الثانى عشر

Start from the beginning
                                    

وغادر دون ان ينتظر منها اى رد
بلعت غصه فى حلقها مع انقباض قلبها من كلماته
لملمت باقى متعلقاتها وصوره لوالدتها ووالدها فى حقيبة يدها وكانت قد جهزت حقيبة ملابسها من اليوم السابق

أنهت ما تفعله فى ثلاثون دقيقه ولكنها لم تنزل قررت أن تنتظر حتى تنتهى تلك الساعه كما قال وفعلا مر الوقت سريعا كان شعورها بالقلق مما هى ستلاقيه معه يجعلها ترتعب

بقدر تاكدها من حبها له بقدر تاكدها انه سيجعلها تعانى بسبب فعلتها معه.

قررت أن تنزل حتى لا تغضبه أكثر نظرت نظره سريعه لمنزلها ونزلت لتجده ينتظرها فى سيارته
لم تكن تتخيل ابدا ان له طائره خاصه كانت تشعر أنها تخطو اولى خطوات سجنها الابدى عندما دخلت تلك الطائره وبقدر احساسها بالانبهار بقدر إحساسها أنها تدخل للسجن بارجلها ولكنها تعلم جيدا أنه لا مفر

جلست على إحدى المقاعد المريحه للغايه وهو بالطبع جلس على المقعد المجاور على الرغم من إمكانية جلوسه فى مقعد بعيد ولكنه حبذ الاقتراب منها

نظرت لعينيه الغير مقرؤ ما بها سوا لمعة الانتصار بدءت تشعر باقلاع الطائره فاغلقت عيناها بقوه فهى دائما ما تهاب هذا الاقلاع لتجده يضع يده فوق يدها وكأنه يحاول طمئنتها ولاول مره تشعر براحه وأمان لم تعهدهم قبلا فتحت أعينها لتنظر لعينيه الزرقاء الذى ينظر بهم فى عيناها بعمق لم تكن عيناه ساخره كما اعتادت وانما فى تلك اللحظه كانت عيناه ساحره للغايه ممتلئتان عشق اهوج ،تشعر الان أنها لربما شعرت بذاك الدفئ الممتزج بكهرباء لطيفه الذى يسرى فى اوردتها نتيجه للمس أصابع يده القويه ليدها.......

حرك عينيه لينظر النافذه التى بجانبها ورفع يده من فوق يدها لتلف راسها وتجد الطائره قد أقلعت بالفعل لاول مره فى حياتها تشعر بالهدوء وقت اقلاع الطائره....

نظرت له مجددا لتجد ملامحه غير مقروءه....
مر وقت الرحله لتهبط الطائره اخيرا ولكنها لم تكن تتخيل انها ستهبط فى مكان مخصص لها بقصره فى اليونان انقبض قلبها بشده عندما رأت القصر لا تعلم لما على الرغم من أنه رائع الجمال الا أنه مكان احتجازها كما اوهمت نفسها

تكلم أريس مشاكسا لها
أريس.تحبى تركبى خيل ولا وتمشي للقصر
لقد كانت المسافه كبيره جدا بين مكان هبوط الطائره والقصر فنظرت له لا تعلم بما تجيب
ليبتسم بمشاكسه وقال بالاسبانى
أريس. بفكر ارفعك عن الأرض
لوليا.مش فاهمه بتقول ايه
ليبتسم ويتكلم بالعربيه
اريس.مش مهم
ثم اقترب وحملها فجأه لتصرخ صرخه مكتومه من المفاجئه
شعرت بخجل وراودها احساس أنه حملها قبلا ولكن مره مختلفه غير تلك التى حملها عنوه أمام الزائرين
نظرت له لتجد عيناه بها استمتاع

كان احساسها أن هناك مغناطيس يسحبها لصدره لتسند رأسها وهو يحملها ويتحرك بها تلك المسافه الطويله لقد تسألت ببساطه لما تركته وغادرت أنها حقا تعشقه ولا تعلم متى أو كيف ولكنها تحبه.....

لا تعلم متى وصلت للقصر لينزلها ارضا شعرت بهذا الانقباض بمجرد دخولها للقصر كان سبقها فى خطواته ليلف لها

اريس.تعالى نطلع علشان تريحى
تحركت معه لتقف أمام تلك الحجره التى كانت تجلس فيها سابقا

ورغم كل شئ شعرت باشتياق لها فتح بابها لتجد اثاث جديد يليق بعروس كانت حجرة النوم رائعه وبها اثاث غايه فى الذوق وتم تغير الوان الحائط
اريس.ايه رايك
لوليا.حلوى
تكلم بالاسبانى
اريس.تليق بكى جميلتى
لوليا.ليه بتتكلم اسبانى رغم انك عارف انى مش بفهمه
اريس.انتى قلت لى انك هتتعلميه علشان بقيتى تحبيه

لوليا.انا قلت كدا
أبتعد اريس وبدء فى فتح ازرار قميصه وقال
اريس.قلتى حاجات كتير يالوليا
لوليا.اريس انت بتعمل ايه
اريس.اكيد مش هنام بلبسى
لوليا.تنام فين
اريس. هنا معاكى
لوليا لا احنا كل واحد فينا هينام لوحده
اريس لا مفيش الكلام دا
كان قد خلع قميصه ليبرز عن عضلاته وجسمه الممشوق الرياضى لتشعر بالخجل وتتكلم بغضب يشوبه توتر جلى وهى تستدير لتغادر الحجره
لوليا.يبقى انا اللى مش هنام هنا
وهمت أن تغادر ليوقفها صوته المحذر الامر الذى يختلف تماما عن نبرة صوته منذ قليل
اريس.ماتطلعيش بره يالوليا
وقفت مع انقباض قلبها القوى فصوته ينم عن تحوله لغاضب
اريس.لما اكلمك تلفى وتبصى لى
لفت له بتوتر فهو خلع قميصه ولكنها لم تنظر له
ليقترب منها

اريس .ارفعى راسك عايز اشوف عينك
لم تستجب له ليرتفع صوته لاول مره منذ أن عرفته فهو دائماً فى كل مواقفه معها يتسم بالبرودة
اريس.ارفعى راسك
رفعت وكان راسها هى من استجابت لغضبه لترى وجهه عابس وعيناه جاده مختلفه تماما عن تلك العيون التى كانت تخص عاشق فقط منذ قليل تكلم بهدوء

اريس. خلينا متفقين انك فى مملكتى ومش بس كدا مراتى يعنى ليا الحق زى ما بتقولوا فى مصر اكسر دماغك لو عصيتى كلامى ،لوليا انا من ساعة ماعرفتك وانا ماأساتش ليكى ابدا لكن انتى  حسابك تقل معايا فمع اى غلطه الجديد والقديم هيطلع عليكى

ثم تكلم بطريقه أمره وبصوت مرتفع ارعبها
اريس.اتحركى على جوا
انتفضت من أمامه بعد أن تجمعت دموعها فى عينيها
لتبتعد عن الباب ثم تلف لتنظر له وهو مازال واقف مكانه ليلف لها وعينيه لم تهدء لتشعر بكونها وقعت فى فخ معه فهو حقا الان مخيف
لوليا.انا عايزه امشى من هنا يااريس
اريس.مفيش الكلام دا بيتى هو بيتك والمكان اللى هنام فيه انتى زى هتنامى فيه وبلاش اخليكى تشوفى وش مش هتتخيلى انك ممكن تشوفيه....
تكلمت من وسط بكائها
لوليا.انا مش عايزه اعيش معاك
اريس.انتى كدابه انتى بتحبينى بس رافضه من جواكى انك تبقى تحت طوعى

لا تعلم بما تجيب فهى حقا تحبه ولكن لا تعلم هل لأنها وجدت نفسها بين ليله وضحاها زوجة له هل لأنها تشعر أنها لم تختاره هل لأنها تكره هذا القصر هل لأنها تهابه وراته فى البدايه كالغريفين ولكنها رغم كل شئ تحبه

فاقت من افكارها على صوت غلق لباب الحجره بعنف لقد غادر بالفعل

لربما لو هى معه فى خارج هذا القصر لتكون سعيده أو لربما لو اعطاها فرصه لاختياره لتختار أن تكون معه

شعرت بالاختناق لتقرر أن تقف فى الشرفه كان هذا المشهد يجذبها وبشده ولكنها رأت شئ لم تنتبه له من قبل فتلك الاشجار المتقزمه لم تكن مزروعه بشكل عشوائى وانما هى مزروعه لتمثل حروف يونانيه لاول مره تنتبه لتقرء عيونها تلك الحروف التى تمثلها تلك الشجيرات المتقزمه أنه اسم يونانى لسيده استيلا

توقف حولها الزمن أنه اسم والدتها .....
تتبع

  أساطير فى طى النسيانWhere stories live. Discover now