الفصل الأول

520 15 2
                                    

إهداء
***
لمحاربي اضطراب ثنائي القطب..اتمنى لكم الشفاء العاجل.
****
المقدمة
****
هل فطرت القلوب على الحب؟
أم هي بدعة ظهرت مؤخرًا لتبيع ذلك الشعور الذي يسكرك دون خمر في هيئة موسيقى رقيقة أو كتاب عاطفي؟
هل العضلة النابضة الكامنة بصدرك لتبقيك حيًا يمكن أن تنبض لسببٍ أخر؟
هل من كفر بالحب يعود إليه إيمانه يومًا؟
****
الفصل الأول
****
-"أخيرًا"
زفر هامسًا بعدما توقف المحرك عن إصدار صوته المزعج، ازاح قبعته قليلًا عن وجهه يتأمل المكان الجديد الذي سيعمل به.
فاحش الثراء كالعادة، بوابة كبيرة بحراسٍ وكاميرات مراقبة وكلاب حراسة، الشكل التقليدي لأي منزل في هذا المجمع السكني المخصص فقط لعِلية القوم.

-"هيا يا مُنذر نحن متأخرين بالفعل"
قال عمه وهبط من خلف المقود.
متأففًا تبعه مُنذر ساحبًا معداته.
عدل قبعته فوق رأسه وتقدم خلف عمه الذي مد بطاقتيهما للحارس أمام بوابة المنزل الكبير.
دقائق وكان يعبر البوابة حقيبته فوق كتفه يتأمل الحديقة المنمقة من حوله قد لفت نظره ألوان الورود الزاهية.

-"لا تفتعل مشاكل يا مُنذر"
تحذير عمه أخرجه من تأمله ليبتسم ساخرًا يجيب عمه:
-"لن اهشم رأس مغرور أخر لا تقلق..ربما سأكتفي بفكه هذه المرة"
-"مُنذر"
احتد صوت عمه فضحك مُنذر وتقدم الطريق بلا اهتمام حتى دار حول البيت ووصل إلى حوض السباحة الكبير.
بدأت سرعته في التناقص عندما وجد فتاة صغيرة بضفائر عديدة جالسة على حافة الحوض الفارغ، قدميها تتحركان بإيقاع متناغم مع دندنتها الرقيقة.
حك رقبته وتوقفت قدماه على بُعد أمتار قليلة يخشى التقدم أو النداء فتفزع الفتاة وتسقط داخل الحوض.
كانت السمراء شاردة في اغنيتها الإنجليزية البائسة فلم تشعر بوجوده في المكان حتى بعدما تنحنح بخفة كي لا تفزع.
تنفس بعمق يدير عينيه في المكان بحثًا عن عمه الذي لم يلحق به إلى الآن والذي سيوبخه عندما يأتي لأنه لم يبدأ بالعمل، عندما وقعت عينيه على ورد دوار الشمس المزروع بأحد اركان الحديقة الخلفية. جر قدمه إلى أن وصل إليه، قطف إحداهن وعاد يتقدم من الصغيرة.
حرص على إحداث بعض الأصوات الخفيفة لعلها تجذب الإنتباه وحمدًا لله نجح هذه المرة عندما رفعت عينيها الغائمة نحوه.
-"تمنيت لو استمعت لباقي الأغنية لكن لدينا عمل هنا"
قال وتوقف على مسافة لا بأس بها لتنهض هي بخجل تعتذر قائلة بصوتٍ عذب:
-"اعتذر"
ابتسم مُنذر ومد يده بالوردة قائلًا:
-"لا تهتمي يا زهرة"
ابتسمت للوردة وتناولتها منه قبل أن ترفع عينيها نحوه بابتسامة مشرقة تقول:
-"إنه ميار"
-"ما هو؟"
ببلاهة سأل فاضحكها واجابته بينما تثبت الوردة بخصلاتها السوداء:
-"اسمي ميار ليس زهرة"
-"اه نعم"
أجاب وامتنع عن إكمال جملته وهو ينظر لعينيها التي أشرقت بضحكتها..
(ميار لكن لكِ أعين كزهرة الشمس)
-"إلى اللقاء"
همست وتخطته تسير نحو الشرفة المفتوحة لتدخل المنزل وتغلق الشرفة، تاركة وراءها رجل خُطف بإشراقة من عينيها.
***
بعد ثلاثة أيام...

محراب كافرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن