أية الغيث ( الجزء الثالث من غروب الروح )

ابدأ من البداية
                                    

💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔
( بقلمي الشيماء )

كانت تقف خلف الستائر تنظر لابنها بحب وحزن .. حتى الان لا تصدق بان طفلها الصغير قد كبر كل هذا ... يا الله كيف مرت تلك السنوات بسرعة ، من يصدق بان غيث اليوم خطوبته ..
ذلك الأبله الجاهل .. هذا ما تمتت به بداخلها ، فهي ترى بان تلك الفتاة لا تناسبه ابدا .. لم تحبها من البداية عكس الجميع الذين انبهروا بجمالها .. ولكن الجمال ليس كل شيئ منذ رؤيتها اول مرة وهي لم تحبها ولم تحب عائلتها .. هي لا تليق بابنها ابدا .. ذلك الأحمق كيف له ان لا يشعر بحب تلك المسكينة .. اه ما أقسى ما تعانيه تلك الأية
منذ طفولتها وهي هائمة بابنها الذى لم يرى عشقها  ولم يشعر به .. رغم هدوئها وكتمان حبها له .. ألا انها استطاعت ان ترى الحب بأعينها ، وكم كانت سعيدة فهي تحب تلك الفتاة من طفولتها كيف ولا وهي قد تربت على يدها .. فأية رغم انها ليست ابنة المى الا ان الجميع يحبها يكفي بانها ابنة جاد رفيق زوجها المخلص .
_ انتي هتفضلي تبصي من الشباك لإمتى
التفت لترى ألمى تتقدم منها :
_ خلاص بقا يا سلمى ...
_ شايفة يا ألمى ابن اخوكي عمل الي بدماغوا وخطبها
_ غيث بحبها يا سلمى كفاية بقا واتقبلي الفكرة دي
_ حتى انتي يا ألمى
_ سلمى يا حبيبتي مش معني انو اية بتحبوا يكون هو كمان بحبها ملهمش نصيب يبقوا مع بعض
_ اوكي بس بردك البنت الصفرة دي مش لايقة على ابني
_ ههههه الصفرة بقى الست هايدي بقت صفرة
_ امانة عليكي يا شيخة متفكريني باسمها المايع مش كفاية لبسها وشعرها الي فرحانة بيه ... انا مرات ابني تكون بالمنظر دا
_ غيث قلك انو هيحاول يقنعها بالحجاب لقدام
_ وانتي فكرك هتقبل انتي مش عارفة حياتها ازاي ... دي مقضياها سفريات وسرمحة مع صاحبتها طول الليل وفي النهار نايمة.. تنام عليها حيطة البعيدة
_ ههههههه عمرك ما هتتغيري يا سلمى مافيش فايدة فيكي
_ واتغير ليه يا قلبي انا زي مانا بحبش العوج والبت دي عقربة ومش بنت عيشة
_ انتي بتقولي كدا علشان كنتي راسمة انو غيث لأية علشان كدا مش متقبلاها ومش هتتقبلي اي وحدة غيرها
_ لانو اية هي اكتر واحدة تليق بابني صدقيني
_ القلب وما يريد بقا .. وابنك حب هايدي نعمل ايه بقا
_ حبه برص ابن ابوه
_ ذنب ابوه ايه بس
_ ليث
اتجه ليث اليها ووقف امامها وقال :
_ بدخليني بالموضوع ليه
هتفت بشراسة به :
_ علشانو ابنك .. عنيد زيك وساعات ببقى غبي وبفكرش
قالت كلامها ثم استدارت تنظر من النافدة بغضب
_ ههههه راحت الهيبة انا بقول انزل اشوف المعازيم واسبكوا لوحدكوا
ليث بمزاح  :
_ خدي الباب بايدك يا اختي العزيزة
_ هههه ربنا يقويك
غادرت ألمى الغرفة وبقى ليث مع سلمى ...
اقترب ليث منها وحضنها من الخلف يستنشق رائحتها التى اصبحت ادمانه وقال:
_ وحشتيني على فكرة.   بقالك فترة زعلانة وبعيدة عن حضني معقول هنت عليكي كدا علشان تبعدي عني
ذلك الليت ... وآه من الليث وأفعاله .. لم يتغير معها طوال تلك السنوات .. كان لها دائمن الدفئ والأمان وهي أيضا تعني له الكثير .. فهي تعلم انه يعشقها بجنون ولا يستطيع العيش بدونها ابدا .. متعلقآ بها كأنه طفل صغير .. وزاد تعلقه بها بعد وفاة والدته التى لم يسطتع ان يكمل حياته معها فقد عاد لها ذلك المرض الذى كانت تعاني منه ليأخذها منهم ... ما زلت تتذكر كيف كانت حالته بعد موت والدته وكيف عانت معه الكثير لتستطيع ان تخرجه من أحزانه ..
التفت له وقالت بضيق  :
_ على فكرة الي بتعملوا دا مش هيغير رأي انا مش نازلة يا ليث
أخذ نفسآ عميقآ وقال :
_ معقولة هتسيبي ابنك بيوم زي دا يا سلمى
_ ابني ؟!؟ ابني الي معملش ليا اي اعتبار وراح خطب واحدة انا مش موافقة عليها
_ بعدين بقا يا سلمى يعني يرضيكي زعلوا الواضح للكل
_ أوووف بقا
ابتسم ليث لها بحب فهي لم تتغير رغم تلك السنوات التى مرت ... لا زالت تتصرف بطفولة .. مازالات تأسره وتذيب قلبه بعفويتها وبرائتها التى يعشقها
_ علشان خاطري يا اميرتي الولد زعلان وعايزك تبقي معاه
قالت بحزن :
_ انت فكرك انا مش زعلانة من نفسي بس والله غصبن عني يا ليث البنت دي انا مش بحبها وهي مش مناسبة ليه .. انت شايف لابسة ايه ولا نظام حياتها... والمصيبة الكبيرة امها الي رافعة مناخرها لفوق وعلى ايه مش عارفة
_ هههههه فرساكي الست دي اوي
_ فشر مين الي يفرسني يا خويا ... دا انا سلمى ومش اي حد
_ اخويا !؟ انا ليه حاسس انا بتكلم مع واحد صاحبي
دفعته بصدره وقالت بغضب طفولي :
_ ليث
_ يا عيون ليث وحياة ليث وقلب ليث
ابتسمت له بحب وقالت:
_ اخ منك ومن كلامك
_ ههه مسيطر انا عارف
_ افضل هزر وننسى احنا بقى المصيبة الي تحت
تنهد بقوة وقال :
_ الي يرضيكي يا ست الكل وانا اعملوا
_ ليث صدقني البنت الملزقة دي مش مناسبة لابننا  محدش هيحب غيث زي اية
_ يا حبيبتي مقدرش اروح اقلوا روح حبها علشان هي بتحبك الحب مش بالغصب غيث مش بحبها دا مش شايفها اساسا
شعرت بالحزن لاجل تلك الفتاة وقالت :
_ مهو دا الي يزعل .. دا لو شافها بالشارع مش هيعرفها ... مش واخد بالو منها خالص وهي المسكينة من صغرها وهي بتحبو .. ربنا يكون بعنها حقيقي
_  اسمعيني يا حبيبتي خلينا نعدي الليلة دي على خير وانا بوعدك انا هتصرف
نظرت له بانتباه وقالت:
_ هتعمل ايه
تنهد بقوة وقال:
_ انا هحاول اقربوا منها بس مش هجبروا يحبها
_ مش فاهمة هتعمل ايه يعني
_ ممكن متقلقيش وصدقيني انا هتصرف .. تمام كدا
قاطع حديثهم صوت دقات الباب فأذن ليث بدخول ، فدخلت صبا واية ، ركضت صبا باتجاه ابيها وحضنته بحب وقالت:
_ هو انت هنا يا بابا وانا بدور عليك
حضنها ليث بحب وقال:
_ روح قلبي انتي
نظر ليث لاية وقال:
_ ازيك يا اية
نظرت له بابتسامة حزينة وقالت :
_ الحمد الله ازيك يا انكل
ابتسم لها وقال :
_ بقيت احسن لما شفتك
_ والله
_ ههههه انتي بتغيري يا صبا
قالت بغضب مصطنع:
_ طبعا مش حبيبي لازم اغير .. انتي حبيبي لوحدي بس
_ هههه يا لمضة
اقتربت اية من سلمى وقالت:
_ انتي مش هتنزلي يا طنط
نظرت لها سلمى بحزن وقالت :
_ والله منا عارفة يا بنتي
_ هو ينفع كدا .. دا حتى غيث زعلان وباين عليه الزعل اوي  يرضيكي كدا
ابتسمت سلمى بحب لتلك الفتاة التى رغم كسرة قلبها من ابنها الغبي الا انها ما زالت تهتم لأمره
_ مش عارفة افرح لابني ولا عارفة استقبل حد
_ طنط سلمى انا كويسة ومبسوطة علشانو صدقيني .. الحياة دي قسمة ونصيب واحنا ملناش نصيب مع بعض علشان خاطري انزلي
ابتسمت لها وقالت:
_ علشان خاطرك بس
_ يا سلام ... بقالي ساعة بترجاكي تنزلي  وانتي بمنتهى البساطة توافقي بسهولة دي علشان اية
امسكت سلمى يد اية وقالت:
_ ايوة علشان خاطرها عندك مانع
_  هو انا اقدر
نظرت له بغرور وقالت:
_ بحسب
_ هههه مسيطر اوي انت يا بابا
_ بنت عيب عليكي انا مسيطر اخر سيطرة بس عند مامتك وبعرفش بحصلي ايه
_ ههههه اومال دي سلمى هانم مش اي حد
_ طيب يلا خلينا ننزل نشوف الصفرة خطيبة ابني واهلها الي نفسي احدفهم بالطوف
ضحكت صبا وتبعت والدتها وقالت بمرح :
_ هههههه دي البت هايدي امها دعيالها اوي علشان ربنا يرزقها بحماة زيك يا ماما

أية الغيث ( الجزء الثالث من غروب الروح)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن