3

32.4K 313 139
                                    


لفت على صوت جدها وقفت بإرتباك وهي تشوفه يتقدم صوبها
تقدم وهو يناظر لعبدالعزيز بإستغراب : كنت أظنك راقد ، وما حبيت أصحيك لين تقوم من نفسك ، مير أشوفك عند النيّاق
رفع يده وحك رأسه وهو يبتسم : صحيت قرب الفجر وكلاني الضيق والطفش ، وطلعت يوم أشرقت الشمس أغير جو
هز رأسه عايض وناظر للبن وضحك : اقديتي " كفيتي ووفيتي " يابنت عناد ، هذا شغل يدش ؟ والله منتي بهينه
ناظرته الجادِل ثم نقلت نظرها لعبدالعزيز اللي كاتم ضحكته ويناظرها بسخرية وهي كشرت بوجهها ولفت لعايض وكانت بتتكلم بس قاطعها عبدالعزيز وهو يقول : كنت اراقبها وهي تحلب ، وأقدت في دقائق قليلة أنتهت
ضحك عايض بفرحة : هذا وأنا ما علمتها إلا مرة ! والله هالبنت مهيب سهلة وحرمة على أصولها
ناظرت بعدم إستيعاب لعبدالعزيز ولجدها اللي بيطير من فرحته ظناً منه انها عرفت تحلب الناقة اجل لا صادت له صقر وش بيسوي ؟
مشى عايض والصحن بيده وعبدالعزيز لحقه وهو يقول ويضحك : الحين بيدبس اللبن بظهرك ليل ونهار يا بنت عناد
شهقت وناظرته وهو مشى بسرعه وهو يضحك مسحت على وجهها وهي تهديّ نفسها ثم ابتسمت بعصبية وقالت : هدي حالك يا الجادِل ، عندي احساس ان القادم أفضل ، والربيع بيجي بعد هالشتاء على طول
دخلت على طول ومشت للمطبخ وهو جلس بالصالة بمكانه الإعتيادي
يومين مرت على قومته وعلى إستيعابه للي صار معه ، ويومين والتفكير يجيبه ويوديه يبي يرجع للديّرة ولكن عايض حلف ما يرجع لين يطيب جرحه ، لأنه خايف عليه ينهار بوسط الطريق
وهو بباله ألف سؤال وسؤال ، من اللي غدر فيه ؟ وليه ليه !
تنهد وهو يغمض عيونه بقوة من الصداع اللي اجتاحه
لكن سرعان ما رفعها لما سمع خطوات تتقدم صوبه ، ولقاها واقفه على رأسه ، رفع حاجبه بإستغراب وهي انحنت منه وسحبت فروتها بعصبية : ما تستاهلها
ومشت عنه بدون ما يرد وهو أنصدم : هذي وش فيها ؟ لايكون جنت والا بها متربص
عدل جلسته لما شاف عايض يدخل وبيده صحن الفطور جلس قدامه وقلطه وعبدالعزيز بدا ياكل بهدوء ولكن قاطعه عايض وهو يقول : كلمت ولد الحكيم نطلع للمدينة بعد يومين ، نشوف جرحك وو...
قاطعه عبد العزيز : لا تسلم ، ماني بطالع ولا شيء كفيتو ووفيتو معي ، ولا عادني براضي تكلفون على نفسكم
عايض قال : ولو جرحك لازم نشوف وش وضعه
عبدالعزيز : إزهلها ، جرحي طيّب وبيطيب ان شاء الله ، ولاهو بحاصل لي الا اللي كاتبه ربي
عايض : ولو اني طالع بعد يومين للمدينة سوا معك والا بدونك ، فتعال معي من مرة
عبدالعزيز : لاوالله ماني بمكلف عليك اكثر ، حتى لو كان طريقك واحد ولكن التكلفه مهيب وحدة !
تنهد عايض وهز رأسه بطيب بعد ما أصر عبد العزيز على موقفه وعبدالعزيز رجع يكمل أكله بهدوء
-
-
بديرة الخسوف

دخل سند للبيت والضيقة بلغت فيه ما بلغ ، توه راجع من مجلس الشيخ ، وبث لهم اللي صار معه وكسر ظهورهم ورجع ، ولكنه للحين ما استسلم
لو كان خوييّ عبد العزيز فهو اللي موقن اشد اليقين انه ماراح ينصاب ويروح بالساهل دون بصمة !
ناظر للتلفون ومشى وهو يسحبه لين غرفته
ثم دق الرقم اللي حافظه عن ظهر قلب وماهي الا ثواني ووصله صوت غليظ : هلا من معي
تأفف سند بنفسه وبقى ساكت للحظات ومن سمع صوتها تبسم من بين ضيقه
شروق : سندوه ما تعبت وانت ترد ع هالتلفون ؟ كود انك مسنتر عنده اربعه وعشرين ساعة منتظر اتصال ولا
سند "اخوها " : ماجاني جواب ، خليني اقفل وبس
سحبت السماعه من يده وهي تكشر : اكيد وحده من البنات او احد يبي امي ، شلون تبيها ترد على صوت مثل صوتك
ناظرها بطرف عين وهي ردت بصوت هادي : هلا والله
تهلهل وجهه وأبتسم وقال بهدوء : هلا بك ..
من سمعت صوته أنقلب حالها مية وثمانين درجة لين أستغرب أخوها وقال : من ؟
أنتبهت على حالها وتداركت الوضع وهي ترفع التلفون وتقول بلامبالاه : سحابة ، من بيكون غيرها ؟
سند أخوها ناظرها بطرف عينه وهي تدخل للغرفة
وأول ما قفلت الباب على نفسها وجلست وهي تناظر ليدينها اللي تِرتجف ، رفعت السماعة بحذر وحطتها على إذنها وبِقت للحظات صامتة
بس تسمع صوت أنفاسه اللي تضرب ببعض ، وتنهيداته الضايقة اللي الواضح إنها من جوفه ، رقّ قلبِها لحاله ، كيف لا ؟ وهي اللي تدري من هو عبدالعزيز بالنسبة لسند
كان ساكت ويدري انها بالجهة الثانية حاضِرة وسمع صوت نفسها ، وهالشيء كافيّه وموفيه
وطيّح نص التعب من قلبه ، ومن سمع صوتها وهي تقول : عظم الله أجرك
أخذ نفس وزفره بضيق شديد ، وهي تنهدت وتضايقت من ضيقته : سند ، الحياة كذا ومصيرنا كلنا على هالدرب ، أدري بكمية الضيق اللي بقلبك باللحظة ذي ، موت الرفيق ما ينسي وجعه الزمن ولكن اللي ادري به إنك قوي ،

من قريت الشعر و انتي اعذبهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن