Untitled Part 1

12.4K 180 7
                                    


خرجت توشكا من عيادة الطبيب وهي سعيدة بحملها
الاول ، نظرت بطرف عينها الى شقيقها آدم الجالس على
الاريكة في غرفة الانتظار ، ينتظرها بقلق .
"ماذا قال لك الطبيب يا توشكا ؟"
" قال ان كل شيء على احسن حال ومن هنا حتى الصباح
يجب ان ألد "
" ماذا؟ يجب ان تدخلي الى المستشفى من الان اليس كذلك ؟"
" نعم ، لقد أصر الطبيب لإدخالي الان وذلك لإتمام بعض
الفحوصات ، ولكن انا فضلت ان القي التحية قبل ان ادخل
الى المستشفى على ناف ، من المحتمل انه عاد اليوم من
سفره لقد طال شوقي اليه يا آدم هيا خذني اليه ارجوك .
كما ان هناك بعض الحاجات الخاصة بالطفل اريد ان آتي
بها "
" الآن في هذه الساعة المتأخرة من الليل يا عزيزتي الا
تستطيعين الانتظار حتى الصباح ؟"
" لا اعتقد ان ناف نائم الآن في ثبات عميق فقد اتصل
بي الساعة الرابعة وهو متعب كثيرا وانا طلبت منه الاستراحة
قبل ان يأتي اليّ "
" حسنا كما تريدين ولكني اتمنى ان لا نزعجه في مثل هذا
الوقت "
" لا تخف ان ناف يحبني كثيرا ولن ينزعج من حضورنا "
"آمل ذلك " قال آدم بسخرية .
لم يكن آدم يحب ناف زوج شقيقته لأنه رجل متعجرف
وكثير السفر لا يهتم بزوجته كثيرا وكان يغضب منه دائما
بسبب معاملته القاسية معها ، بعكسها هي الزوجة المخلصة
الحنونة التي تساعده في تحمل مسؤوليات المنزل وتعمل
ليلا ونهارا كي تحمل ولو القليل من عبء المسؤولية
الزوجية .
" هل انت مصممة يا توشكا على الذهاب ؟"
" ارجوك آدم اريد ان اراه قبل دخولي الى المستشفى
انت تعلم انني سأحتاج الى شهر تقريبا بعد الولادة حتى
استعيد عافيتي"
" حسنا هيا اذاً" قال آدم وهو يتذمر ولكن بحب تجاه
شقيقته الصغيرة توشكا.
توجهت توشكا نحو المصعد وهي تمسك اسفل بطنها
وكأنها تشعر بألم ما .
" ما بك ؟" سألها آدم
" لا شيء اعتقد اننا يجب ان نسرع قليلا "
" هل تشعرين بشيء يا توشكا ؟"
" لا ولكنه مغص بسيط"
" هل هذا دليل الوضع ؟"
" لا اعلم ، لم ألد قبل الان يا عزيزي " ثم ابتسمت
ابتسامة لطيفة وتوجهت نحو باب المستشفى الرئيسي
للخروج وهما متوجهان نحو السيارة في المرآب .
" ألم يقل لك طبيبك يا توشكا ما هي بوادر الوضع "
" نعم لقد قال لي ولكنه قال ايضا ان هذه الآلام تختلف
من امراة لأخرى "
" هذا يعني انه من المحتمل ان تلدي الآن "
" لا يا عزيزي ان الولادة تحتاج لوقت طويل وخاصة اذا
كان الطفل الاول "
" انت المسؤولة يا توشكا انا لا استطيع ان اتحمل ما قد
يصيبك لأنني سأفقد عقلي قبل ان أرى طفلك يخرج بين
يدي "
"لا تخاف هيا انطلق "
انطلق آدم بسيارته السبور الحمراء متوجها الى منزل
توشكا الكائن في منطقة ريفية .
" لقد وصلنا هيا ، حمدا لله انك ما زلت صامدة انا
متعجب جدا كيف سمح لك الطبيب بالخروج يا توشكا ؟"
" لا تخف هيا ساعدني لأنهض من هذا المقعد المزعج
انه منخفض كثيرا "
استدار آدم حول السيارة وتوجه نحو باب توشكا الجالسة
على المقعد الامامي بشكل ثقيل جدا وذلك بسبب ثقل
وزنها وبطنها الكبيرة .
" يا الهي كم انت ثقيلة توشكا ماذا تفعلين كي تكتسبي
هذا الوزن ؟"
" انه وزن الطفل يا عزيزي ولا تسخر مني ثانية انا لست
سمينة "
"بالطبع انت نحيفة جدا ولكن ليس الآن بالتاكيد "
نظرت توشكا الى منزلها وهو كناية عن فيلا صغيرة وسط
اشجار باسقة وهي جميلة جدا .
" يبدو ان ناف ما يزال ساهرا يا توشكا انظري الى الاضواء
في المنزل لا تزال مضاءة "
" لا بد انه قلق عليّ "
" لا اعتقد هذا ولو كان كذلك لأتصل بك او جاء الى
المستشفى للأطمئنان عليك على الاقل "
" ماذا تقصد يا آدم ؟"
" لا شيء انت تعلمين ماذا اعني "
" نعم انا أعرف انك لا تحب ناف ،لأنه ....لأنه
يعاملني بقسوة ولكنني احبه "
" لماذا تحبينه ، انه ...يا الهي أكاد اتفوه بكلمات
نابية "
" هيا ...لا تضف كلمة اخرى هيا ساعدني كي ندخل
معا "
تقدمت توشكا بخطاها الثقيلة وهي على وشك ان تلد
ولكنها لا تشعر بأن هذه الآلام الخفيفة التي تنتابها من وقت
لآخر هي دلائل الولادة كانت تعتقد انه مغص طفيف .
عندما وصلت امسكت المفتاح وفتحت الباب بلطف
وهي تريد ان تفاجئ زوجها وحبيب قلبها بوجودها .
دخلت مع آدم وكانت الانوار في الصالون مضاءة بشكل
قوي وكأن هناك حفلة ما .
بعد ثوان قليلة تقدمت توشكا وهي تبتسم لآدم وتقول
له
"يبدو ان ناف كان لديه ضيوف "
" اتمنى ان لا يكون لديه احد" قال آدم وهو يعلم ان ناف
رجل زير نساء وكان يحذر شقيقته دائما منه ، وخاف ان يكون
في احضان امراة ما في هذا الوقت .
صعدت توشكا الى غرفتها وكانت تسمع بعض الاصوات
وفكرت في سرها انه ربما يستمع الى التلفزيون .
عندما فتحت باب غرفة النوم نظرت بعيون مندهشة
وصرخت بأعلى صوتها صرخة نابعة من القلب حتى كادت
ان تقتلها .
" يا ....الهي ..."
ثم وقعت على الارض مغميا عليها .
كان ناف عار تماما من ملابسه وهو في سريره يضاجع
امراة جميلة جدا شقراء وكانت الخيانة تفوح رائحتها في
ارجاء الغرفة .
" سوف اقتلك ايها المجرم اللعين ، " قال آدم وهو يحمل
توشكا بين ذراعيه .
" يا الهي ما الذي اتى بها الى هنا " قال ناف
" هيا ساعدني كي انقلها الى السيارة انها تنزف انظر الى
الدماء التي تنساب من سيقانها " قال آدم وهو غاضب جدا
ولكنه بحاجة للمساعدة قبل كل شيء لإنقاذ توشكا .
" سوف ترى لاحقا ايها البغيض سترى "
" انا ....انا لم اكن .."
" اصمت والا حطمت راسك " قال آدم وهو يحمل
توشكا بين يديه .
" هيا أحضر السيارة الى هنا ايها الحقير "
قال آدم لناف بغضب وحقد والنار تكاد تخرج من عيونه .
وضع توشكا في سيارته وهي تتألم وتصرخ من شيء ما
في اسفل بطنها .
" يا الهي ان الطفل يكاد يخرج " قالت السيدة الشقراء
التي ارتدت ملابسها فور وقوع توشكا على الارض وعملت
على مساعدتهم.
" انا آسفة جدا ....با الهي ما هذه الورطة التي اوقعت
نفسي بها " قالت السيدة الشقراء .
" سوف تدفع الثمن غاليا يا ناف اذا حدث شيء ما
لتوشكا انا احذرك "
" يا الهي " قال ناف وهو يصلي كي يصلوا الى المستشفى
قبل ان يخرج الطفل الى الوجود .
عندما وصلت السيارة الى المستشفى اسرع ناف لطلب
المساعدة .
أحضرت حماله الطوارئ ، ووضعت توشكا عليها واسرع
بها الى غرفة العمليات وفي هذه الاثناء كان آدم يزمجر
غضبا ، عندما دخلت توشكا الى العناية الفائقة ، واغلق
الباب عليها ، امسك آدم ناف من عنقه وراح يلكمه لكما
مبرحا حتى سالت الدماء من وجهه .
اندفع بعض الممرضين والأطباء كي يبعدوهم عن بعض .
" سوف ترى يا ناف اذا حدث شيء ما لتوشكا "
ثم استدار ناف مع الممرضة وذهب كي يمسح جراحه
التي سببها له آدم .
" اني احذرك من العودة هيا ارحل من هنا قبل ان
تستيقظ توشكا واسرع في معاملات الطلاق لأنها لن تنتظر
خروجها كي تتخلص منك هيا ارحل من وجهي "
ثم راح آدم يخطو بخطوات ثقيلة ذهابا وايابا وهو ينتظر
على باب غرفة العناية الفائقة ينتظر خبرا مطمئنا عن توشكا
الغالية

رواية شفاه ممزقة    لازو كاوود روايات عبيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن