الفصل 15

32 0 0
                                    

فتحت همسه عيناها وتحدثت بصوت متعب وقد تساقطت دمعاتها : بابا ، عاوزه بابا

هشام اقترب منها يمسح دمعاتها وبصوته الذي انتفض خوفـًا وامتلأ حبـًا : همسه خالي بخير وچاي دلوك ، اتحدتي متسكتيش ، والله موتيني رعب عليكي

صرخت همسه : بابااااااا ، لأ بابااااااا متسبنيش وتمشي بابااااا
هشام : اهدي يا همسه ، خالي بخير
سمعت الممرضه صراخها فأسرعت متوجهه لغرفتها : من فضلك خليك برا
دمعت عين هشام وتركها وخرج من الغرفة وقد احترق قلبه خوفـًا عليها
اتصلت الممرضة وابلغت الطبيب

واتصل هشام بأدهم : إلحق يا خال همسه فاقت وبتصرخ وبتدور عليك

أدهم : چايين حالاً ، اقفل ، اقفل

يالا يا حنين : همسه فاقت
اسرعوا معـًا متوجهين لغرفتها
وصل الطبيب وطلب من أدهم الاسراع في الدخول لها حتي تراه لتهدأ
دخل أدهم بصحبة حنين واقترب من همسه التي أغرقت الدموع وجنتيها ولكنها سريعـًا ما انتابتها حالة من الذهول ثم صرخت : بابا ، بابا حبيبي
اقترب منها يحتضنها : متخافيش يا همستي ، آني چارك أهه وبخير يا قلبي ، أهدي ، أهدي

همسه : الحمد لله ، الحمد لله ، يعني انا كنت بحلم صح ، وانت كويس وعايش

أدهم : لاه انتي مكنتيش بتحلمي ولا حاچه ، ديه كان حقيقة و كان عيار طايش وصاب الغفير ، آني بخير وقدامك أهه
هدأت همسه ونزلت دموعها : أنا كنت خايفه تمشي وتسبني يا حبيبي

ضحك أدهم ومسح دمعاتها : عمر الشقي بقي يا همستي ، يالا قومي خلينا نرچعوا نطمن چدك وچدتك

الطبيب : بعد اذنكم ، انتظروا برا دقيقتين ، هنعيد الكشف وقياس الضغط ونكتب علي خروج

حنين بقلق : يعني هي هتخرج معانا ولا لأ يا دكتور ؟؟

الطبيب : ان شاء الله  ، بس نطمئن ان الحالة استقرت

أدهم : ان شاء الله يا داكتور ، يالا يا حنين نخرچوا ننتظروها براا

خرجوا ليجدوا هشام يحاول أن يخفي دمعاته مسرعـًا إليهم : هاه يا خال ، طمني

ادهم : الحمد لله يا ولدي ، اتحسنت وهديت وهتخرچ بعد شوي بس الداكتور بيطمن عليها

ابتسم هشام وتنفس الصعداء : الحمد لله ، حمدلله علي سلامتها

بعد دقائق أمر الطبيب بخروجها مع كتابة بعض الادوية المهدأه ستستمر همسه في تناولها لفترة قصيرة
عادت همسه للبيت فأسرع إليها حمزه يحتضنها ثم غنيه : بتي ، بتي ، بت الغالي ، حمدلله علي سلامتك

فضه : حمدلله علي سلامتك ، أكده تخوضينا عل القمر

لاحظت همسه وقوف عبد الكريم ينتظرها أن تذهب إليه فأسرعت له ، فتح لها ذراعيه فإختبأت بداخلهما وهي تبكي : جدو حبيبي

عبد الكريم : حمدلله علي سلامتك يا غاليه يا بت الغالي ، متبكيش يا بتي ، الحمد لله قدر ولطف ، يالا چهزوا الوكِل خلو همسه تتقوت زين

ضحكت همسه : حاضر يا جدو ، هآكل كتير

عامر : كُلي يا بت اخوي اللي تشتهيه ، المهم انك بخير

جميله : كنها الحالة العصبية بتخف بالوكل ، يالا تتمسوا بالخير ، أدينا اطمنا عليكي ، حمدلله علي سلامتك ، آني طالعه انام ، بالحق مصطفي اتصل وهيسلم عليكوا

همسه : انا هطلع اغير هدومي وانزل تاني ويكون الاكل جهز
حنين : يالا خوديني معاكي
________________________
حنين صعدت لغرفتها وحين خطت قدماها بالداخل أعلن هاتفها عن استقبال اتصال ، اسرعت لتتفقد من المتصل  فوجدته غير مسجل ، أيقنت انه هو ، فأجابته : ألو ، مين معايا ؟؟

......... : معقولة لحد دلوقت معرفتيش صوتي ؟؟

حنين بضيق : لأ ، معرفتش ، ممكن تقولي حضرتك مين وعاوز إيه بالظبط ؟؟

......... : انا يوسف يا حنين ، أما عاوز إيه فعاوز كتير ، عاوز علي الأقل تمن رجلي اللي بقيت أمشي عليها أعرج بسبب جوزك

حنين : أدهم معملش فيك حاجة علشان تطلب تعويض

يوسف : هو اللي رماني وسابني ف الصحراا وانا دلوقت عاوز حقي ، عاوز مليون جنيه بدل ما أحسره عليكي أما يشوف ڨيديوهات للست حرمه المصون وهي ف حضني وبدل ما احسرك عليه وده سهل اوي عندكم

حنين : أنت أحقر انسان أنا شوفته ف حياتي ، اقفل واحسنلك متتصلش هنا تاني بدل ما اخليه هو يحسرك علي نفسك مش علي رجلك بس

يوسف : هسيبك عشر أيام وهرجع اكلمك تاني تكوني دبرتي المبلغ ، سلام يا حلوه

حنين تتحدث لنفسها : ده اكيد اتجنن ، ڨيديو إيه ومليون جنيه إيه ، مفيش قدامي حل غير اني أقول لأدهم بس يومين كده تكون همسه اتحسنت
__________________
في صباح اليوم التالي استقبلت همسه اتصال من مصطفي : ألو ، همسه ، طمنيني عنيكي ، انتي كويسه ؟؟

همسه : ازيك يا مصطفي ، انا الحمد لله كويسه بخير ، احسن من الاول كتير

مصطفي : أكده تقلقيني عليكي ، يا بت امسكي نفسك شوي ، ديه انتي بت ادهم عبد الكريم القناوي اللي اسمه بس بيتهزله شنبات ورچاله طوال عراض تبقي خايبة أكده ، شدي حيلك ، عاوز أما آچي ألاقيكي زينه ، اومال آني مين هيساعدني في موضوعي ؟؟

ضحكت همسه : طيب مش لما اعرف الاول إيه موضوعك ابقي اساعدك

مصطفي : ما آني هحكيكي اهه ، شوفي يا ستي آني ركبت القطر ..............
وبس اكده اخدت منها رقم التلافون بالعافيه بس مَعرِفش اتصل بيها لحد دلوك ، مَعرِفش ظروفها إيه ومعوزش اسبب لها قلق ومشاكل

همسه : طيب اساعدك ازاي انا ؟؟

مصطفي : هتتصلي انتي بيها وتطمنيني عليها وتتعرفي عليها ، انتوا بنته مع بعضيكم وهتعرفوا تتفاهموا لحد اما انزل آني واعرف اتحدت وياها وقوليلها آني هتصل بيها بكره ذي دلوكت ، خليها تحاول ترد عليّ

همسه : ماشي يا عم الولهان امري لله هات الرقم
مصطفي : الرقم ........ اتصلي بيها دلوك وآني هرچع اكلمك تاني اشوف عملتي إيه ، ماشي
همسه : ماشي ، سلام
__________________
اجرت همسه الاتصال مع وسام
همسه : صباح الخير ، الآنسه وسام معايا ؟؟
وسام : صباح النور ، آه أنا وسام ، مين حضرتك ؟؟
همسه : انا همسه بنت عم مصطفي اللي اتعرفتي عليه في القطر ، افتكرتيه
وسام : آاااه مصطفي ، آه طبعـًا افتكرته ، هو عامل إيه ، هو قالي انه رايح الجيش

همسه : هو فعلاً ف الجيش وكان عاوز يطمن عليكي بنفسه بس خايف يعملك قلق علشان كده قالي أكلمك أنا واطمنه ولو ينفع هو يكلمك بكره ذي دلوقت ؟؟

وسام : خلاص سلمي عليه وقوليله اني منتظراه بكره ان شاء الله
همسه : خلاص هبلغه ان شاء الله ، سعيده اني اتعرفت عليكي ، سلام
وسام : انا أسعد ، سلام

دقائق واتصل مصطفي بهمسه
ألو ، كلمتك لقيت الخط مشغول ، هاه كَلمتيها ؟؟
همسه : كلمتها يا سيدي وهي كويسه وبتسلم عليك ومنتظراك بكره تكلمها ، أي خدمات تانيه ؟؟

ضحكت مصطفي : نخدموكي ف الافراح يا بت عمي ، ألا بالحق هشام اخباره إيه وياكي ؟؟

همسه : مفيش جديد ، بس أنا فتحت عيني ف المستشفي لقيته واقف قدامي ومش فاكره حاجة تانية من كتر العياط ، بس هو كان قلقان عليا أوي ومازال

مصطفي : ربنا يطمن القلوب ، ماشي هقفل دلوك وهبقي اكلمة تاني ، سلام
____________________
احمد : كيفك يا صاحبي ؟؟

هشام : ازيك يا احمد ، إيه اخبارك ؟؟

احمد : بخير الحمد لله ، كتبنا الكتاب خلاص

هشام : ألف مبروك يا صاحبي ، چواز الدهر انشاله

أحمد : الله يبارك فيك ، بس أنت مالك حزين اكده ، في حاچه ف صوتك قلقاني

هشام : لاه ، مفيش حاچه ، همسه كانت تعبانه شوي وانا قلقان عليها

احمد : ربنا يشفيها ويعافيها بإذن الله ، طيب روح ارتاح وهبقي اكلمك وقت تاني
____________________
امضي مصطفي ليلته يناجي القمر وينتظر الساعات تمر حتي يسمع صوت من اخترقت جدار قلبه ونفذت إلي نبضاته وسكنت إليها لتبقي إحداها
فارق النوم مقلتاه فتح هاتفه وتصفح مواقع السوشيال ميديا فوجد هشام قد أشار إليه في قصيدة من قصائده كعادته وحين وقعت عينه علي الكلمات الاولي ، تخيل نفسه مع وسام ويحكي لها عن حاله

فقد كتب هشام
بكلم ربنا عنك .. وبدعي تكوني من حظى
وقسمة قلبي ونصيبه
لقيتك حلم ..مش ناوي اسيبك انت وﻻ اسيبه
يا وردة ف قلبي بتفتح .. جنايين رقة وطيابه
مكنتش ناوي اتعلق .. وشوفتك فاجئة فاتعلقت
مخدتش وقت
يا دوب شايفك ومعرفتكش..مشيت من المكان اشتقت
لقتني سألت عن أسمك .. وعن سنك
وعن  اللي  ممكن يعرفوه عنك
وعن بيتك واصحابك ..وسهم فراق زمان صابك
وواحد كان زمان عاشق .. لكن وقت اللزوم سابك
لقتني طفل علي بابك
وايدي ع الجرس بترن
لقتني برغم تقلي بزن
وبسأل عن معاد يمكن تكونى بتيجي فيه ..فآجي
لقيتك مرضي وعلاجي ..وسكن الدنيا دي وتاجي
بعود منك إليكي وأحن
كأن الدنيا دي بتحلو لحظة ما تبتسملي
كأنك وشم علي جسمي
وحبك ف الوريد بيزيد
بنظرة عين ومسكة إيد
انا محتاج ﻷسم جديد
نسيت ف هواكي إيه اسمي
تخيلتك معايا ف بيت ..ولينا عيال بتشبهلك
تخيلتك معايا بتمشي رحلة عمري علي مهلك
يا حب العمر ..يا أجمل زهرة ف البستان
يا حزنى اللي انتهي بفرحه
يوماتى علي الله بتخيل ملامحك وانتى بالفستان
ولبسه الدبله والطرحه
وايدك ماسكه ف ايدي ..بدون ما نخاف من النظرات
كسرت انا وانتى قانون ..بيقول ان البشر فترات
بقيتي العمر ..مش فترة بنعرف فيها ناس وتغيب
وقلت برضوا هفضل اقول ..نصيبي وانتى احلي نصيب
فسيبي لربنا الترتيب..واوعي ف يوم يسوء ظنك
ده انا والله يوميا .."بكلم ربنا عنك"

مصطفي تحدث لنفسه : وكأنك بتتكلم عن حالي يا واد خالتي
مرت الساعات واتصل مصطفي بوسام ، انتفض صوته حين سمع صوتها تجيبه : احم ، احم ، أاااااا ، آني مصطفي ، الآنسه وسام معاي ؟؟

وسام بخجل : آه ، أنا وسام ، ازيك ؟؟

مصطفي : آني بخير الحمد لله لما سمعت صوتك ، وهنزل الاسبوع اللي چاي قنا عشان رمضان هنآخد أچازه كام يوم  وراچع تاني عشان الاچازه اللي بعدها آخر رمضان وهقضي العيد ف قنا ، هو آني ممكن أشوفك تاني قبل ما اسافر

وسام : هاه ، هاه ، لا ، تشوفني فين ؟؟

مصطفي : طيب ومالك خوفتي اكده ، آني مقصدتش حاچة ، آني كنت عاوز اطمن عليكي وسلم عليكي قبل ما اسافر ، وممكن أشوفك ف الچامعة وسط اصحابك ، لو هتوافقي ، هما دقايق مش هآخد من وقتك كتير ، هاه إيه رأيك ؟؟

وسام : طيب خلاص ، طالما ف الجامعة مفيش مشكلة ، هنتظرك ، النهارده الثلاثاء ، ممكن السبت إيه رأيك ، هتكون أخدت الاجازة

مصطفي : آه هآخد أچازه الچمعة ومش مهم أسافر علي طول هقعد لحد السبت أشوفك وبعدها أسافر

وسام : خلاص اتفقنا ، سلام
مصطفي : طيب أنتي ليه مستعچله اكده ، هو آني ممكن اكلمك واتس علي الرقم ديه ولا يضايقك ؟؟

وسام : لا مفيش مشكله ، خلاص خلينا نتكلم واتس احسن ، سلام
______________________
انهي معها الاتصال وفتح التطبيق وبدأ يتحدث إليها وتعرف كل منهم علي الآخر ، ظلوا يتحدثوا ويقتربوا من بعضهم يومـًا عن يوم أكثر فأكثر إلي أن جاء يوم السبت وتوجه مصطفي لمقابلتها ومنذ أن وقعت عينه عليها : آني مش مصدق عيوني ، أخيرًا شوفتك تاني كنه ربنا راضي عني
امضي معها وقتـًا طيبـًا وفي نهاية المقابلة سلم عليها ووعدها بالإتصال بها

وسام : هتكلمني واتس وأنت ف الطريق عشان اطمن عليك ؟؟

مصطفي : أكيد ، هكلمك طول الطريق ، سلام دلوك عشان ميعاد القطر

وسام : سلام ، هستناك ، خلي بالك علي نفسك

مصطفي : ان شاء الله ، سلام
آااااه ، نسيت اقولك حاچه مهمه چدًا
وسام : إيه هي ؟؟
مصطفي : هتوحشيني
احمر وجه وسام خجلاً وانتفضت يداها : وانت ، يالا بقي سلام هتتأخر

انصرف مصطفي بعد أن تعلق قلبه بذات الملامح الضاحكة ، وصل لمحطة القطار وأرسل لها رسائله وف ختام الرسايل أرسل لها مصطفي قصيدة الشعر التي كتبها هشام
وارسل لها رسالة اخري واخبرها انها لأبن خالته ولكنه شعر أنه يتحدث عنه
قرأتها وسام وارسلت له رساله : الله كلامه جميل جدااا
بس انت كده فعلاً
مصطفي : آه ، آني آكده فعلاً ، بقول إيه
وسام : إيه ؟؟
مصطفي : ممكن اكلمك فون ؟؟
عاوز اتكلم معاكي والله اشتقت اسمع صوتك
 
وسام : ماشي ، اتصل

اتصل بها مصطفي : ألو ، أولاً وحشتيني
ثانيـًا : من غير لف ولا دوران قلبي اتعلق بيكي من يوم ما شوفتك وعاوز اتقدملك واكمل حياتي چارك ، بس لو ديه 
حوصل سيادة اللواء هيوافق تآچي تعيشي ف قنا

وسام : مش عارفة هو الموضوع صعب وكمان ماما صعب جدًا تسبني اعيش بعيد عنها

مصطفي : طب والحل ؟؟
وسام : ............
#يتبع

همسة حنين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن