزن ، والضِيقة والتناهِيد الكبِيرة تُلاشت ، كانت تِحس إن قلبها أنغسل بماء ورد ، من كُثر الِرضا اللي تحس به باللحظة ذي ، رجعت من بعد الجفا والشُوق والغربة والعناد رجعت وهي تناظر عيُونه وتقول ؛ من رد للجنة عقب صالي النار حتى السَّمُوم يصير عنده برادي !
بدأ يمشي ناحِيتهم ، وهو يسُولف مع سعد ، ويناظر بتشتُت للِمكان ومن أستقرت عُيون عز بن راجح بعيُون بنت عِناد ، ‏من فرط عذوّبة النظره تحس أنها ضمّاد لكل الوجع والمُر !
حست إن قلبها بيذُوب وإنها بتنهار من فُرط السُرور ، كيف لا ؟ وهي تناظر للشخص اللي كان ومازال وطنها !
بلعت ريقها بصُعوبة وهي تشوفه يتخطاها ويمشي ولا كأنه ميّزها غمضت عيُونها وهي تنزلها بسرعة للأرض تحاول تتحاشى الدمع ، تتحاشى الإنهيار بسبب خُوفها إنه نِساها ، أخذها الخُوف من أقصاها
وهي تلُوم نفسها ، كانت تدري إنه‏ ما يتهدد بالوداع ، هو يودّع
قالت مُنى بإرتباك ؛ الجادل وش فيك ترتجفين ؟
صارت تتنفس بسُرعة ومُنى خافت ومسكت يدينها ؛ الجادل وش صاير ؟ خوفتيني
ناظرته نظرة أخيرة وهو يكمل طرِيقه مِتجاهل وجودها ورمشت بضيق وهي ترجع وتناظر لمُنى وتحاول تنظم أنفاسها ، كانت تطبطب على قلبها بأنه يمكن جهل عيُونها ونظراتها ولكِنه لا سمع صُوتها عرفها ، ولكن هيهات وين الجراءة لأجل تروح وتقول " تراني جيت أسابِق الخُطوة عشانِك " وهي اللي كانت تخبي في دفىء كفينها تلوِيحة !
هزت رأسها بالنفِي وهي تمسك كف مُنى لما توارى عز عن أنظارها وقالِت ؛ ولا شيء ، خلينا نرجع الحين البيت
رفعت حواجِبها بإستغراب شديد لِنبرة صُوتها الخافِتة والمرتجفة مع ذلك ما علقِت ومشت وراها بهدُوء
ولكِن الجاِدل كانت تجهل نظرته باللحظة ذي ، كان يخبي في عُيونه شوق مُهلك ولكِنه مثل عادته يأبى يفصح عن اللي ما يبي أحد يدري به ، عرفها وأيقن إنها هِي ، ولو تكُون بين مِية وردة ميّزها وقال هذِي هي اللي عليها الضلوع بشوقها ذاويه ورهاف
ورُغم إكماله الطِريق وهو يمثل التجاهُل ، كان الود وِده يبُوس الرِمش ماهو بس يبادلها بنظرة ! ولكِن لا الزمان يساعد ولا المِكان
-
-
{ ببيت أم سعد }

حياة كانِت جالسة بالحدِيقة الصغِيرة ،وبيدها القُماش الأبيض ، حلفِت الا تعرف تضبطه بدون ما يملأ دمها القُماش ، ومن الصُبح وهي تحاول وكل ما فِشلت ترجع تعيد الغُرزة من جديد
كانت تِحاول تشغل وقتها قدر ما تستطِيع .. عشان ما تِحس بالوحشة في غيابهُم
ألتفتت بشكل سريع لما سِمعت باب البيت ينفتح ووقفت بسُرعة وهي تتُرك القمُاش على الأرض وتمشي لِهم ، وقفت وهي تأخذ شُنطهم بيدها وتقول : غريبة ، تأخرتُو اليوم
الجادِل دخلت على طُول بدون ما ترد وحياة رفعت حاجبها وناظِرت لُمنى بإستغراب : وش صاير ؟
رفعت كتُوفها بعدم معرفة ؛ ما أدري والله ، فجأة جاءتها الحالة
سكتت شوي ثم تأفِفت : مثل ماكانت تِجيها وهي تناظر لِسباق الخيل !

من قريت الشعر و انتي اعذبهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن