1- العروس المزيفة

Start from the beginning
                                    

كانت (فنّي) وهي في هذا الوضع تتذكر كل دقائق عملية الصباح ، بدءا من خاتم الزمرد الذي كانت (بينلا) قد تركته على طاولة الزينة في غرفة نومها ، مع رسالة موجهة إلى هذا اليوناني الذي تعرفت عليه في أثينا بينما تقوم بمختلف الأعمال البسيطة انتظارا لان تجد دورا كممثلة مسرحية مبتدئة ، ومن هذه الأعمال وظيفة دليل للسياح برعت فيها وتمرست على مواجهة الناس بصراحة وجرأة ، إلى هذه الدقيقة التي ترى نفسها فيها واقفة أمام عريسها في إحدى غرف الفندق.

تعرفت (بينلا) على (هراكليون) بينما كانت تعمل دليلا فوقع تحت تأثير جاذبيتها من أول وهلة . تذكرت (فنّي) ذلك وهي مع عريسها في فندق باركوي تاورز في لندن، وتساءلت عن قوة جاذبية (بينلا) حتى تسيطر عليه...علما منها بأن اليونانيون يصرّون على تزويج أولادهم من بنات بلدهم اللواتي ينشأن على تقاليد وعادات الأجداد، وأكبرت فيها سطوة جاذبيتها عندما أتى (هراكليون) إلى انجلترا ليطلب يدها من والدها (دومينــك اوديل) وافق والدها.
وأقيمت المراسم الدينية وكان (هراكليون مفراكيس) وهو يتأبط ذراع (فنّي) يعتقد أنها (بينلا) ، وألبسها خاتم الزواج ، وفعلت هي ذلك على أنها (بينلا) وكانت ترتعد خوفا من اكتشاف لعبتها في آخر لحظة . لاتدري (فنّي) إذا كان هرب ابنة عمها (بينلا) من راكليون ( سببه الخوف أو رغبتها الملحة في الحصول على دور يلائمها للتمثيل في نيويورك . كانت ( فنّي) تعرف بالعلاقة القائمة بين (بينلا) وبين المنتج (درايك مونترسن) في الماضي .

وكانت (بينلا) لا تخفي شيئا عن (فنّي) منذ أيام الدراسة ، فهي بمثابة أخت لها خاصة أنها بلا أهل . و(دومينــك اوديل) التاجر الغني الناجح ستصيبه صدمة قوية لو عرف أن ابنته الوحيدة (بينلا) ربطت نفسها برجل مثل (مونترسن) يكبرها بعدة سنوات وله سيرة غير حميدة تماما. و(فنّي) نفسها صدمت بهذه العلاقة... ولكنها انتفضت عندما قارنت وتصورت نفسها في فستان العرس المطرز بزهر الزنبق ، رمز كل فتاة عذراء طاهرة الجسد والعقل والقلب ، كما كانت (فنّي) قبل أن تخدع هذا الرجل.

رأت ، وهي واقفة أمامه، شرايينه البارزة وهو يحدق فيها بعينين تقدحان شررا ، وكأنه يريد أن يخنقها . أنها لا تلومة ، بل ترحب بعمل كهذا فقد يخلصها من وضع اخذ يزيد من مخاوفها مع كل دقيقة.

((كيف تجاسرت أن تحلي محلها وتنتحلي اسمها...؟))

كان صوتها خافتا عندما أجابت: ((لم انتحل اسمها)).

وأضافت تقول:

((بل أعلنت اسمي الذي يشبه اسمها..))

((ابنة العم فنّي!)) . تلوت شفتاه وامتلأت عيناه غضبا وازدراء. إلاأنها همست قائلة: ((اسمي (فنيلا) ، وهذا ماسجلته في سجل الزواج . فهل تعتبر هذا تزويرا ؟)).

(( كانت يدك ترتجف وأنت تكتبين ، وأدهشني أن ترتجف فتاة مثل (بينلا) . وكيفاعرف أن الفتاة ذات الشعر الاشقرالذي كان يغطيه الحجاب ليست عروسي الحقيقية ؟ وكيف اعرف أن هناك غشا وخداعا؟)) .

دمية وراء القضبان (فيوليت وينسيبر)/ روايات عبير القديمةWhere stories live. Discover now