الفصل الثالث والثلاثون : قلوب تائهه

Start from the beginning
                                    

أخلت حلقها وزفرت عدت مرات متتاليه ، وأجابته بنبره هادئه.

"ألو.."

أتاها صوته من الجهه الأخرى مرحباً بها ببشاشه.

"أهلاً أهلاً ، والله أنا سعيد أنى سمعت صوتك ، خصوصاً إن أخر لقاء بينا كان مش ألطف حاجه"

لعنت ذاتها داخلياً فهو يتذكر كل شئ بالفعل ، حاولت تشويش الحديث ، وسألته مباشرةً .

"باللنسبه للأدويه اللى حضرتك كتبتهالى ، أخدها كام مره بالظبط وهل العلاج ده دائم ولا لفتره معينه؟!"

شعر قاسم بأنها تتهرب منه ، فقرر مجاراتها فى ما تفعله مجيباً أياها بسرور.

"بصى هو حالياً هتاخدى الأدويه دى بإنتظام ، حبيتين من البرشام بعد كل وجبه ، وباللنسبه لدوا الشرب ، فده تاخدى منوا معلقه كبيره لو حسيتى بألم فى المعده ، والعلاج ده هتمشى عليه لغايه ما تخفى خالص بإذن الله ، ملوش مده يعنى على حسب أستجابه جسمك"

أكتفت بالإماء وكأنه يراها وهى بالأساس لم تركز على أى كلمه مما قالها ، كل تركيزها ذهب لنبره صوته الرخيمه وتحكمه فى إنفعالاته ، حيث أنه يكون مرحاً وحينما يتحدثان فى مجال عمله يتحول لشخصيه مثقفه وهادئه ، يا له من مزيج غريب ورائع ، أعادها للواقع بندائه لها عدة مرات فحمحت بحرج لإيقانها أنها شردت تماماً .

وتحدثت بنبره منخفضه.

"متشكره جداً يا دكتور قاسم ، وأنا أسفه لو أزعجت حضرتك أنا بس عشان رجعنا مصر فجأه فحبيت أكلمك وأفهم منك لأنى مكنتش هعرف اقابلك وكدا و...."

قاطعها وصاح فجأه بعدم تصديق.

"مش معقول أنتى رجعتى القاهره!!؟ ، ده أنا كمان نقلوا شغلى للقاهره ، شوفى سبحان الله على الصدف"

شَتَّان ما بينَنَا (مكتملة)Where stories live. Discover now