1

109K 740 325
                                    


كل ما عانق نظر عينك قمر
او لئم خدك شعاع من غروب
او نسيم هفهف بشعرك سحر
او تغنى بالهوى صوت طروب
او تبلل كفك بقطر المطر
او تبّسم بالسماء نجم جنوب
او ضحك ورد على عودٍ خضر
او نقل لك نفحة خزامي هبوب
او تهادى موج في شط البحر ينشد الراحة بعد يوم تعوب
او خيال من قديم امسك حضر
يستفز القلب بالصوت العتوب
او تجاسر فكر في ليلة حذر
يسترد الحلم من درب الهروب
اذكريني واستعيديني شعر
صادق المعني ولو وقته كذوب
.
-
{ في آراضي الجنوب وبوسط دِيرة قبيلة الخُسوف وبمزرعة الشِيخ راجح }
رفع رجله وهو يعتدل بجلسته على ظهر فرسه جدِيلة مسح على ظهرها وهو يبتسم ثم رفع يده و شّد رسنها بهداوه لين صارت تمشي ببطء ثم احكم الشدّة بقوة له لين صارت تركض بأقصى سُرعتها وهو محكم قبضة يده على الرسن ، ومستمتع بالشُعور اللي يحس به ، ونفحات النسيم اللي تتدارى على وجهه ، الشعور اللي يحبه ويتجدد الحب له بكل مرة
وبعد ما هدت روحه وإستقرت الطمأنينة بوسط صدره هدأ من قبضه يده ومن شده على الرسن
وبدأت فرسه جدِيلة تهدي من سرعتها إلين تباطأت ووقفت ، نزل بخفة وهو يوقف قدامها ويمسح على شعرها وهو يبتسم : يامهرة العام لا والله وغديتي فرس !
ألتفت على صُوت هادي يناديه ولبّى النداء بطيب خاطر ، وتقدم وهو يتوسّط الجلسة ويجلس برزته المعتادة
رفع"دلة القهوة" وصب له قرب ومد الفنجان له وهو أخذه :
هادي : ماهي من عوايدك ياابو المزن
عبدالعزيز : إسلم يا ابو سحابة ، وش قصدك ؟
هادي : أقصد وجودك بالديّره هاليوم ، خُبري بك تأخذ فرسِك وتهج
هز رأسه بإيجاب لما فِهم قصده وقال وهو يمد له الفنجان : مابه إلا الخِير إن شاء الله ، اليوم ودي أروح لسوق الأقمشة ، خُبري بفهيد ما طل عليه من فترة
هادي وهو يلزم الفنجان ويبتسم ؛ زين ما تسوي تعـ.....
قطع عليهم كلامهم دخول بشرى وهي تركض وتقول وهي تتنفس بسرعه: عبد العزيز إلحق
ناظرها وهو رافع حاجبه : ما قلت لك لا تجرين كذا ؟ ما ودك تتعلمين الركادة والعقالة ؟
بشرى وهي تنفض التراب من على ملابسها : امي ونعمة و عمتي .....
سكتت بسرعه وهي تشوف ملامحه أنقلبت بثواني لما فِهم المقصد بدون ما تكمل و وقوفه العاجل ، سارع خطواته وهو يطلع برى الجلسة ويتجه بسرعه مع بشرى اللي تركض قدامه
{ بديرة الخشوف وببيت الشيخ }

وقف على أطراف الحوش وهو يشوفهم مجتمعين عليها ، مرة أبوه الاولى"نعمة" والثانية"رحمة" وجدته " حكمة " والباقي يناظرون حوالينهم
وقف وهو يغمض عيونه بعصبية قامتة على هالناس اللي ما يخلو ولا يوم يعدي على خير ، أقترب منهم وهم مقفين به وأمه بوجهه ، بقى ساكت
نعمة : ولدش اليوم مهب هنا ، ولا حد بيدافع عنش غير لسانش ، يالله نشوف يالنجّدية وش قولش
رحمة : وهي الصادقة محد بيقدر يرفع لسانه علينا ، وش قولش لامن دريتي انش مثل العلة على قلوب الكل هنا ، لا قبيلة تعزش ولا احد يرزش ، يا زينش منقلعة ، يابنت الحلال ماشفت وحدة ما تحس على دمها مثلش ! عشرين سنة وحن نلقمش الضيم وتأكلينه كأنش تأكلين عسل ما سدش ؟ "كفاك"
نعمة : خليها منش يارحمة ، هذي رخمة لا أهل ولا قبيلة ، ولا عندها أحد تتمارى به ، وزودٍ على كذا تبي تمشي قراراتها علينا
تعبت من كلامهم وقالت بعد ما تنهدت : صلو على النبي ، كل اللي قلته نغير لون هالجدار للون زاهي ، وش فيكم ما صدقتو على الله وقبيتو علي ؟
حكمة وهي تطق عصاها بالأرض : وأنتي من عشان تغيرين ببيتي ، ما خذتي شوري ولا رأيي ، سكت عنش كثير ومثل اللي يقول طالت وشمخّت
لا لون تغيرينه ولا فرشه تنفضينها ولا ...
لفو كلهم بصدمة لما سمعو صوت عبدالعزيز الجهوري اللي سكتهم بحضوره وبكلمة وحدة بس منه : يمه !
رحمة لفت على نعمة بخوف : غض مِداش " دعوة جنوبية " يا نعمة منتي قلتي راح الصبح وش جابه الحين
نعمة قرصتها : وهو كل يوم من هالشهر يروح وش دراني انا ، كأنه حس بها
رحمة بخوف وهي تشوف ملامحه سكتت ولفت لحكمة اللي التزمت الصمت بحضوره
عبد العزيز تقدم ووقف قدام أمه وهو يبوس رأسها بضيق : هو كل ما رحت بهاليوم صارت مشكلة ؟ وبكل مرة بغيابي يصير بش كذا ؟
هزت رأسها بلا وهي تبتسم وهو من أبتسمت عصب أكثر لأنه يعرف أشد المعرفة إنها كتمت كل مشاعرها بالابتسامة ذي
لف بوجهه لهم وهو يقول : تدورن النجدية هذي وش تسوي ؟
لفو له لما سمعوه يتكلم
عبدالعزيز أبتسم وناظرهم بتعاليّ : المزن بكلمة وحدة منها أصف لها قبيلتك أنتي وياها وأصف لها رجالكم من صغيرهم لكبيرهم تتفاخرون بقبايلكم قدامها يعني ؟ بلاكم ما تدرون اني انا عز قبيلتها واهلها وربعها كلهم ، وأتحداكم ، أتحدى كل اهلكم وقبايلكم يصفون بوجهي أنا لحالي ..

من قريت الشعر و انتي اعذبهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن