12

22.9K 262 148
                                    


ضحك بخفوت وهو يقفل الأوراق اللي بيده : لك أن تتخيل يا طويل العمر اني حاربت جلسَات العرب والتعاليّل وشريت مجلاسك عن الناس كلها .
ابتسم له بضحكة وألتفت لصوت أبوساجي اللي باين التعب فيه مع ذلك يقاوم : بدؤؤ اهل الدير الثانية يشرهون علينا ، يقولون نجيب معلمات ما ندري عن فصلهم ولا أصلهم ، خايفين يخربون بناتهم عليهم !
رفع حاجبه بقل حيلة ، لو يبقى طول عمره يزين بعقلياتهم ما زانت ، دايماً جهلة : يارجال قل لهم يلخمون "يسكتون " ولا يجيبون طاري بنات الناس بحلقوهم ، وغير كذا يحمدون ربهم اللي لقينا أحد يسقي بناتهم من كؤوس العلم ، ولهم وجه يشرهون ؟
ربت على كتفه ابو سند وقال : ماعليك منهم وانا أبوك ، خلنا نخلص من قضية سوق الديرة
هز رأسه وهو يقول : تيا "هذي" مخططات التوسيع وبخلي الموضوع عليك ياعم فيّاض
هز رأسه أبو سند : إزهلها وأنا أبوك ، اهم شي لا تتكدر ولا يثبطونك
ضحك بخفوت وقال : أنا قوي العزيمة ‏وقوي العزايم مايهمه كلام الناس يسوق الطموح لغايته لين يدركها
أبتسم راجح بطمأنينة وهو يناظره براحة بال ، صحيح إنه حرّم يأخذ لقلب الشيخ ، ولكنه يسوي فعايل الشيوخ كلها ، ولا صارت خسوف راجح ابداً بل خسوف عز ، وهالشيء مطمنّه
ومن ناحية شاره اكبر شرهه على فهيد ، وخاطره ضايق وقلبه غاضب عليه ،شلون خمس سنين ما يجي لديرته ؟ ياما سأل وياما حلف انه لايقول وش بخاطره ياما حاول يقنعه وياما كلمه وفهمه يرجع وماله الا اللي يرضيه
ولكن فهيد معارض تماماً ، يدري لو دخل الديرة وقع على فرمان موته
ألتفتو لدخول سند ، اللي من دخل تهلهل وجه ابوه وبالمثل عبد العزيز
سلم على الشيخ والباقين وجلس جنب ابوه ، والتفت لعبد العزيز : هييه ياللي اشتقنا لحضوره علينا ، والله انك قاسي وتعرف للجفى حيل
ضحك بخفوت وهو يميل كتفه ناحية المركى ويناظر لأبو ساجي وعلى يمينه ، زوج شروق طارق
ناظرهم بهدوء وابتسم وهو يلتفت لعبد العزيز : أبطيت لأجل يطفى الجمر يا عز ، ويوم طفى أقبلت
ألتفت بسرعة لصوت أبو ساجي اللي يقول : يا سند تعال
عقد حواجبه وهو يظنه يقصده ولكنه آرتخى حاجبه بسرعة وهو يناظر لطفل أبو أربع سنين
يتقدم ناحيه طارق ويجلس بحضنه

غمض عيونه ونزًلها وهو يناظر لطرف ثوبه ، بلع ريقه بصعوبة وهو يحاول ما يوضح إرتباكه ضحك بسخرية بنفسه : تونا نقول طفى الجمر يا سند !
عبد العزيز عض على شفايفه بضيق ورفع رأسه يناظر لسند وحركاته اللي تدل إنه يحاول يخفي شيء ومن ناظر لأبو ساجي يأشر على سند ويقول : سلم على عمك سند ، شبيهك بالإسم
رفع رأسه بسرعة وهو يشوف ولدها يتقدم صوبه بخطوات متمايلة ، لابس ثوبه الابيض وعلى رأسه غترة سوداء وعلى ثغره إبتسامة طفولية ، يوه ياحرقة الشعور اللي حس فيها باللحظة هذي
ماهو بحزين ، ولكنه منغبن لأنهم سرقو حلمه ويتفاخرون فيه قدامه ، وقف سند الصغير قدامه وهو يحب خشمه : ارحب
ابتسم بضيق خاطر وهو يحب خذه ويمسك يدينه الصغيرة بين كفينه ؛ ماجور
هز رأسه بضحكة طفولية : الله يعافيك
ابتسم اكثر من ضحكته ورفع كفه وهو يلعب بخشمه : رجال تعرف كيف ترد
ابتسم سند الصغير بفرحة وهو يقول : خالي ضربني ميتين جلدة عشان اتعلمها ، وتعلمتها والله اني كفو صح
ضحك وهو يدري ان هالجلدات ماهي بجدية وقال : كفو ومية كفو ، وشنب بعد
سند الصغير مسك مكان شنبه وقال : لا الشنب باقي ، لما اصير زيك يصير عندي شنب
ناظره بتأمل للحظات وهو يشوفه يتكلم ، تأمل ضحكته وتفاصيل وجهه قال وهو يبا يروي بئر في قلبه ، ويدري ماهو بمرتوي ولكنه على الاقل بيخفف اللوعة ، يبي يتأكد من سمعه : ذكرني باسمك يالكفو
سند الصغير ابتسم وضرب صدره : اسمي سند بن طارق
عض على شفايفه وبلع ريقه وهو يوقف ويمسح على شعره ثم ابتسم له ومشى على طول وهو يخرج من المجلس ، وبهاللحظات لحقه عبدالعزيز وهو متضايق ؛ ماكان يبيه يدري بهالطريقة
ولكنه هو اللي طلب منه ما يجيب سيرتها ابدا ، لاجل يكون النسيان عليه اسهل !
وقف وهو يناظره واقف قدام المجلس ، ويناظر بتشتت للمكان ، مستند بنص كتفه على الجدار
ويده الثانية مرتفعه لوجهه ، خاف انه يبكي فمشي بخطوات مستعجلة ووقف قدامه وهو يشوفه يلعب بشعر لحيته
عدّل وقفته وقال وهو يبتسم بضيق : والله انه قصيدك تمثل بقصتي ياعز ، اسالك بالله انك تكتبني ؟
أستغرب كلامه وسند اردف : قصايدك القديمة اللي كنت اقراها بعبث ، جالسه توصف حالتي يوم ورى يوم ياعز
عبدالعزيز قال : ياكثر ما قلنا قصايد ما كنا نعني بها شيء ، والحين صرنا نكتب جراحنا يا سند مير ذكرني بأبياتها !

من قريت الشعر و انتي اعذبهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن