-10- الـ منطقة

Depuis le début
                                    

"لا!"
هتف سريعاً، جسده بأكمله يتجه نحوي.
"لا أحب أن الناس دائماً يظنون أننا نفعل، نحن لسا توأم أو في العمر ذاته في المقام الأول."
أشار لنفسه مضيفاً:
"هو يكبرني بعامين أما أنا فهو الأصغر."
عبث بأصابعه مشيحاً بخجل ما أن أدرك كيف تعالى صوته لإنفعاله.

لاحظت... بل علمت من اللحظة الأولى التي كان يقف فيها وحده وبعيداً، يفكر مرتين قبل أن يقترب. سلوك يميل الأشقاء الأصغر لاعتماده فراحتهم بالتصرف أو الكلام تعود لوجود أخيهم الأكبر بقربهم غالباً.

"أفهمك."
عقدت أناملي أمامي أشرح قصدي فاستمع باهتمام.
"المثل معنا، ليس لأننا عائلة واحدة يعني أننا نفكر بذات الطريقة، قد نمتلك الكثير من القيم والعادات المشتركة لكن لكل منا جوهره المميز."
كين حدق بي بعيون فضولية، لا أدري إن كانت كلماتي كبيرة وصعبة الفهم أو ما إن كان يحاول هضم ظنونه الخاطئة عنا لكني لن أضيف المزيد للآن، سأدع القليل من التفاصيل ليقلبها في دماغه.

"كين!"
هتاف قريب لفت أبصارنا وكلانا نظر نحو الاخ الأكبر الذي جاء يركض بحثاً عن أخيه.
"طاب يومك مينرڤا!"
ألقى ترين التحية بعلو ما أن وقع بصره علي فبادلته إياها بواحدة مني وابتسامة جعلت أسارير وجهه تتفتح بالمثل.

"علمت أنك هنا، أمي كانت تبحث عنك فدرسنا سيبدأ قريباً."
تخصر الكبير أمام الأصغر الذي شهق ونظر لساعة الحائط التي تدلت بأحجار كريمة من على الحائط المقابل لبقعتنا.
"لم ألحظ!"
حرك ساقيه مستعداً للركض لكنه ودعني أولاً كما فعل أخوه ثم اختفيا في نهاية الممر لأتحرك بدوري من بقعتي نحو مكتب السيد شتيفان.

.
.
.

تعرفت في الأيام الماضية على الأجواء بين الخدم وحفظت ردهات قصر الظلال الكثيرة وتعلمت القليل عن عائلة مودياس، خاصة الأب شتيفان وابنته الكبرى هايزل اللذان كنت قد جالستهما في مكتب الأخير لبضعة ساعات كل يوم.

كان شتيفان مسؤولاً عن تسيير أمور البلاد بشكل عام وشامل، كرئيس منتخب تقريباً، فعائلة مودياس انتمت لما يمكن تلقيبه بنخبة عائلات سحرة الظلام في الأوقات القديمة والعائلة الوحيدة التي لم تندثر مع السنوات الطويلة رغم الأحوال التي عاشوا فيها.

"تريد مني تقييم ما تمتلكونه في مكتبة القصر الشرقية؟"
أزحت كتاباً عن الأدوية العشبية التي يمكن صنعها من نباتات السهول التي تنمو في أراضيهم الغربية كنت قد قررت الاطلاع عليه من أمام وجهي ووجهت بصري نحو السيد شتيفان الذي كنت أتجاذب أطراف الحديث معه في مكتبه.

"أجل."
أجاب باختصار وبسمة على ثغره إذ كان قد نطق بسؤالي كإفصاح واضح سابقاً بالفعل.

تحركت على الكنبة الجلدية بشيء من التوتر.
"لما أنا؟ أنا لا أمتلك المعرفة الكافية لتقييم أهمية بعض المستندات الأصلية."
تحدثت بصراحة وموضوعية، ربما أكون ريغان لكنني لست ملمة بتاريخ ثقافتهم وعلومهم.
"ربما يستطيع بعض المدرسين في الأكاديمية المساعدة بمثل هذا الأمر المهم."
طرحت عليه الفكرة، رغم أنهم لا يسمحون لأحد بدخول أراضيهم إلا أن سحرة النور يعتبرون من بني جلدتهم في نهاية المطاف ومن يدري...ربما هكذا زيارات تكون بداية إنهاء خلاف قديم، فبعكس الأجناس الآخرى لا يمكن فصلهم عن بعضهم ثم إقناعهم بالنسيان لأنهم يتشاركون العالم الموازي أولاً ولأن سحرة الظلام مازالوا يعيشون في ذكرى الماضي الأليم ثانياً.

بـومـة مينـرڤاOù les histoires vivent. Découvrez maintenant