4

32.8K 288 181
                                    


مسح على وجهه وهو يتنهد وهمس بضيق : ‏احشمي يا سود الايام وجهي الكريم لا تحدّيني على الضيق .. ما استاهله
ومن طال سكوته رفع عينه لناصِف ثم إتجه بنظره لفهيد ، وتنهد يعرف أشد المعرفة إن كتوف فهيد ما تقدر تشيل الحمل اللي على كتف راجِح
وما يقدر يشيل هالحمل الا كتف عِز ! ولكن وينه !
هز رأسه راجح وقال : ماهو بمطول ! الإجتماع قريب والخِليفة جاهز ولكن لا تفتحون هالسالفة لين يبرى الجرح كأنكم تظنون إنه برى فظنكم خطأ
فهيد ترك الكلام كله وألتفت بفرح لناصِف اللي أبتسم بفرحة لطاري الخليفة
٠
٠
{
سعود }

قفل أوراقه ورفع رأسه مِتنهد ، إرتفع من على كرسيَه وناظره في ضيق عارِم ، الكرسي اللي كان يودع الضِيق عليه ،واللي جادل وتعب وسعى عشانه
واللي ينسى كل شيء من تنفتح الكاميرا ويبدأ البث
صار من جلس فيه يقبل عليه الهم من كل مكان
وتبدأ طواري عز تظهر ، حملوه حِمل ما يقدر يشيله
وخبر إعلانه موت أخوه كاسِر ظهره ، وزود على كل هذا سالفة كوثر الأخيره اللي هزته من ضلوعه
لاهو اللي قادر يصدق ولا هو قادر على النكران ، طلع من المحطّة وإتجه لبيتهم .. ومن دخل توجه للمكان اللي سمع به صوت بشرى
وقف قدامها وقال : بشرى ، بسألك !
بشرى وقفت وهي تنفض التراب من على فستانها الوردي وقالت : وش تبي ؟ إسال عن كل شيء أنا حاضره
مسح على شعرها وقال : يوم جيتيني وقلتي ان عبد العزيز مع كوثر ،سمعتي وش كانو يقولون ؟
سكتت للحظات تتذكر ثم رفعت كتوفها وقالت : لا ، ولكن عبد العزيز كان يخاصمها وهي منزله رأسها وتبكي
عقد حواجبه : كانت تبكي !
هزت رأسها بإيجاب : وهو كان معصب ، وعيونه تنطق شرار والله
سكتت ثم امتلت عيونها دموع : سعود
انصدم : بسم الله وش صار معك ؟
بشرى قربت وضمته : يصير تقول له يجي يعصب علينا ويخاصم ويرفع صوته وبنكون راضين ! ولكن خله يجي
بلع غصته ومسح على ظهرها وهو يتنهد بضيق ، دخل بمتاهات لا يعلم بها الا الله
ابتعدت عنه وركضت بسرعه لداخل وهو تنهد ودخل لغرفته ، لقاها جالسه ترتب الدرج ومن انفتح الباب تقدمت بسرعه قدامه وقالت بابتسامه : اخيرا جيت
تنهد سعود ، وإختار انه يصدقها ، لأن كل الظروف ضد عبد العزيز ، ولأنه ما يقدر يدافع عن نفسه وينكر
وبالأحرى لأنه يبي يصدق ويريّح عمره عن التفكير ، لأنه تعب !
لعب بخصلة شعرها وهي اقتربت وضمته وهي تتنهد براحة إنه لآن لها وصدقها !
-
{
سند }

وصل للديّرة اللي أشار عليها الفارس ، ودخلها هو ومجموعه من فرسان قبيلتهم !
متوجهين مع الرجل اللي دلّهم على القطاع
ومن وقف قدام بيت من طين ، وباب مكسور وبالحيل متثبث ببقية الجدار وصامِد
دق الباب سند ، وبعد لحظات إنفتح وخرج منه صغير سن قال بلعثمة : من تبي ؟
انحنى سند وقال بابتسامه يطمنه : انا صاحب اخوك ، روح ناده لي وقل له خويك برا ينتظرك
سكت للحظات ثم قال : اخوي مهب هنا
سند ناظره برِيبة وقال بعد ما قلب الموضوع برأسه : لا تخاف ، أدري إنه يقول لا تخبر احد اني بالبيت ولكني صديقه صدق
ناظره ثم ابتعد عن الباب وركض داخل وسند مسح على وجهه ، ولف بسرعه على صوت الرجل
ناظره وهو عاقد حواجبه ثم مسك طرف ثوبه وسحبه لبرا بدون تفاهم .. -

{
عبد العزيز }
قطّب الحكيم شاشته ولفها زين على كتفه
وقال وهو براحة : الحمد لله ، بدأ يطيّب وبدأ يبرى
ناظره عبد العزيز وسهى .. يفرح والا يزعل أحتار
الحكيم : الواضح إنك متعلق بالحياة وخايف تروح و وراك ناس يبونك
عبد العزيز سكت للحظات ثم قال : اما الحياه فماني متعلقٍ فيها والموت بيدين رحمن رحيم ولا حد قد هرب منّه إذا عشنا الله يحمينا ‏وإذا متنا الله يرحمنا واما خايف على قلوب تحبني فو الله خايف ، وجدا مير جبر ورحمه والله يشرح صدرورهم لين أرجع
هز الحكيم رأسه وعبد العزيز وقف وقال : الله يجمّلني على رد هالجميّل ، ووالله ماني بناسي هالوقفة معي
تبسم الحكيم وقال : في خدمة الناس الطيّبة الله يبريك ويسامحك من الرد
بعد ما طلع من عِنده ، ناظر لبيت عايض في تردد وحيرة ثم أخذ نفس وزفره بضيق ، فكرة انه يروح دون ما يتطمن على الشعور فكره تضايقه ، إيه هو اللي آلف المكان والناس ووجهها ، وهي اللي وكأنه كبر معها وكأن سنينه السابقة كانت قِبالها
إقترب وجلس على مقربة من بيتهم ولمّ شماغه على وجهه ، بخاطري باللحظة هذي أمنيه
الود وده تتحقق ويبتسم خاطِره ، رفع عينه تِجاه السماء ثم قال بتنهيدة : أحس اني سحابة على متن التمنِي
ومن نزل عيونه وإستقرت على اللي تمشي تجاهه
صد بإبتسامة عذبَة طيبة من طيّب خاطره باللحظة هذي ، والله وتحقق منايا ..

من قريت الشعر و انتي اعذبهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن