غادر بعد كلامه وأنا أخذت نفس عميق وسقطت على سريري، مازلت أفقد السيطرة على خفقاتي في كل مرة أتذكر أفعاله، هذا الرجل فقد صوابه، ما الذي سيمنعه من تخطي حدوده في المستقبل!

نهضت باِستعجال وأخرجت المفتاح من مخبئه عازمة على التخلص من هذا الكابوس.

حل الليل واختفت أصوات من في القصر وأُقفِلَت الأبواب، أوشكت على تنفيذ خطتي، كنت على بعد خطوتين من الحمام قبل أن تفاجئني الخادمة وتدخل غرفتي حاملة شيء ما بيدها وبجانبها رجل يرتدي غطاء رأس أسود.

وضعت الشيء على الطاولة بجانب السرير وقالت "هذا سيساعدكِ لتهربي" غمزتني قبل أن تخرج من الغرفة دون أن تقفل الباب وبقي الرجل هناك، كنت مصدومة من فعلتها، كانت تعرف من البداية أني سأهرب! ولكنها لم تخبر أحد.

الرجل رفع يده وأنزل الغطاء، صُدِمت لرؤية مارتن أمامي يبتسم باِستمتاع.

"مرحباً! هل تريدين توصيلة؟" حادثني مع تلك الإبتسامة على وجهه لأتفوه "ماذا تفعل هنا! لماذا تساعدني، لماذا الآن، كيف!؟"

همهم قبل أن يجيب "ليس لدي شيء أفضل لفعله، بالإضافة إلى أنه لمن دواعي سروري أن أُبعِد كايلر عن حُبِّه"

تجاهلت كلماته الأخيرة قائلة "وكيف ستساعدني"

"بصدر رحب وبذراعين مفتوحتين" تحدث وبدون سابق إنذار حملني وركض بسرعة خيالية إلى الخارج، كنت أتمسك برقبته ونحن نخترق الهواء، كان سريع جداً لدرجة أصابتني بالدوار، كانت معدتي تحترق وجفوني تُغلق وحدها، لم أستطع مقاومة الأمر ولم أفهم ما يحدث لي، لا بد أنها واحدة من ألاعيب مصاصي الدماء، أغمضت عيني وغفوت على كتفه رغم الهواء البارد الذي يصفعني.

استيقظت على صوت ماتيلدا، فتحت عيني ولم أجدها، نظرت حولي باِستغراب ممسكة برأسي، كنت في غرفة صغيرة ذات جدران خشبية وسجادة من فراء الدب الأشهب.

أدركت وجود بعض الموسيقى الهمجية، وأدركت أيضاً أن شخص ما على وشك دخول غرفتي، فُتح الباب ليرتفع صوت تلك الموسيقى المزعجة، ارتمى مارتن داخل الغرفة وأغلق الباب خلفه قائلاً "أنا واثق أنكِ نمتِ جيداً بعد كل هذا الوقت! لكن رغم ذلك هل تشعرين بخير؟"

أخذت نفس عميق قبل أن أقول "هل كان هذا النوم واحد من ألاعيبك؟ عرفت الآن لمَ تغير طعم كل شيء فجأة"

"طبعاً، توقعت أن تعرفي، لقد اتقفت مع الخادمة لأجلك، لكنك مثل دب لم تنامي بسرعة بعد قطرتي منوم في طعامك"

لم أعرف إن كنت بموقف جيد حتى أغضب عليه، حادثته محاولة الوصول إلى إجابة مُقنعة "ولماذا قد تفعل شيء كهذا؟ لماذا لستُ في بيتي بعد؟"

هز رأسه وهمس "فعلاً..."

"هل هذه إجابة؟"

"لا ولكن دعيني أعرّفكِ على المكان والجميع هنا وستفهمين القصة"

|| مفتون ||Where stories live. Discover now