مَشاكل تُواجه المُصمم

ابدأ من البداية
                                    

سادسًا: «انتهت نتائج البحث»

التنقيب عن الأدوات والملحقات الخاصة بكل مشروع تصميم جديد هي أهم خطوة يتخذها الفني، فدون الفرش الإلكترونية والتأثيرات المناسبة بالإضافة لباقي الخامات لن يكون مشروعك الجديد مكتملا.
إلا أن الأكثر أهمية هي صور العرض التي سيتم استخدامها في التصميم، يجب عليك البحث جيدًا في كل مكان، المواقع المجانية وذات الخدمة المدفوعة، أمتأكد أنك لم تجد ما تريده في خمسة آلاف نتيجة بحث؟ أكمل بُكاءك مع باقي عشيرتك في نادي المنحوسين.

سابعًا: «فأر تجارب»

أمامك الآن خيارين لا ثالث لهما، لتعتزل مهنة التصميم وما يخصها أو لتتقبل كونك مصمم، ساحر، مبرمج، تقني، رسام، لغوي، ناقد، مبدع، ونحات وضم معهم أي مهنة أخرى تقابلك، أنت مجرد أحد فئران التجارب التي لا تمنحهم الحياة فرصة العيش في هناءٍ وهدوء.

ثامنًا: «ابن أختي الصغير يلوِّن أفضل منك»

إياك وأن تنسى أن خالتك «هالة» ستنتقل لبيتٍ جديد وكونك مصمما مخضرما هي ستأتي لك وتطلب منك معروفا بأن تحدد الألوان المناسبة لكل غرفة في بيتها ولا تنسى أنك أيضًا سترافقها في شراء أثاث جديد.
ستحاول إقناعها أنك مجرد مصمم مسكين ولا علاقة لك بهندسة الديكور ولكن لأنها الخالة المحبوبة، ستعرض عليها محاولة تصميم واجهة بسيطة لتستعين بها في إتمام تجهيز البيت، عندما تنتهي في ظرف زمني قياسي وتذهب لها فخورًا بعملك وعندما تراه.. ستتخشب معالم وجهها لترد عليك باقتضاب أن وَلد شقيقتها الصغرى يلون أفضل منك، أيها الفاشل!

تاسعًا: «الجنرال والكولونيل»

مسؤولية كونك الجنرال «إل» والكولونيل «أوه» ليست الأكثر سهولة على الإطلاق، ولأنك ستكون صاحب المنصب الأكبر في الفريق فعليك أن تتأكد أن كل أمر يجري على أكمل وجه.
ستحاول أن تواسي هذا وتتملق ذاك، ستبدأ بتصميم كامل الطلبات المستعجلة، أن تتولى أمر شهادات الشكر العشرين المطلوبة منك وبخاصة من فريق النقد العزيز، «عزيزتي تصميمكِ جيد توقفي عن النحيب» «قلت لكِ ألف مرة أنها تاءٌ مربوطة وليست هاءً! » «لا تتأخروا في تسليم أغلفتكم» «أين دروس التصميم؟» «هل اختفت تلك اللعينة ثانيةً!» «لمَ تعج المكتبة بتلك الفوضى؟» «أين فصول ألفة؟» «ألم تنتهِ من مقال خلّاق بعد؟» تبًا لكم جميعًا!

عاشرًا: «لتصيبك لعنة الجنود»

عندما تنضم لجنود التصميم لوهلة ستظن أن قدميك وطأتا النعيم بذاته لكن بعد مرور ساعة واحدة، ستعلم أنك سقطت لأعماق الجحيم السابعة، ويحك إن حاولت الفرار، ستجمدك الكولونيل أوه في لمح البصر، ودّع حياتك القديمة إذًا.

كونك أحد الجنود، هذا أمر يجبرك على تقبل واقعك وأنت مغلق الفاه، ستبدأ بتقبل كامل أوامر الجنرال في تعديل غلافك لألف مرة؛ فإن كتبت في الغلاف تاء مربوطة ستخبرك أنها هاء، وإن قمت بجعلها هاء فيما بعد ستخبرك أنها تاءٌ مربوطة، ستهددك دومًا بنزع شاراتك ورتبتك لو حاولت التقاعس عن العمل، ستقوم بإقناعك أنها القائدة ولأنك من الجند فأنت ملزم باتباع كامل الأوامر، لا تنسَ الرد على كامل استفسارات المتابعين القاتلة، أنت مجبر أيضًا على إتمام أغلب طلبات الربيعيين المفاجئة -المفجعة- والتي يجب إنجازها في أقل من دقيقة إن تطلب الأمر، طلبات الأعضاء الخاصة والتي في أحيان ما قد تتخطى ابتلاء «أزمة، داهية، كرب، فاقرة، مصيبة، ضائقة، ضرّاء، نكبة، نازلة، واقعة، بغضاء، طامة، عسر، غائلة، فاجعة، فادحة، محنة، نقمة» الطلبات العادية، ولكن ما ستجمع عليه أنت وكامل الجنود هو: ألا يتدخل أحدهم في عملنا وكأنه فرد منَّا!

لا تظن أن المشاكل التي يمُر بها الفني تنحصر في عدة مسببات قليلة؛ لأن مصائب المصمم لن تنتهي ولن تخمد، كما ذكر من قبل، عندما تقع تحت مسمى -مصمم- فأنت ترتبط مع حظ فقير المعالم دون أدنى تدخل من القدر، ولكنك عزيزي الكاتب تستطيع المساعدة بتقدير جهود المصممين، نحنُ نعمل بجهد وصبر لننال رضاكم عما نقدمه، أنتم هم ثمرة جهودنا فحاولوا أن يكون حصادنا مثمرا بالحب والتقدير.

كانت معكم أميرة الساحرات دال، دمتم سالمين.

خَلاَّقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن