١| شهابٌ ساقط

Start from the beginning
                                    

وقومي بحجز غرفة في أحد الفنادق حتي الصباح، لا تقودي في مثل هذا الجو العاصف، فأخشى أن يُصيبك مكروه أيتها اللِصة الصغيرة، حسنًا؟ "

نعم يا سادة إنه أخي، وهذا أقل ما أسمعه منه كُل يَوم عند خروجي وعودتي إلى المنزل.

وعندما يعلم بأنني سأبيتُ خارج المنزل نظرًا لظروف العمل، يأتي للمَبيت معي في الطائرة كي لا يتركني بمفردي، فهو أكثر من يعلم كم أكره المرتفعات.

لا أُنكِر أنَّ إهتمامه بي وخوفه الزائد عليَّ يروقني كثيراً، ولكنني ببساطة...

" حسنًا يا صاحب الشعر المُجعَّد لقد فهمت، هل من أوامر أخرى؟ "

" ياا توقفي عن إستفزازي وانتبهي جيدًا للطريق يا لصتي، وآخر شيء قبل أن أغلق.. أحبك "

من سيصدق الآن أنَّ هذا الطفل الكبير ذو الحادي والعشرين من عمره يتحدث مع شقيقته التي تكبُره بخمسة أعوام؟

كنت أسير على سرعة متوسطة إحترامًا لرغبة صغيرى أندرو، حتى شعرت بسكون مفاجئ من الرياح خارج سيارتي، وكأن الهواء قد توقف من حولي فجأة.

لم أعُد أسمع صوت الرياح التي كانت تُداعب زُجاج السيارة، وكذلك لم أعد أرى الأشجار تتحرك من حولي.

فتُرى هل هذا هو السُكون الذي يسبق العاصفة؟

أوقفتُ سيارتي بجانب الطريق، وقررتُ التوقف لبعض الوقت، فهذا السكون المُفاجئ من حولى لم يُشعرنى بالطمأنينة أبدًا.

وهذا ما تعلمته من عملي، فإذا سكَنَتْ الأجواء وإستقرَّت الرياح من حولك بشكل مُفاجئ، فتأكد من أنك حتمًا ستواجه عاصفة أو إنهيار جليدي، وقد كُنت مُحقة في ذلك.

فقد هبت عاصفة قوية وأطاحت بكل شيء من حولي في الخارج، لدرجة أنني شعرت بسيارتي تتحرك من مكانها وكأنها على وشك أن تطير مع الرياح.

صرختُ متشبثة بمقود السيارة، خاصةً بعد أن ضرب أحد جذوع الأشجار القوية الزجاج الأمامي لسيارتي.

فشعرتُ بأن نهايتي على المحَك، وأنني أقف على حافة طريق مكتوب عليه مَوتي.

فإما أن أُكمِل طريقي لصعود التل وتخطي المُنحدَر كي أصل لأخي بسلام، وإما أن أبقى ساكنة داخل سيارتي حتى تنتهي تلك العاصفة ثم بعدها أتقدم بأمانٍ أكبر.

وبالطبع في ظل هذه العاصفة المُقيمة في الخارج قد فضَّلت الخَيار الثاني.

فأنا لن أُغامر بالعودة إلى المنزل بشكلٍ سريع خِشية خَوف أخي.

بينما لا أعلم ما إن كنتُ سأصل إليه بسلام حقًا أو هو من سيصل أولاً إلى جُثتي أسفل هذا التل بعد أن أموت.

المنبوذWhere stories live. Discover now