🦋الفصل الثاني🦋

ابدأ من البداية
                                    

نظرت لـ شعيب وأرتجفت داخليًا من مظهره المرعب والمؤلم في آن واحد .. تأملت بروز عروق رقبته و وجهه الخالي من أي تعبير عدا عيناه التي تشتعل بعذاب الفراق والخسارة .. لطالما أعتادت جموده مع الجميع ، كانت ولازالت تخشى الحديث معه بل حتى النظر إليه .. كان صامت أغلب الوقت إلا مع زهرة وبناته ..

أبتسمت بمرارة وهي تقارن معامله شعـيب مع زهرة ومعامله عماد معها!!

شتان بين التعاملين .. لطالما أخبرتها زهرة عن مدى روعة و روقي شعيب ، وأحتوائه لها وكم كان واضح عليها السعادة والراحة

لا تنكر أنها كانت تعشق عماد ، فقد تنازلت عن تعليمها فقط لتتفرغ له وتهتم به وكم ندمت على تلك الجريمة التي فعلتها بحق نفسها

تنازل تلاه أخر حتى أصبحت تضحياتها بلا معنى وكأنها حق مكتسب!!!

××××××××××

أنتهت مراسم العزاء وتفرق الجميع .. الصمت المميت يعم المكان و وجع القلوب يشق السكون

في هذا الوقت كان شعيب في الغرفة الخاصة به و بـ زهرة يتطلع لصورة زفافهم المعلقة على أحد الحوائط

يتفحص ملامحها بـتمهل دون كلل ، كم كانت سعيدة ، وكم كانت مبهرة في ذلك الفستان الأبيض كـ كقلبها .. نظراتها كانت مليئة بالحب الجارف والسعادة المطلقة

أقترب يتلمس صورتها بـألم قائلاً بتأثر وصوت متحشرج: فرقتيني بدري أووي يا زهرتي ، في حاجات كتيرة معشنهاش مع بعض ، أنا محتاجك وبناتنا محتاجينك

صمت يبتلع غضه بكاء تخنقه: تخيلي مش قادر أواجه بناتنا! مش عارف هجاوب على أسألتهم أزاي؟ لما يقولولي مامي فين هرد بأيه وهعوض وجودك اللي مستحيل يتعوض أزاي؟

صمت قليلا ينظر لهاتفه يتابع مشهد الحادث المروع ، فقد كانت زهرة خارجة من أحدى العيادات النسائية تبدو سعيدة متألقة تخطوا أولى خطواتها لعبور الطريق للوصول إلى سيارتها وقبل أن تنتهى من العبور ظهر من العدم شاحنة نقل كبيرة أصتدمت بها بقسوة فسقطت زهرة وتناثرت أوراقها وغرقت في دمائها .. وأختفت الشاحنة!!

أكمل بوعيد وعيون لامعه: بس وحياتك عندي اللي كان السبب في أننا نتحرم منك ، هجيبه ولو كان أخر حاجة هعملها في حياتي هجيبه وهندمه على اليوم اللي أتولد فيه

انتبه لصوت بكاء مكتوم في الخارج فتوقفت عضله قلبه قلقاً وهرع يطمئن على بناته .. فقد تركهم نائمين ولكنه صدم حين رأى أبنته الكبرى "عائشة" تبكي بكاء مكتوم وجهها الملاكئي غارق في الدموع تضع يدها الصغيرة على فمها تحاول بألم كتم شهقاتها .. أبتلع عضة مسننه وعيناه تلسعها دموع مُلحة تفرض وجودها

أقترب ببطئ يتلمس شعرها الذهبي قائلا بحنان: قلب بابي بتعيط ليه

رفعت عيناها البريئتان وهمست ببكاء: مامي ماتت يا بابي ماتت ومش هشوفها تاني!!

شعيب"الجزء الاول من سلسلة نبضات بين الوجدان"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن