الفصل الثامن عشر

3.2K 202 161
                                    

ويبقى مكانك ( فارغاً )

( وفراغك ) أجمل الحاضرين

محمود درويش


*****


استيقظت روان باحثة عن حمزه لتجد أنه ذهب باكراً ليحضر حفلة ابنه عبد الغفور ، فاليوم سيتم طهوره وستقام له حفلة ، فشعرت روان حينذاك بغيرة من حورية فكم تمنت أن تكون هي من تنجب له عبد الغفور لكن يبدوا أنه مكتوب عليها ان تكون المرأة الثانية بحياة حمزه.

لكنها سرعان ما نفضت عنها هذه الأفكار وهي تنظر لابنتها وقررت أن تهتم بنفسها وبطفلتها نازعة من رأسها حورية وما يخصها ، فطالما حمزه يحبها هي وقد أخبرها بذلك بكل صدق عدة مرات ،ولكن منصفة لقد حاول حمزه ان يثبت لها مقدار حبه بكل طريقة لهذا من الواجب عليها أن تصمت هي الاخرى وتتعقل فليلة الامس كانت كافية لتخبرها ان صبره بدأ ينفذ .


.


في المنزل . .


" ما هذا يا سماح ؟؟"

نظرت سماح لحورية وهي تبتسم بسعادة

" كما ترين "

ابتسمت حورية بسعادة وهي تأخذ من بين يدي سماح ثوباً أبيض لتقول لها سماح أثناء ذلك

" ألم تقولي أنكِ ترغبين ان تكونين الليلة عروس ؟؟ لهذا اشتريت لكِ هذا الثوب "

نظرت إليها حورية وهي تشعر بسعادة متذكرة ما حدث ليلة البارحة عندما سمعت عمتها تسأل حمزه

" كيف حال روان وريما ؟؟"

كان حمزه جالساً برفقة والدته يحمل عبد الغفور بين يديه يقبله ويضمها فقد كان يشعر تجاهه بتأنيب الضمير فهو لا يقضي معه الكثير من الوقت كما يفعل مع ريما ، رفع حمزه رأسه نحو والدته وابتسم اثناء قوله

" إنها بخير "

" اعذرني يا بني لم أزرهن طيلة هذا الوقت فأنت كما ترى مازن وميرنا ما زالا صغيران واخاف من تركهما طويلاً "

حزن حمزه لتولي والدته بهذا السن الاعتناء بطفلين بعمر مازن وميرنا ليقول

" لا تقلقين روان متفهمة اكل هذا وليست غاضبة او منزعجة منكِ "

ابتسمت له وقالت

" حافظ عليها يا حمزه وكن لها رجل بحق "

ابتسم لوالدته ثم قال

" سأضعها بعينيّ يا أمي فأنا أحبها كثيراً "

ابتسمت والدته ثم سألته

" هل ستأتي روان وريما غداً ؟؟"

نظر إلى والدته وقال

" لا أرغب بإثارة غيرتها فحضرة الدكتورة لا تمزح بهذا الموضوع "

ضحكت والدته ثم قالت

" أذن لن نراهن غداً ؟؟"

" لا "

" حسناً كما تشاء يا بنيّ "

ليقول حمزه

" امي لديّ ما أخبرك به "

" بخصوص ماذا ؟؟"

" خاص بي وبروان "

" وما هذا الذي تريد أن تخبرني به ؟؟"

" أريد أن أقيم زفاف فنحن لم نتزوج كما يتزوج الخلق ؟؟"

ضحكت والدته ثم قالت

" ألآن عقلت يا حمزه ؟؟!!"

" ألا يقولن أن تصل متأخراً أفضل من أن لا تصل !! "

ضحكت والدته ثم ضمته وقالت

" وهو كذلك يا بني "

نظر حمزه إليها وسألها

" هل أنتِ موافقة ؟؟"

نظرت إليه وقالت بحب

" ولما لا أوافق يا روحي !! هذا اليوم الذي حلمت به طويلاً أن أقف بجوارك وعروسك تزف لك .. وإن تأخرنا قليلاً لكن لا بأس لتزف العروس بطفلتها هكذا نطمئن من ناحية قدرتها على الإنجاب "

ليضحك كلاً من حمزه ووالدته ليقبل حمزه رأس والدته التي سألته

" ومتى ترغبا بذلك ؟؟"

" أن يكون قريباً قبل عودة روان لعملها "

" حسناً .. سأقيم لكما أجمل زفاف .. لكن !!"

" لكن ماذا يا أمي ؟؟"

" حورية !!"

" دعي الأمر لي "

لم تفهم حورية ما سيفعله معها لكنها تركت المكان قبل أن يلاحظان تنصتها لتعود لأرض الواقع تنظر إلى سماح ، سائلة إياها

" هل تظنين أنه سيعجب حمزه ؟؟"

ابتسمت سماح لها ثم قالت بكل ثقة وانبهار بالتي تقف أمامها وتلك كانت حقيقة لا نفاق فيه

" جمالك لا يمكن أن يختلف عليه اثنين .. فهل يعقل ان اخي لا يملك عينان ليرى كل هذا ؟؟!!"

لتقول حورية بغضب

" كان يملك حتى دخلت حضرت الدكتورة حياته ليصاب بعدها بالعمى ... هل تظنين أنها سحرته ؟؟"

شعرت سماح بغضب من وقوع حمزه بحب روان وهو من كان يعارض عمل المرأة وتعلمها واختلاطها بزملاء العمل أمر مرفوض لديه تماماً ، لكن مع تلك غيرته وغيرة قناعاته وتفكيره كيف فعلت كل ذلك لابد ان ما تقوله حورية عين الصواب فحمزه لم يعد حمزه الذي يعرفونه

" من يدري !! لكن لا يوجد شيء مستبعد ويفسر كل ما نراه سوى ذلك "

تنهدت حورية بانزعاج اثناء قولها

" وذلك ما يحيرني فأنا أعرف حمزه اكثر منها ولا اجد اي تفسير لتغيره هذا وخاصة بعد ما كان يكن لها كل تلك الكراهية !!!
فهو لم يطلقني ويتركني أنا فقط بل ترك كل من كانت بحياته سابقاً ولم يلتفت لإحدهن .. لهذا اشك ان تلك الدكتورة قامت بعمل سحر له فقد تغير وأصبح متعلقاً بها "

" أنتِ محقة بقلقكِ هذا لكن من سيصدقنا !! لستِ الوحيدة التي لاحظتي تغيره وتعلقه بها بل الجميع.. فكيف لرجل مثل حمزه أن يتغير هكذا ؟؟"

" لا أعلم .. لكن الأمر محير حقاً "

.

بالخارج كان يجلس حمزه بجوار والدته حاملاً عبد الغفور بين يديه يتأمله ويقبله ليجد أنه ورث منه ومن أخاه عبد الغفور أنفهما وعيناهما العسليتان والشعر الاسود كان صغيره جميلاً بحق لتقول والدته وهي تضمه وتقبل وجنته

" كم كان عبد الغفور يتمنى أن يراك حاملاً ابنك .. من المؤكد أنه الآن سعيد لأجلك "

نظر إليها حمزه بحزن فربتت على كتفه وقالت

غيم أسود .. وبدايات شتاء ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن