قامت بخلع حجابها لتنسدل خصلاتها بحريه فوق ظهرها ، وأتجهت نحوه وقامت بالجلوس بجانبه بصمت ، وبعد دقائق من التأمل نظر لها لترى لمحه من الحزن تقبع داخل عيناه ، كادت أن تسأله ولكنه سبقها .
وبدأ بالحديث وقد عاد بنظراته نحو السماء.
"متفكريش أنى مش فاهم أنتى قومتى مره واحده من وسطينا ليه"
توترت ملامحها وزاغت عينيها بعيداً ليكمل هو حديثه بهدوء شديد.
"أنا ورانيا أتعرفنا على بعض زمان أوى ، كنت أنا قربت أتخرج من الكليه وهى كانت بتدرس فى كليه ألسن قسم ترجمه ، فى يوم روحت الشركه لبابا عشان أقعد معاه شويه ، وقابلتها هناك"
صمت لينظر لها وهو يتفحص تعابير وجهها بفضول ، ولكنها كانت هادئه فتنهد ليستمر بسرد الماضى لها.
"من أول ما شوفتها معرفتش أشيل عينى من عليها ، قلبى كان بيصرخ جوايا ويقولى هى دى اللى عايزها تبقى مالكه نبضى ، تانى يوم سألت بابا عليها ، قالى أنها بنت شريكه وبتروح الشركه عشان تدرب لأنها كانت ناويه بعد التخرج تشتغل معاهم ، حسيت وقتها إنها قدرى ، وبدأت أروح الشركه يومياً عشان بس أشوفها ، كنت بتعمد أخلق أى حجه عشان تكلمنى ، شهر ورا التانى وأتخرجت من الكليه ، وأنشغلت عنها فتره مش طويله ، بس بعدين مقدرتش ورجعت ، حسيت أنها كانت مشتقالى وبصتلى بنظره عتاب على بعدى عنها"
أراح ظهره فوق المقعد وأكمل .
"ويوم بعد يوم أعترفنا لبعض بحبنا ، كانت أجمل لحظه فى حياتى ، طلبت من بابا أنى أتقدملها وأخطبها ، وفعلاً أبوها معترضش ، بس بعد شهر واحد من خطوبتنا حصلت حاجه غيرت كل حسابتنا"
YOU ARE READING
شَتَّان ما بينَنَا (مكتملة)
Romanceمختلفان هو أقل ما يقال عنهما .. تكافح هى لتواجه مصاعب الحياه ، بينما هو يعيش برخاء وراحه بال. شتان بين الإثنان ، كالفرق بين السماء والأرض ، فهى قريبه كالأرض وهو بعيد بعد السماء عنها ، ألقتها الصدفه بطريقه ، لتكون طوق النجاه له من جده وعائلته. هى حنف...
الفصل الثالث والعشرون : ذكرياته
Start from the beginning