السادس والعشرون

135K 9K 3.6K
                                    



‏"أمَّا ⁦ السَّفينةُ ⁩
‏وأمَّا الغُلامُ
‏وأمَّا الجِدَارُ
‏اللهمَّ صبراً على ما لم نُحِطْ به خُبراً" ❤


صلوا على النبي ❤️

______________

تقدمت السيارة واقتربت من حدود الحارة التي يقطن بها الشباب ليهتف هادي مشيرا بيده للسائق ..

" بس وقف هنا تسلم ...انزلوا يلا "

نظر كلا من زكريا ورشدي لبعضهما البعض لا يفهمان شيئا من حديث هادي فهو أخبرهما بحدوث شجار دون توضيح أسباب أو مع من سيتم الشجار والان جعلهم يهبطون في بداية الحارة ...يبدو أنه واخيرا قد جن هادي .

نظر هادي للسيارة وهي ترحل من أمامهم ثم بعدها استدار لأصدقائه وهو ينفخ صدره بشكل مثير للضحك ذكّر رشدي بيوم قلدته شيماء يسير بطريقة مضحكة وهو يقول بجدية وقوة :

" ورايا يا رجالة عشان فيه شوية حشرات مزعجة في الحارة "

أنهى حديثه وهو يتحرك من أمامهم نافخا صدره وخلفه زكريا ورشدي يضحكان بشدة عليه ظانين أنه يمزح لا أكثر، لكن حينما اقتربوا من المنطقة التي تقع منازلهم بها ورأوا ذلك الكم من الأشخاص يقفون وهم يحملون عصيّ خشبية توقف هادي فجأة وهو ينظر لهم بصدمة هاتفا بصوت مسموع للاثنان :

" مقالتليش أنهم كتير كده ؟؟؟ يا واطية يا شيماء "

تنحنح وهو يعتدل في وقفته وينظر خلفه لاصدقاءه متحدثا بجدية مضحكة :

" تقريبا كده نسيت موبايلي في العربية ...هروح الحق السواق قبل ما يطمع فيه والبركة فيكم بقى "

أنهى حديثه وهو يكاد يستدير خارجا من الحارة كلها لولا يد رشدي التي امسكت بثيابه من الخلف هاتفا بسخرية وهو يرمق يده :

" مساء الفل يا حبيبي التليفون في ايدك .....تعالى بس ده انت حتى البركة بتاعتنا "

أنهى حديثه وهو يسير متغلغلا لداخل المنطقة وجواره زكريا جاذبا بيده هادي الذي كان ينظر حوله للرجال هامسا :

" ماشي يا شيماء والله لاوريكِ عمالة تحميني من غير ما تحذريني ....شكلك هتلبسي الاسود قبل ما تلبسي الابيض "

توقف رشدي وهو ينظر لما يحدث حيث كان لؤي يتحدث بحدة كبيرة مع أحد الشباب الذي لم يتضح له هيئته من ظهره ..

" بابا فيه ايه ؟؟؟"

كانت هذه الكلمات تنطلق من فم زكريا والتي التفت الشاب على إثرها وهو يبتسم بسمة مقيتة متحدثا بخبث شديد :

" واخيرا نورتوا ؟؟ده احنا مستنين من بدري يا راجل "

نظر له زكريا بتعجب مصطنع وهو يشير له ولرفاقه :

" احنا ؟؟؟ والله ما نعرف ولا حد بلغنا انك مستنينا ..."

" معلش ما احنا برضو اللي جينا من غير معاد "

شيخ في محراب قلبي ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن