الفصل الاول

7.5K 161 11
                                    

شذى الورد الحزين
الفصل الأول.................
بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم....اللهم انت ربي لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين........

ياعاشقه الورد إن كنت على وعدى....فحبيبك منتظر ياعاشقه الورد....حيران أينتظر....والقلب به ضجر.....ماالتله ..ماالقمر...ماالنشوه ..ما السمر...إن عدتى إلى القلق ..هائمه فى الأفق.....سابحه فى الشفق ..فهيامك لن يجدى.....ياعاشقه الورد.........

انقشع الليل بظلامه لتشرق شمس الصباح بنورها الساطع معلنه عن يوم جديد
داخل إحدى مشاتل الزهور يقف رجل متوسط العمر يحمل بيده مجموعه من الشتلات لزرعها لاحقا .دلفت إليه فتاه فى العشرين من عمرها ترتدى عباءه سوداء قديمه وعلى رأسها وشاح باللون الاخضر الباهت من كثره ارتدائها له غطى شعرها الأسود الذى يتدلى منه خصله هاربه لنعومته على وجهها بالرغم من هيئتها المذريه ولكن لم يمنع جمالها من أن يسلب عقل كل من وقعت عيناه عليها فعشرتها وسط الزهور طبع عليها جعلها تتربع على عرشهم وتصبح اميرتهم ببشرتها البيضاء ذو الحمره الخفيفه والعينان ذو اللون الاخضر ابتسامتها الساحره وصوتها الناعم الذى يسحر أعتى القلوب عند الاستماع إليه...تمخترت بين الزهور توزع ابتسامتها هامسه لهم باشتياق اقترب منها عم فتحى وفى يده عقد من الياسمين قائلا بابتسامته البشوشه...صباح الخير يابنتى
انتبهت له ومازالت محتفظه بابتسامتها...صباح الفل ياعم فتحى جهزت حاجتى
عم فتحى.....طبعا وانا اقدر أتأخر على ست البنات.هتبيعى الورد انهارده فين
استنشقت إحدى الزهرات وهى مستمتعه برائحتها العطره قائله...بفكر اطلع على الكورنيش انهارده الجو شكله حلو
ربت على كتفها بحنان أبوى...ربنا يرزقك يابنتى ويسعدك
ورد....ربنا يخليك ياعم فتحى يالا قول ليه اساعدك فى ايه لسه بدرى على بال لما انزل أبيع
أشار إليها لبعض صناديق قائلا....عايزك زى الشاطره ترتبى الورد ده بطريقه حلوه علشان ست الهام جايه تاخده بنفسها
ضيقت حاجبها تساؤلا...مين إلهام ده
أجابها وهو يسبقها إلى الداخل...ده صاحبه محل ورد دائما بتيجى تاخده من عندى ست محترمه وذوق
اومأت برأسها...ماشى ياعم فتحى..يالا بينا ياراجل ياطيب
أمضت معه بعض الوقت متنقله من زهره إلى أخرى فى سعاده فمن يراها لايتخيل بأن هذه الفتاه البسيطه تتمتع بكل هذه البراعه فى تنسيق الزهور لتبدع فى إخراج أبهى الباقات من تحت يدها...عند إنتهائها إلتقطت أشيائها لتلج إلى الخارج بعد أن ودعت عم فتحى متجهه إلى طريقها لتبيع مابيدها ...عند أحد أسوار الكورنيش أمام نهر النيل يجتمع العشاق لتعبير عن مكنون قلوبهم كل منهما ممسك بيد حبيبه العيون تتحدث قبل الشفاه. عن الاشتياق ولوعه الهيام .اقتربت بصوتها العذب وعبارتها الشهيره....فل يابيه.ورد ياهانم
نظر إليها أحدهم لتبتسم له رفيقته بعينيها ليلتقط من ورد إحدى الزهرات قائلا....هاتى الورده الحمراء
جذبتها مسرعه ماده يدها له...اتفضل يا بيه ربنا يخليهالك
التقطتها منه مستنشقه إياه بسعاده باعثه له نظره شكر على هذه اللفته الجميله....ابتعدت بعد أن ودعتهم وهى تتأمل حبهم الصافى لتكمل يومها.لمحت إحدى السيارات لتركض إليها مسرعه وبلهفه...فل يابيه...عقد فل ينور عربيتك ويخلى ريحتها زى الجنينه
ضاق من الحاحها ليلتقطه منها ملقيه بجانبه بعد أن دفع ثمنه منطلقا بسيارته تبعته بعينيها تأفأفا....ايه الراجل ده حد يعمل في الورد كده.صحيح ناس مابتفهمش ولا بتقدر قيمه الورد
بعد قليل.شعرت بارتفاع حراره الشمس لتتجه بخطوات بطيئه إلى إحدى المظلات لتريح قدميها وتفحص حصيله يومها.نبتت بعض من حبات العرق فوق جبينها لتمسحه وهى تعد مابيدها لتتفاجأ بخطف أحدهم مابيدها راكضا صرخت وهى تركض وراءه بحزن ....حرامى..حرامى
تعثر بإحدى الأحجار ليسقط أرضا ويتناثر ماسرقه اعتدل هاربا عند شعوره باقترابها تاركا ماسرقه على الأرض.دنت بجذعها ملتقطه حصيله عملها وهى تمتم بغضب...منك لله ياشيخ ربنا ينتقم منك مش لاقي الا أنا وتسرقه
لمحتها صديقتها من بعيد لتعبر الطريق وهى تناديها....ياورد..بت يا ورد
التفتت إليها منفضه ملابسها...عايزه ايه يانرجس
ساعدتها على هندمه ملابسها بتساؤل....عمل ايه الولا ده
عقدت حاجبيها ضيقا.... الولا ابن......مش لاقى الا أنا ويسرقنى بس ربنا انتقم منه وخد حته وقعه يستاهل إلى يجى عليه عمره مايكسب
ربتت على كتفها...معلش يا حبيبتى أهو أخد جزاته بس بعد كده ماطلعيش فلوسك فى الشارع.المهم خلصتى
اومأت برأسها...اه خلصت
تعلقت بذراعها...طيب يالا أنا عازماك على أكله محترمه بس نعدى على الواد حسن نجيبه معانا
ضحكت ....إيه الكرم ده كله جبتى الفلوس منين
ضحكت....واحد ابن حلال اخد كل المناديل إلى معايا وادانى مبلغ محترم.فقلت يابت يانرجس تعملى ايه بالفلوس قبل ماالمعلمه حسنيه تعرف وتاخدهم منك ففكرت وقررت أتغدى بيهم أكله محترمه ترم عضمنا
شاركتها الضحك....إنت مافيش فايده فيك مابتعرفيش تحافظى على أى قرش معاك
لوحت بيدها....ياستى هو إحنا هنعيش كام مره.إصرف مافى الجيب يأتيك مافى الغيب يالا يابنتى هو حد واخد منها حاجه مش أحسن ماأتحسر وأنا شايفه إمنا الغوله استولت عليهم أنا أولى يالا يالا ماتأخريناش
طوقت كتفها بذراعها منطلقين إلى إحدى مرائب السيارات لتصيح بصوت عال...ياحسن إنت فين
ولج إليهم شاب قريب من عمرهم ذو شعر أسود ناعم ووجه قمحى يرتدى بنطال جينز مهترئ فوقه قميص بهتت ألوانه وفى يده خرقه قديمه مبلله بالماء جفف عرقه قائلا....فى ايه ياأم لسان طويل.عامله دوشه ليه
نكزته فى كتفه...أنا أم لسان طويل تصدق أنا غلطانه إلى قلت اخدك معايا
عصر مابيده ليكمل تنظيف باقى السيارات....أجى معاك فين
رفعت يدها بكل فخر..عازماك انت وورد على غدوه محترمه
تهللت اساريره عند سماع اسمها...ورد .هى فين
ضيقت حاجبها تذمرا...كل الى سمعته فى الى قلته اسم ورد بقولك عازماك يابنى
أزاحها من طريقه مسرعا إلى الخارج....بعدين
أشرق وجه عند رؤيه ورده قلبه ليجفف يده في ملابسه مهندما ملابسه مقتربا.منها بلهفه...ورد ازيك
ابتسمت عند رؤيته....الحمد لله ازيك انت
بهيام...طول ما انت كويسه أنا كويس
أتت من وراءه لتضربه على مؤخره رأسه....يالا ياعم النحنوح خلص شغلك علشان نروح ناكل
تذمر من مزاحها متمتما....على أم شكلك ياشيخه عيله رخمه
اقتربت منه بتوعد...بتقول حاجه ياحسن
مسح وجه بضيق....مابقولش حاجه يانرجس هانم اتفضلى أنا خلصت
تقدمتهم بخيلاء ليضحك كل منهما مقربا رأسه إليها هامسا...مضطرين نستحملها.ده هتغدينا وده مابيحصلش الا كل 100سنه مره
شاركته الضحك لتلتفت إليهم مضيقه عينيها....بتقول حاجه ياسى حسن
رفع يديه كاتما ضحكته.... أبدا بقول ربنا ما يحرمنا من كرم نرجس هانم
هزت راسها...بحسب
انطلق الثلاثه إلى إحدى المطاعم الشعبيه ليجلس كل منهما على مقعده بعد أن طلبوا ماسيتناولوه...لعقت نرجس شفاها بتلذذ....ياسلام ياولاه على ده أكله حاجه كده ملوكى
التقط إحدى قطع اللحم وهو يمضغها....وايه سبب الاكله الملوكى ده يا استاذه نرجس
أغمضت عيناها وهى مستمتعه بمذاق اللحم فى فمها قائله.....من غير مناسبه .ربنا كرمنى بقرشين حلوين قلت أدلع نفسى ومعايا حبايبى
حسن....والله فيك الخير .احنا بعد كده هندعيلك فى الرايحه والجايه علشان مانتحرمش من نفحاتك
رفعت يدها إعجابا بحديثه...ايوه كده مش عايزاك تبطل دعى ولا أقولك بلاش انت لدعوه تيجى بالمقلوب.ورد العسل هى إلى هتدعيلى
ضربها على رأسها.....انا غلطان يا جزمه أن فكرت أدعيلك ماتستهليش
ضحكت على مشاكستهم الدائمه لبعضهم....إنتم مابتبطلوش مناقره أبدا اهدوا وخلينا نستمتع بالاكله إلى مش عارفين هناكلها تانى امتى
ايدتها نرجس...عندك حق هو إلى رخم وبيعطلنى علشان يخلص الأكل انا عارفاه طفس
اتسعت عيناه...أنا طفس يامفجوعه ده انت واكله كيلو كفته لوحدك من ساعه ماقعدنا
رفعت حاجبها...انت بتعدهم عليه بفلوسى يابابا لما تدفع حاجه  من جيبك ابقى اتكلم
ترك ما بيده غاضبا...تصدق انا غلطان إن جيت معاكم
ربتت على يده بابتسامه ناعمه....خلاص ياحسن بتهزر معاك ماتقفلش علطول كده
نكزته فى كتفه ضاحكه....انت زعلت ياأسمرانى خلاص ولا أقولك قوم احسن علشان توفر
التقط ملعقته بغيظ....غيظا فيك هقعد وأكل يارخمه
ضربت كفيها استسلاما لشجارهم...مافيش فايده فيكم عمركم ماهتتغيروا
انتهى الثلاثه من تناول الطعام ليتجهوا خارجا إلى إحدى المقاعد المرصوصه على الكورنيش وفى يد كل منهما كوب من حمص الشام بدأت نرجس حديثها وهى تلوك حبات الحمص فى فمها متأمله إحدى البنايات الفاخره على الجانب الآخر من النهر....عارفين ياولا أنا نفسى فى ايه نفسى اعيش فى عماره من دول ويبقى عندى خدم وسواق يفتح ليه العربيه ويقول ليه اتفضلى يانرجس هانم
ضحك استهزاء...نرجس هانم...ههههه انت مابتشوفيش نفسك يامعفنه قال هانم قال
ضربته على كتفه تذمرا....بكره تشوف يارخم وانت ياورد نفسك في ايه
ألقت بنظرها إلى صفحات المياه متنهده....نفسى فى مكان كبير كله ورد اقسمه جزئين جزء كله ورد والجزء الثاني اعمله ملجأ للاطفال إلى أهلهم رموهم فى الشارع يشتغلوا ويتبهدلوا أعلمهم أنا وأحميهم من غدر الناس
ابتسم الاثنان على أحلامها الورديه لتباغتهم نرجس ....وأنت ياأستاذ حسن نفسك في ايه..

شذى الورد الحزينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن