5

32.7K 291 194
                                    


{ نسِيم }

بقت طول وقتها معصّبة ومتنرفرة وكُل كلامها من رأس خشمها يطلع ، والسبب ضيّاع دفترها الخاص وقلمها اللي صُمم لها خصيصاً
شدّت لِثمتها وطلعت بنص القايلة لنفس المكان اللي طاحت فيه من قبل ، وبدت تنّبش حتى تحت أصغر حجره
تخصّرت بضجر وهي ترفع رأسها وتتنهد بضيق
سلّواها ونجّواها بجُوف هالدفتر
من بيأخذه ؟ ووين بيختفي ، تنهدت بضيق وهي تمشي بتدخل ولكن أستوقفها فهيد مستائل : نسيم ، وش مطلعك برى البيت ؟
ناظرته بنص عين وقالت : طلعت وخلصت اللي أبيه ورجعت
فهيد رفع حاجبه : وش كنتي تسوين
نسيم تأففت : فهيد الله يسلمك وخر تكفى تراها ضايقة فيني
سحبها من كتفها وقال : نسيم وش تسوين برى لا تخليني أعصب
دفته عنها بعصبيه : لا تلمسني مره ثانية والا والله بتصير علوم ، طلعت لسحابة بنت هادي وهذاني راجعه وش اللي تفكر فيه
ناظرها للحظات ثم صد عنها ومشى وهي تنهدت وناظرته بِضيق ثم دخلت البيت
-

عبد العزيز والجادِل }

بعدما تسللت الراحة لقلبها وأبتعد الضجر والطفش عنها ، أخذت لها كم وردة بيدها ومشت بإتجاه عبد العزيز اللي كان مِستند على الجدار وينتظرها ، وأول ما أقتربت منه عدّل وقفته ونفض التراب عن ثوبه ثم بقى يناظرها لين وقفت قدامه
أبتسم لها وقال : رجعنا يالله ؟
هزت رأسها بإيجاب : الحين عايض بيشلّني مع نقابي لين تحت رجُول الناقة لأني مشيت دون مواشيه
ضحك وناظرها : لا تخافين ، أنتي مع عِـز
رمشت بخفوت وهدوء وناظرته للحظات ثم صدت عنه ، وهو لّمح نظراتها وأبتسم وهو يمشي قِدامها وهي أنتبهت له ومشت وهي تجاريه بخُطواته
لين إقتربو من البيت ، وقبل ما يخطي خُطوه أُخرى وقف بمكانه وهو يفك لثمته ويرفع طرف الغتره على كتفه ويناظرها وهي من لاحظته توقف لفت عليه بإستغراب
عبد العزيز ناظرها للحظات ثم تنهد وهي زاد تعجُبها وقالت بحيرة : عسى ما شر ؟
حك طرف حاجِبه في تعجب من حالته باللحظة ذي ، يحس إن يدينه ورجلينه مترِبطه .. ما تعود أبد على الإلجام سواء بالمشاعر او بالكلام ، كان دائماً لسانه مثل السِيف حاد ويعطي الرد غطاه في لحظته ، ولكنه تايّه والدروب مقفلة بوجهه باللحظة ذي في قلبه خوف وذُعر ما عاشه من قبل أبد كان دائماً ينعرف بجسارته وشجاعته وعدم خوفه من أي طريق أو أي شعور ، يقبل ويخطو دون يرف له جِفن ولكن هالدرب جِديد عليه ، ولا حس بالضُعف من قبل مثل ما أستوطن هالشعور قلبه ، جسارته وشجاعته هبطت لين أقصاها في سبيله
وبراعته بالرد وشِعره وكلامه تاهت دون ما تخترع له معاني للي يحِس به .
كان يدعي إن ربي يبعده عن هالطريق ، ولكن والحين وهو وسط هالدرب وش ممكن يدعي به ؟ يارب ما يبتعد وجهها عن ناصيتي والا يارب نجني ؟
كررت سؤالها وهي تسحب طرف ثوبه بخوف من سكوته المفاجىء ووقوفه بنص الطريق : عزِيز
فّز ورفع عيونه لها في صدمه من نُطقها لإسمه بالطريقة هذي ، ماهو بمتعود على هالإسم الا من ثِغر المزن ، ولا سمح ولا رضى يناديه بهالاسم غِيرها ، ولكنه ناظرها وبقى يرمش بغير إتزان ، أبسط قول وصف نفسه به بإنها ضاعِت علومه ولا بقى له كلمة عشان ينطق بها ، ولكن من لِمح الخوف بعيونها والفزع جمّع شتت نفسه ولملم قلبه ومشاعره وأخذ شهيق ثم زفره بهدوء
رفع كفينه ودخلها بوسط جيوبه وناظرها بهدوء ثم قال : تذكرين أول كلمتين وطاها لسانك يومنّك شفتيني؟
عقدت حواجبها من سؤاله المفاجىء وسكتت تتذكر موقفها معه ، وفِعلاً حضرها اللي قالته وتذكرت فردت : من أنت ؟
أبتسم وهز رأسه بإيجاب : سؤال بقيت أردده في بالي كثير ، أنا عز لشيّخ وقبيلة كاملة وعزيز لشيّختها
ولكن أنا من لك أنتي ؟
بقت ساكتة وتناظره بضياع من مبادرته المفاجئة بالنسبة لها ولا ردت ، وهو أردف وهو يناظرها وقال : قلتيَ من أنت ؟ وردي يابنت الاجواد
أنا القوي اللي قتل فيك ضعفه
أرتبكت كل خلية بجسمها لدرجة ما قدرت تبعد عيونها عن عيونه ، ما كانت عندها الجرأة تنزلها او حتى يرمش جِفنها
بلعت ريقها وتلاشت كل جراءتها وكل كلماتها
كانت تِقرأ عيونه ، تِقرأ مشاعره بنظراته وهالشيء كبير عليها وكثير، هالشيء خلى حالتها تعتفس ، وأولوياتها تتِغير
أردف وقال وهو باقي مِثبت نظراته عليها : أنا القاسِي وأنا الجلمود مع جنس حواء دون أمي
أنا إللي معروف بغلاظتي وبقسوتي مع الكل ، أنا اللي ضحكِتي ما تظهر الا بقرب المِزن وجدِيلة فرسي
أنا اللي ما ألين ولا ألتفت ولا أضعف ، تِبدلت ..

من قريت الشعر و انتي اعذبهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن