الحلقة الأخيرة من الموسم الأول

Start from the beginning
                                    

" اللعنة عليك!! لم قتلتها ! و أزهقت روحي بفعلك!! كنا.. نحن-! ، رغم كل ذلك ما زال عندي أمل بك أقول لا يفعلها لا ينهي حياة أختي ليس قاتلاً!! ، فحطّمت كل آمالي و إعترفت! "

شدّ على قبضتيه متلافياً عيناها ، فراقها يقطّع قلبه ، تنفسه متعلّق بها إن لم يراها يستعر جحيمه و يفقد نفسه ، فكرة رحيلها عنه تدفنه في المنفى .

- " أنا.."

- " أصمت! ، أصمت كفى!! لا أحتمل سماعك ، لا تعذّبني أكثر "

إستدارت لترحل لكن أوقفها منادياً بأسمها

- " سحر!! ... لا يمكنكِ الذهاب ... لأنني ... أحبّكِ "

لفت جسدها تحدّق إليه نظراته الصادقة المتوسّلة ، عطشه و عذاباته ، شوقه العارم ، كأن مشاعره متجمّعة في عينيه و تفجّرت بهذه الكلمات ، الكلمات التي لا يتفوه بها كريملي لكن قالها ، فأي يأسٍ أصابه حتى أجبر كبريائه على التنازل ؟

- " كاذب!! لا أصدّقك شخصٌ مثلك.. لا يمتلك أي مشاعر كفّ عن كذبك و خداعك!! "

- " هذه أكثر حقيقة صادقة ، لم أكذب.. وأنتِ.. تحبينني كذلك ، لا يمكنكِ الإنكار ، أراه في عينيكِ في تصرّفاتك ، حركاتكِ و هروبكِ المستمر مني ، تتحججين بيوسف حتى تخفي مشاعركِ أظننتي أنني لم ألحظ ؟ "

قال مبتسماً إليها يتقدّم أتجاهها ، عيناه ذو البريق الخاص الذي يلمع كلما رآها

- " كفاك... لا تتكلم أكثر.. أنت قتلت أختي كيف لي أن أبقى معك؟! "
تحادثه بنبرة مكسورة ، عيونها مغرورقة بالدموع

ربما كذب عليها لأجل أخيه أن لا يدخل السجن لكن هنا إكتشف حجم الخطيئة التي إفتعلها بحقها ، ضحّى بها و بأبن أخوه لم يستطع إخفاء الأمر أكثر و إن فعل يفقدهما للأبد دون أن يلحق تبرير موقفه

- " لم أقتلها ... كذبت.. كذبت لأجل أخي.."

فغرت فاهها ووسعت عينيها مما تسمع ، ضربت صدره مراراً  تكلّمه بنبرةٍ متحيّرة

- " لمَ كذبت!! ماذا سأصدّق؟!! أخبرني ماذا!! "

- " صدقي هذا ، أقسم بحياة يوسف هذه الحقائق التي أقولها صحيحة ، أنظري لعيناي و ستعرفين.."

الآن يمسك جانبي وجهها يمسح الدمع من عينيها و ينظر باسماً إليها ، تتشبث بقميصه طالبةً كلاماً يشفي صدرها

- " حميت أخاك ، و رميتني.."

- " كلّا.. كنتُ محشوراً ، محاصراً تفوهت بهراء لحظة غضب أعرف أنكِ لن تدعيني أدخل السجن فداءً لأخي لذلك جعلتكِ تكرهيني ، لكن بعدكِ عنّي حرقني ، أجبرتكِ على البقاء لأجل سقي روحي بمرآكِ كل صباح و كل ليل حتى و إن بغضتي وجودي ، فرؤيتكِ و الإحساس بكِ جانبي كافٍ لقلبي "

لا تعرف ماذا تقول ، تسمّرت تنظر إليه ، مزيداً من الدموع ، موقفه لا يُحسَد عليه ، كان بين نارين و في الوسط أشواكٌ قاتلة ، شعَرَت بإرتياح في قلبها الملتهب ألماً ، إسترخى رأسها على صدره ، أحاطها بذراعيه يجذبها كمن يودّ حبسها بين أضلعه

- " يمان.."

فتح عينيه متفاجئاً للمرّة الأولى تنطق أسمه بشكل مباشر ، رفع ذقنها لينظرا لبعضهما و يتبسّم
- " سحر...؟ "

- " أنا...."

- " قولي.."

- " أعشقك.."

نبضت القلوب و تسارعت شعرا بالتوتر فبعد الإعتراف أصبح الموقف بين يديّ يمان خفض رأسه ملامساً أنفه بأنفها ، أحسّت بلحيّته تتدغدغ بشرتها ، خشى يمان أن يقطع أحدهم هذه اللحظة لذا ألصق شفتيه بشفاهها ، قبلة متعطّشة ، مليئة بمشاعر محبوسة منذ شهور طويلة فسّرت هذا الحبّ الأسطوري بينهما ، أخيراً أُزيلت العقبات و إلتقى العشاق ، بقيَ متلذذاً بشفتيها حتى إنقطعت أنفاسهما و إبتعدا ، إرتسمت على ملامحه السعادة و هي تشعر بالخجل المفرط تتلافى النظر مباشرة إليه لكنه أمسك بذقنها

- " لا هروب..أليس كذلك ، حبيبتي ؟"

- " أبداً... "

- " لنحضر يوسف ربما شعر بالخوف"

هزّت رأسها و تمشّيا ممسكين أيدي  بعضهما ، خارج حدود الغابة على الطريق البرّي

- " تعبت و أنا ألحق بكِ ، أصبحنا أشبه بالقط و الفأر كيف تركضين بهذه السرعة ؟ "

- " لطالما كان الفأر أسرع من القط "

- " لنذهب سريعاً للقصر ، ينتظرنا شهرُ عسل لإكماله كما أنني متلهّفُ للضيوف (يقصد إنجاب الأطفال ) "

- " ...."

تغيير سيناريو الحلقة الأخيرة مسلسل الأمانة Where stories live. Discover now