أسطورة ملك الذئاب

ch 23 « الزفاف »

نظرت إلى وجهي بحزن بينما يدها كانت ترتعش وقالت

" لونا.. غشاوة بيضاء ستلفُ رأسكِ وستشعرين بفراغ.. وبعدها ستخسرين روحين.. ولكن لا تحزني آلهة القمر سيلين ستحمي الروح الثالثة و تحميكِ من شره وسحرهُ الأسود.. وحبٌ كبير سوف يغمرُ قلبكِ فلا مفر من ذلك.. ولكن بعد سبعة أشهر احترسي من الغيمة السوداء.. ولا تثقي بهذا الشخص الغريب فهو يريدُ أن يُبعدُكِ عن رفيقكِ.. "

تنهدت العجوز بقوة وبدأت تمرر إبهامها على كف يدي وقالت

" الآلهة قالت كلمتها.. ستكون حارستكِ لا تخافي منها.. ويجب أن ترتدي قلادة المفتاح التي أرسلها لكِ الملك أوتاس دائما ولا تزليها من رقبتكِ أبداً.. ولا تذهبي إلى القلعة السوداء أو حتى تدخليها.. يجب أن أذهب لونا وتذكري لا يجب أن تخبري أحداً بما قلتهُ لكِ.. وداعا "

بعد ذهابها نظرتُ إلى كف يدي وضحكت.. ما هذه التخاريف التي قالتها!.. هههههه.. غشاوة وفراغ وغيمة سوداء!!.. وما قصدها بثلاثة أرواح؟.. وما قصدها بالقلعة السوداء؟؟.. هههههه.. تخاريف وتقاليد عجيبة!.. و أوتاس هو من أرسل لي القلادة إذا!.. الآن فهمت..

بعد مرور بعض الوقت أدخلتني الملكة تريشا هي ورونا إلى الصالة الكبرى ودخلت نساء بعدد كبير خلفهم..  كنتُ أراهم للمرة الأولى وجميعهم يرتدون أثوابا جميلة من العهد الفيكتوري وبدأوا بالعزف والرقص أمامي.. انخرطتُ في الأجواء وبدأتُ أضحك وأرقص معهم.. جعلوني أنسى ما قالته لي تلك العجوز وأنسى حزني وما سيحصل لي بعدها...

لم أعرف كم كانت الساعة عندما أخرجوني من القلعة وهم يحاوطونني ولكن الشمس كانت بدأت تغيب.. دخلنا إلى الغابة.. أوقفوني في نفس المكان الذي رأيتُ به ذلك الجدار السحري ولكن لدهشتي كان المكان مُزين بالكثير من الورود الغاردينيا بشكل يسحر العيون فهي كانت تفترش الأرض بالكامل وفي منتصفها قناطر من الورود على شكل هلال يقف وسطها رجل يبدو كأنه كاهن وأمامه يقف أوتاس حافي القدمين وكان يرتدي بنطال أسود رسمي وقميص أيضا سوداء اللون وتاج ضخم مُرصع بالماس على رأسه..

بدى مذهل بهيبته الملوكية.. جعل الدم يغلي في عروقي ونبضات قلبي تتسارع.. وفجأة سمعتُ صوت يشبه تكسر عظام نظرت برعبٍ شديد حولي عندها رأيت الجميع يتحولون إلى ذئاب أمامي عدا السيدة تريشا ورونا والكاهن و أوتاس طبعا..

كنتُ أرتجف من الخوف فالمنظر جدا مخيف وعندما تحولوا بالكامل رفعوا رؤوسهم عاليا  و بدأوا بالعواء جميعا.. عندها ظهر ضباب كثيف وانشق الجدار من السماء إلى الأرض كما حدث سابقا وخرج قطيع من الذئاب بعدد هائل يترأسهم شابين وسيمين يرتدون بدلات مع عباءة مثل الملوك مع تيجان على رؤوسهم وفتاة تبدو في الخامسة أو السادسة من عمرها تضحك بفرح و امرأة خلفهم تغطي وجهها بالكامل بمشلح أسود شفاف ولكنني لم أستطع أن أرى ملامحها.. غريب لماذا تخفي وجهها؟!!..