9

33.1K 287 262
                                    


لفت على صوت ضحكة عبد العزيز ، وأبتسمت لأنه من رجع تغير بشكل ملحوظ ، لأن ضحكته صارت بطرف وجهه طول الوقت ، لأنه صاير يبتسم طول الوقت بسبب وبدون ، وما تسائلت عن السبب أبدا بتغيره ، بل فرحت كثير
-

مرت الأربعة الأيام ، مثل السم على قلوب البعض
الإنتظار ، الإقتراب من الموت ، المشي حافيّ على شوك من غدر وخيانة ، وجع عظيم يجتاح القلوب ، الترقب ، والخوف من المصير واللي جاي ، الحيرة والتردد ، الخوف من النسيان
مشاعر أختلطت كثير عليهم ، وزادتهم رهبة ورعب
ابتداءً من الجادِل ، اللي تصحى وتغفي على خوف وتردد ، واقفة قدام حقل الورد اللي جمع أجمل لحظاتها مع عبدالعزيز ، وعيونها ناصِية المكان اللي كان يوقف فيه ، غمضت عيونها تمنع دموعها تنزل
شعور الإنتظار بخوف وتردد شعور يهلك ، يموّت من كثر ضيقته ، صار له غايب عنها أكثر من ثمانية أيام وهي اللي ظنت بيرجع بأسرع وقت يقدر عليه ! خصوصاً إنها اللي أنتركت من أقرب الناس لها ، وأنرمت شر رميَة دون سؤال أو خوف أو شوق شدت على قبضة يدها وهي تمسح دموعها وقالت برجفة : أمـك نستـك يالجادل شلون ما ينـساك ؟ شلون ما يرجع للحين ؟ شـلون بعد كثرته وفيضانه يغيب بنفس الكـثرة ؟ ما يـخاف الله يوم قفى ناسيّ إن وراه شخص يعتبره وطن ، يدري إني ما أحـب شعور الغُربة ، ليـه يغربني عن وطني ليه !
ألتفت للي وقف بمحاذاتها وحاوط كتفها بيدينه الحنونة ، ابتسمت بضيق وهي تحط رأسها على كتفه بدلال أعتادت عليه معها ، قال بنبرة مليانة حنـية ، وقلبه يرجف ، لأنه أيـقن إن اللي يفكر فيه فعلاً حقيقي ، ومثل ما يناظر للسماء ويلمح الودق من نظره ، فصار يلمح عز بن راجح في عيونها ، في ملامح وجهها الحزيـنة ، في ترددها تجاه حلمها اللي نُفيت عشانه ، ولكنه آبى يقسى عليها ، آبى يفتح الموضوع ويناقشها بكل صراحة ، ولكنه بنفس الوقت خايف تضيع حياتها بسبب سـراب !
قال عايض بهدوء : جامعتش بتفتح ابوابها بنهاية الشهر يا بنت عناد ، للحين ما رتبتي أغراضش ، ولا رديتي لي خبر بعد ما قفلنا الموضوع ، ماهوب معقولة انش نسيتي حلمش ! ولا هوب ظني فيش هالظن !
خبـرتش صامدة ، لا شعور يأثـر فيش ولا سراب
عضت على شفايـفها وغمضت عيـونها بضيق ، أنحطت بأبشع موقف وبين أقسى خيارين ، حلمها والا الشخص اللي تعتبره وطنها ؟
قالت بعد مدة من السكوت : أنا في ذرى ربي ياا جد ، تمهلني وتمهل على قلـبي هالأيام ، لأجل أرضى لأجل أقتنع
ناظرها وهو عاقد حواجبه ولكن أنفكت عقدتها من ميّز بنبرتها الحزن والإرتبـاك ولا قوى يوجعها أكثر تنهد بضيق : لش اللي تبين ، ولكن لا تنسين عايض معش بكل قرار تتخذينه ، أنا وهبت لش وقتي وما تبقى من حياتـي
ما تحملت من كلامه وأمتلت عيونها دموع ولا قدرت تكتم بكاها ألتفت وهي تدفن نفسها بحضنه وتبكي بصمت ، إية هي محتاجة هالنوع من الطبطبة هالوقت ، بكت من فيضان مشاعرها تجاهه ، بكت حرمانها من هالحنية طول عمرها : يااعسـى عمرك ممتد يا عايض ، بي عنك من كل ضيم يصيبك وياجعلني قبلك
أبتسم بضيق لصوت بكاها لما فهم سببه ، وربت على كتفها وهو يشد عليها ..
.
.
{ شروق }
شعور الإقتراب من الموت ، الوقوف على حافة جبل والنظر لأسفله بلا مبالاه ، ساح كحلها للمرة العاشرة من كثره بكاها ، وهنا إنفجرت سحابة وقالت بغضب : شروق يكفي ! ترا تعبتينا ، ارحمي حالك وربي هالحياة مو حياة ! انتي تمشين لقبرك وتلا لزواجك ماني فاهمة !
رفعت عيونها الدامعة وهي تزفر بكل ضيق : ما تدرين إني حكمت على نفسي بالموت تعذيب يا سحابة ؟
قربت وهي تتنهد ورفعت كفينها وهي تمسح دموعها : لو تبين تتراجعين قولي قبل يفوت الفوت
سكتت للحظات وبعد تفكير هزت رأسها بلا بسرعة : لالا ، الا سند يا سحابة ، لا يصيبه ضيم بسببي ، لا ينهان لا ينذل لا تنغرز بيده شوكه بسببي والله انه الموت ارحم لي
انعفست ملامحها بذبول : لكنه يظن انك خنتيه يا شروق ، يظن انك نسيتيه
هزت رأسها وهي ترفع كفها وتمسح دموعها : لو كان غير كذا كان جاء لين باب بيتنا وفضح نفسه قدام ابوي ، وهنا بيفهم ابوي وبينهيه ، خليه يظن كذا فيني ، ولا يموت ولا يصير فيه شيء
تنهدت وهي تسحب المنشفة الصغيرة وتمسح دموعها والكحل بحنية : أجل دامك قررتي تمشي بهالطريق كمليه بدون هالتوقفات اللي بتوجعك
سحبت علبة الكحل الذهبية الصغيرة ، وهي تكحلها وتدعج عيونها بالكحل الكثيف ، وبدأت تحط لمساتها الأخيرة عليها ، وشروق تحاول أشد المحاولة ما تبكي وتنهار ، حاولت تصير متبلدة ولكن هيهات وسند بعقلها وقلبها بكل لحظة !



{ عبد العزيز }
يمشي بشوارع الخسوف ويدينه بجيبه ويناظر بضيق للاماكن يحس بكتمة وضيق وكأنه بداخل سرداب ولأنه عارف السبب إتجه له موقن إن سبب ضيقه هو ضيق صاحبه
وقف عند باب بيته وناظر لدريشة غرفته ثم ابتسم بضيق له خمسة أيام ما شافه ومخليه على راحته ولكن اليوم لا
سحب حجرة صغيرة من على الارض وهو يرميها على دريشته ولكن لا رد وبعدها توالت الاحجار على الدريشة بدون توقف لين عصب سند ووقف بعصبية وهو يفتح الدريشة ومن كان بيصارخ ويرفع صوته ناظر لعبدالعزيز اللي مكتف يدينه ويناظره بهدوء بعدها أشر له ينزل له
تنهد ومسح على وجهه عاش ضيقته لخمسه أيام لوحده ولكن اليوم لازم يشاركه مع أعز أخوياه لأنه لو ما شاركه راح يسوي فضيحة بكل الخسوف!
لبس ثوبه بعشوائية ونزل وهو يفتح باب البيت ومن شاف عبد العزيز واقف قدامه اطلق تنهيدة صادره من اعماق ومن لاحظ عبد العزيز ملامحه اللي مليانه حزن وذابلة أشد الذبول حتى إن الهالات برزت بشكل يخوف وضعف وزنه بشكل كارثي وعيونه فيها من اللوعات الكثير !
ضااقت فيه الدنيا على وسعها وانعصر قلبه لين حس إنه بيختنق من وجعه اقترب وهو يشد على كتفه : ياجعلني للضيم يوم ظنيت اني بتركي لك هالايام راح تكون بخير ! ياليتني مت قبل ما اشوفك كذا
التفت له سند بإنزعاج : اشطر هالكلام يا عز انا جالس احصد ما زرعته
جلسو على حافة الطريق ، وبيدين عبد العزيز مسبحه يومي بها يمين ويسار بلا مبالاة بينما نظرات سند متوجهه نحوها ويناظرها ومركز معها ، قال بعد سكوت : تدري وش ودي ؟
ألتفت له عبد العزيز وهو يمسك المسبحة بين يدينه ويناظره : اسلم وش ودك
سند : ودي أمسك فردي وأفرغه برأسه والا برأسي ، واحد مننا يموت يا هو وما أشهد اليوم اللي بتصير له يا أنا وأرتاح من هالعذاب
عقد حواجبه : دون هالحكي كله لو تبي الحين اروح لين قدام ابوها وأحط رأسي بين يدينه وأطلبه يلغيه والله لا أروح يشهد الله ماهو رداني الا كلمة من لسانك ترى ‏أنا راحتكْ في سِلمك، وأنا يمناك في حربك أنا لو شلت همك فوق همي ماتثاقلته
أبتسم بضيق وقال : تدري وش اللي خذيته منك؟وش تعلمت من عز بن راجح
هز رأسه بإستغراب وهو أردف وقال:من طبوعك تعلمت عزة النفس وأعطي على صدة المقفي إبتسامة صارت عزة نفسي خط لايمكن يجي بعده نقطة وحدة بس
سكت للحظات ثم أردف بسخرية؛أنا أحلامي البارحة كانت شروق
ولكن اليوم حلمي اليوم تغير صحيح إني ما كنت أعرف المكابر وكنت بن فياض ، الللي تفيض مشاعره لها بدون كبرياء وهذا يوم كنت سندها ، ولكنها اليوم صارت لغيري صار طبعي أموت ولا ألحق الغيم مشروه
‏عزة ظمأ ولا مذّلة سحابه! اقفت عساها مجاره من كل مكروه راسها عزيز وراس مالي ثيابي
تنهد بضيق من نبرة صوته ، اللي عكس كل كلامه
يوصله إرتجاف نبرته ، يوصله البحة اللي مليانه حزن ، ولكن ما بيده شيء دامه أختار عزة نفسه
ربت على كتفه وقال بإبتسامة مليانه آسى على حاله : صح يا بن فياض ، "لنا كفوف تودع ، ما لنا كفوف تنادي
هز رأسه وهو يشد قبضة يده ويكبت ع مشاعره اللي زعزعته باللحظة ذي : صح ، وأنا في ذي اللحظة ودعتها ، يالله عسـى الفرحة بدروبها
-
-
{ نسيم }

تنهدت بضيق وهي تنسدح وتتلحف : تكفين يايمه يكفي خلاص
نعمة وهي تسحب اللحاف بعصبية : يعلم الله لو ما تتكلمين وتقولين لا ، لا امسح بوجهش ارض الخسوف ، انتي سفيه ؟ تفكرين في راعي مواشي
والله محد بيجيب لي الجلطة الا عيالي بهالدنيا واحد رخمة ووحدة ما عندها عقل
ناظرتها وهي تمسك راسها بين يدينها : يايمه صار لك خمسة ايام وانتي تعيدين وتزيدين في هالموضوع ، ما طفشتي؟
ناظرتها بحدة : نعنبو حيش حتى ولد اخوي رفضتيه بنفس اللحظة وهو ولد شيخ ولا رضى ابوش نجبرش عليه ، تقومين تفكرين ب الراعي ! والله ان تخسين ما خذيتيه
هزت رأسها وهي تحاول تقطع الموضوع : خلاص ابشري ماراح يصير الا اللي تبينه
رفعت سبابتها بتهديد : والله ان تندمين لو صار شيء غير اللي ابيه
نسيم : زين لا تخافين
طلعت وقفلت الباب بقوة ونسيم تنهدت بضيق ، عايشة بجحيم من اللحظة اللي قالت بتفكر ، هو من رمي الكلام عليها من رحمة وكوثر ، او عتاب جدتها او كلام امها لها او هواشها مع فهيد بكل لحظة يشوفه فيها ، ولكن رغم ذا كله ، تحس بالراحة لسبب تجهله !

{ سند }

مَرت عشرة أيام وهو يحتضن نفسه فيها ويقول انا بخير بتعدي الايام وينحل كل شي لكنه تعب من نفسه ! وعدت الأيام بس لا الوجع عدّى ولا الحزن انزاح
فز بخوف من صوب دق الباب القوي والغريب عليهم ، ركض بسرعه وهو ينزل من الدرج بخطوات سريعة وألتفت لأمه اللي خايفه : خليك هنا بشوف أنا !
هزت رأسها بطيب وهو كمل بخطواته وفتح الباب وهو متوعد باللي بيكون قدامه ، ولكنه عقد حواجبه بإستغراب من خلو المكان من أي شخص !
عصب ومسك قبضة الباب بقوة وكان بيقفل بس لفت انتبااهه مكتوب مرمي قدام عتبة بيتهم ، أنحنى وأخذه بسرعة وهو يفتحه بإستغراب وأول ما قرأ مضمون الرسالة تزلزلت الأرض من تحته وجن جنونه
قفل الباب وصار يركض بالديرة حافي بلا وعي !
متجه لمجلس راجح وأول ما دخل وقف وهو ينحني ويتنفس بسرعه وبعد ما رفع رأسه وناظر لراجح اللي جالس وجنبه أبو ساجي ، صد بضيق عنه وتقدم بإتجاه راجح اللي عقد حواجبه : عسى ما شر يا ولدي ! وش صاير معك
سند وهو يتنفس بسرعه : انا دخيل الله يا شيخ ، لو كان عز بهالبيت تناديه لي بهاللحظة هذي قبل يصيبني الموت
أستغرب راجح من كلامه وأبو ساجي قال بعصبية : استح على وجهك يا سند ، تطلب من الشيخ يقوم من مكانه ويلبي طلبك !
سند ما عطاه وجه وناظر بترجي : طالبك هالطلب ياشيخ ، لا تردني ، أبغى أشوفه ذلحين
راجح أشر على خشمه وقام بطيب خاطر وطلع من المجلس وسأل عن عز وجاوبوه انه بجناح المزن فأتجه لهم
-
-
{ عبد العزيز }

منسدح بحضن المزِن وهي تمسح على شعره ، وملاحظة الضيق اللي على ملامحه ، ولكنها هي اللي تعرف عزيز أكثر من نفسها ، مستحيل يبوح
ومع ذلك تدري ما يظهر ضعفه إلا قدامها
تنهد بصوت عالي وكأنه يحاول يجر خيباته وهي ما تحملت وقررت تسأل : وش صاير يايمه ؟ هذا حالك من جيت ، تطلع من بعد الشروق ولا ترجع الا تالي الليل ، حتى وجهك صرت اشتاق له من قل شوفتي له !
زفر وهو يمسح على وجهه بيدينه ، عدت الأيام وهو من ديره لديره ، حلف لا يجيب رأس الغدار ، حلف إنه لايكسر رأسه ، وحلف ما يجيب الجادل الا بعد ما يلقاه ، عشان ما يصيبه شيء وهي عنده ! عشان ما تتأذى بسببه ، ولكن هالفترة زادت ، ولا لقى لا هالغدار ولا الشوق قادر يخليه يتنفس
تعب كثير ، ويحس هالأيام أخذت من عمره عمـر ، ما يحب الإنتظار ، شلون يذوق اللي يحبه مُر هالشعور : أحس إن قلبي ثقيل يايمه ، أحسه من كثر ثقله ماعاد تقدر ضلوع صدري تشيله
عقدت حواجبها بخوف : بسم الله عليك وعلى قلبك ياعزيز ، وش هالشعور اللي تحس فيه
فتح اول زر بثوبه وهو يتنهد : الأرض تضغط علي حد الموت
ناظرته بإرتباك ووقلق ، وهو ماكان يدري إن هذا كله بفعل الشوق اللي سببّ لقلبه كل هالإختناق
ألتفتو الإثنين على دخول
راجح للغرفة ، وتقدم صوبهم وهو يبتسم : متكي بحضن أمك هاه !
سكت شوي وهو يناظر لأبوه ثم قال : اي والله متكي لأن في حضنها رحمه وقصه وميلاد ما يكفي الجنّه مواطي قدمها
أتسعت إبتسامة راجح من كلامه والمزن أبتسمت
ثم قال راجح : خويّك يجري من بيته حافيّ الرجلين وعرقه يصب من رأسه ! ويتنفس من بين ضلوعه
روح له وشف وش صاير معه
فز بسرعه من حضن أمه وحبّ رأسها وهو يستأذن ويوقف ورى أبوه وراجح عرف إنه منتظره يمشي
لذلك مشى قدامه بخطوات هادية وعبد العزيز كان يمشي وراه وهو يفرك يدينه بتوتر ويبي يستعجل بخطواته بس مستحي انه يمشي قدام ابوه
لذلك فهمه راجح وسارع بخطواته
كوثر كانت واقفه على جنب وناظرت لعبدالعزيز بعصبية وقهر ، مر على رجعته اكثر من ١٥ يوم وسعود من رجع ما دخل عندها أبداً ، بس تلمحه من بعيد لما يرجع البيت وبعدها يختفي ، ولا تدري وش السبب كل اللي تعرفه إنها خايفة من هالهدوء خايفة من عدم إنتباه عبد العزيز لها وعدم تركيزه عليها للآن ، خايفة بعد الستر هالثلاث أشهر تنفضح بأبشع طريقة !




{ عبد العزيز }
دخل بإرتباك للمجلس وهو يدور بعيونه على سند
وعقد حواجبه وهو يشوفه ماسك رأسه بين يدينه ويمشي يمين ويسار دون توقف ، قال بخوف : سند وش صاير!
أول ما شافه ، نزل يدينه من على رأسه
ثم ألتفت له وهو يأخذ نفس ويزفره بكل ما أوتي من راحة ألتفت لراجح اللي باقي ما دخل المجلس ومشى بخطوات سريعة بإتجاه عبد العزيز وهو يضربه بقبضة يده في بطنه ، رجع على ورى بصدمة وهو يعقد حواجبه ويرفع رأسه بإتجاه سند : وش صاير
وقف أبو ساجي وهو يصرخ : ياجعلك للكسر يا سند ، أنجنيت ؟
عبد العزيز رفع يده : بيننا لا تخاف
رجع يلتفت لسند وهو يقترب منه : وش صاير ؟ تكلم
ناظره بحدة وهو يسحب الورقة من جيبه ويمدها له وعبد العزيز عقد حواجبه وفتحها بإستغراب ومن قرأ محتواها ناظر لسند على طول " ماهو بوقت حزنك وندب حظك على بنت راحت لغيرك ! خويّك وعزك ينغدر باليوم ألف مره وأنت راقد وتواسيك مخدتك ! عيب عليك شنبك"
تنهد وقال : ماعليك ، أنا بخـ...
قاطعه بعصبية وبحدة : الاي مكتوب صح والا لا؟؟
سكت شوي ثم هز رأسه بإيجاب : أربع مرات تعرضو لي وأنا لوحدي ولكن لا تخاف ربي سلم !
قفى وهو يمسك رأسه بين يدينه ويمشي بعصبية وبضيق وبعدها رجع ووقف قدامه : وليه ما قلت لي ؟ وليه ساكت ، أنت ناوي تذبحني ؟
مسح على وجهه بضيق ثم قال : قلت لك عن الملثم يوم كنا في بيت عايض !
هز رأسه بإية : وهذا وش جاب طاريه
عبد العزيز : في الأربع المرات كلها ، كان هو المنقذ لي منهم ، ماكان يعطيني فرصة أصد خنجر أو أترك المكان قبل يسحبون فردهم ، كان يرمي خنجره عليهم ويصدهم برصاصات مسدسه ، وأنا في ريبة وحيرة من هالشخص ، اللي لاهي مرة ولا مرتين ، خمس مرات يا سند !
حك رأسه وهو يناظره ووده يصرخ ، وده يقول تراااه أخوك غدارك أصحى على نفسك ، ولكن هيهات إن كان عبد العزيز خويه اللي يعرفه والله ما يصدق ، وراح يطلع مليون عذر له ! قال : إصحى على نفسك ، وفتح عيونك ، تعبت وأنا ألمح لك ، يشهد الله خوفي عليك لوحده رح يجيب آجلي ، رح يقتلني قبل وقتي ، ياما تكلمو وقالو الغدر من الخسوف ، وأنت إذن من طين وإذن من عجين ، شفهم لما سكت لهم تمردو وزاد آذاهم ، قلت إنك بتدور عليهم وبتطلع هالخاين ! والا ما ظنيت إنك قويت على هالشيء ، درينا إنك واثق فيهم حد العمى ، ولكن الشيء لا زاد عن حده أنقلب ضده
عرف إن هالكلام ماهو إلا من كثر خوفه عليه ولا شره ولا طلع بخاطره مثقال ذرة ولكنه من لاحظ بروز عروق جبهته من قوه العصبية اللي يتكلم فيها قال وبنيته يطلف الجو : الشيء لا زاد عن حده أنقلب ضده إلا أنت زينك إن زاد عن حده والله إني أقبله ياسند
تنرفز سند من البرود اللي يعيشه هالإنسان في ظل التهديد على حياته وضربه مرة ثانية على بطنه ، ولكنه أنصدم من ضحكة عبدالعزيز اللي درى إنه زاد الطين بلّه
ناظره بحدة وهو يرفع سبابته : والله لو يصير فيك شيء ولا يقتلونك ، لأذبحك تفهم والا لا
أبتسم على تهديده الغريب وكان بيطقطق عليه ولكنه تراجع عن اللي يفكر فيه
وبعدها أردف سند وقال : لا تلحقني ، خلني أنفس عن غضبي لحالي
هز رأسه بإيجاب وقال : زين ، تعال وأنت راضي ، والله إن وجهك وأنت معصب يخوف !
ناظره بنص عين ومشى عنه ، وهو حالف يمين إنه لا يضيع علوم فهيد هالليلة !!
-
-
{ الجادِل }

كان آخر مكتوب منه بين كفينها ، مرة تناظره بهدوء
ومرة تحط رأسها على الدرج وتخليه قدام عيونها وتبكي ، شعور الضيااع يجتاحها
رفعت رأسها وهي تمسح دموعها وهي تناظرها : أنت قلت إنك تكره الإنتظار ، ليه تخليني أنا على الرف ؟ ليه تتركني بين الجمر والعذاب ليه ؟
أنت أستهلكت كل شعور الإنتظار فيني ، والله هـالعشرين يوم خلت الدنيا كلها على قلبـي وأنا بين حلمي وبين العيش بإنتظارك .. أخترته
أخذت الورقة اللي جهزتها وسحبت القلم وهي تتنهد وبعدها بدأت تكتب "تتخشب تفاصيلي بدون شعور
‏تعبت الانتظار ، و رهبة الطيحه
تعبت أمشي بسكة طريق ما له نهاية ولا له وجهة
هالحمامة اللي قالت لك بيجي يوم وتطير من هالقفص ، صار وقت طيرانها يا عزيز
آخرها إعذر قل صبري وكثر شوقي وعتابي جعلك بخير وفي خير .. حلمي صار بين كفيني "
طوت الورقة وهي تدخلها بالظرف وبعده
وقفت وهي تدخل المكتوب بشنطتها ، وتناظر نظرة أخيرة للغرفة ، سحبت شنطتها وهي تطلع من الغرفة ، ناظرت خلو البيت من كل الحياة ، وكأنها سُحبت منه سحب !
الأشياء المهمة بس أخذوها والباقي تركوه على حاله
طلعت من البيت لما عرفت إن جدها ينتظرها برى
قفلت الباب بالمفتاح ورمته بين الريحان اللي جنب الباب كعادتهم ، ناظرت للمكتوب نظرة أخيرة وهي تثبته بقوة في طرف الباب : لو بيرجع وبيحن ، طمنه عني !

من قريت الشعر و انتي اعذبهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن