التخطيط للمستقبل

1.8K 166 121
                                    

" أنا .. أريد البقاء معك "

نطق هنري هذه الكلمات ثم أكمل كلامه

" أنت محقة إنها أمي مهما فعلت أنا .. أنا سأبقى

متعلقا بها و أنا حقا أريد منها أن تحبني و تبتسم لي

لكن أنا لا أظن أن هذا سيحدث يوما ما ... ما أتمناه

هو مجرد أمل زائف لن يتحقق أنا من الآن أريد

أن أعيش .. أن أتعلم كيف أتخذ قرارات لا تجعلني

أعاني .... أنا حقا لا أريد أن أتأذى بعد اليوم لأنه

مؤلم ... مؤلم جدا و لا أعلم إن كنت أستطيع

الإستمرار في تحمله لذا... أنا أريد إتباعك لأني أعلم

أنك قوية ! و مهما حدث أنتِ لن تتخلي عني "

' أتسائل عن الشيئ الذي فعلته ليراني هذا الطفل بهذه

الصورة ... '

نظر نحوها بأعين ثابتة ، كانت قبضة يده مشدودة

من شدة التوتر ، و أنفاسه محبوسة لكنها إنطلقت

بمجرد فتح ميليسا لفمها

" حسنا ... التعلم شيئ جيد و إتخاذ قرارات جديدة

و مهمة هو تقدم بحد ذاته لذا فلترفع رأسك أنت لن

تتألم بدون جدوى بعد الآن ..."

زفر هنري كل الهواء المكدس في رئتيه و لم يستطع

كبح تلك الدموع التي تهدد بالسقوط من عينيه فأخذ

يضغط على شفتيه آملا عدم إنسكابها

" إن كنت تريد البكاء فلا أحد سيمنعك و توقف عن

الضغط على شفتيك سوف تنزف "

بمجرد تلفظها تلك الكلمات إنهمرت دموع هنري بلا

حدود و أخذت شهقاته تخرج بخفة واحدة تلوى

الأخرى ....

ثم وقف و ذهب حيث تجلس ميليسا

" إذن ... بما أننا على نفس الجانب ... أنا .. أنا هل

يمكنني عناقك ؟ "

بمجرد سماع ذلك تنهدت ميليسا داخلها إنه طفل حقا

تسائلت لما ينجب الناس الأطفال إن لم يستطيعوا

تحمل مسؤوليتهم ... مهما حاولت قمع ذاكرتها فإن

منظر هنري يستمر في جعل عقلها يعرض ذكرياتها

البائسة هيَ و أطفال الميتم ...

' عندما كنا نبكي لم نكن نستطيع حتى أن نطلب

التعاطف '

" أنت متطلب حقا .. لكنك محظوظ "

أنا؟البطلة ؟ إنسى الأمر! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن