🦋الفصل السادس والعشرين🦋

ابدأ من البداية
                                    

إتسعت إبتسامتها وهي تسمع همسه وعينيها ترسم تفاصيله بعشق أضناها ، وللآن لا تصدق أن شعـيب يبادلها نفس المشاعر وإن لم تكُ أقوى .. أصبحت تدرك بمكانتها لديه فتزيد في دلالها ، وهو لم يعترض بل كان يزيد في دلالها حتى أفسدها!!

تركت مالك على فراشه ورغم عنها شعرت بالألم عليه فلقد أصبح عمره أكثر من ثلاث سنوات وللآن لم يتحدث ولا كلمة واحدة!!

لحقت بشعيب ووقفت تستند على إيطار الباب تتابعه بعينيها وهو يحضّر الطعام ، عيناها تحفظ كل حركة يقوم بها ولا تغفل عن أي شيء يفعله إبتسمت بعشق قبل أن تقترب منه وتحيط خصره من الخلف تريح رأسها على ظهره العريض تشتم رائحته بقوة قبل أن تطبع عدة قُبلات رقيقة كلمسات الفراشات

تلك الحركة بالذات تفعل به ما لم يستطع وصفه بالكلمات ، عندما تريد أن تراضيه أو تستعطفه أو حتى تعتذر تقُبل ظهره برقة تذيب عظامه وتجعل ينابيع الحنان تتدفق داخل أوردته وتشعل دمائه فيغرقها في أنهار عشقه ولكنه غاضب .. غاضب وبشدة فلن يستسلم لمشاعره سيبقى صلباً كجبل شامخ لا يتزحزح

رغم شعورها بالإحباط لعدم إستجابته لها إلا أنها همست بدلال ألهب مشاعره: شعـيب .. حبيبي أنت زعلت عشان أن بدلعك

فك يديها التي تحيط خصره قبل أن يستدير يواجهها قائلاً دون تعبير: وهزعل ليه؟ عشان قولتلك أكتر من مرة إني مش بطيق الدلع دة ورغم كدة مصرّة إنك تقوليه حتى برة أوضتنا!

احمرّت وجنتيها من الخجل وهمست وهي تفرك أصابعها بندم: أنا آسفة أنا كنت بهزر معاك مش قصدي أضايقك حقك عليا

_ وبرضو اللي عملتيه مع مالك كان هزار معايا

همست بـإستغراب: شعـيب مالك زي ابني وأنا بحبه و

قاطعها بعنف: بس مش ابنك وحتى لو ابنك مش معقول هتفضلي تحضني فيه طول الوقت

عقدت حاجبيها بصدمة قبل أن تنفجر ضاحكة فزمجر شعـيب غاضباً: الهانم بتضحك على إيه؟ أنا مش بقول نكتة

هتفت من بين ضحكاتها: شعـيب أنت غيران؟ ومن مين؟ من مالك اللي عنده 3سنين؟

هدر بإستنكار: أغير؟ لا طبعاً بس ميصحش اللي بتعمليه دة أحضان وشيل و

_لا أنت غيران بجد مش ممكن

_لتيـن كفاية ضحك
قالها غاضبا فتحكمّت بصعوبة بضحكاتها لا تصدق أنه يشعر بالغيرة من الصغير مالك!!

كممت فمها تخرس ضحكاتها ولكن عينيها كانت تضحك ورغم شعوره بالغيرة التي تحرقه مؤخراً فقد تخطت الحد المسموح ولكنه يلجمها كي لا يؤذيها فإذا زاد الشيء عن حده إنقلب ضده ، إلا أنه إبتسم دون إرادته لعينيها الضاحكتين فرؤيتهما بهذه السعادة بعد ذبولهما لسنوات عديدة يشعره بالإنتشاء وكأنه حقق معجزة يستحق عليها الثناء

شعيب"الجزء الاول من سلسلة نبضات بين الوجدان"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن