الشام

16 2 0
                                    

و ماذا لو أردت الرحيل؟
هل ستحكمُ علي؟
هل ستطلبُ مني الدفاع عن وطني؟
هل ستطلبُ مني البقاء في وطنٍ لم يعد يغني لي تهويدة نومي المفضلة؟

كبرتُ، أعلم. و لكني ما زلت في الداخل طفلة و كان على وطني رؤية هذا قبل أن يُديرَ عجلةَ الزمن بنا

فها نحن...فجأة و بكلِّ ألمٍ بعد خمس سنوات من الزمن
من الزمن الجميل
من عصر النزاريات
و فيروز الصباح
و رائحة ياسمين صافٍ في إبريل

لا باروداً و لا دماءً و لا وجع

فنحن دوناً عن كلِّ شعوب العالم، قد خُلِقَ لوجعنا رائحة

هي رائحة ذكرياتٍ أصبحنا نُشكك فيها
و ماضٍ ظنناه لم يوجد
هي الخُبْزُ الدمشقيُّ القديم و بهجة أطفال سبتمبر
هي رائحةُ الموت الذي ننتظره لمن نحب قبل أن ننتظره لأنفسنا
و هي خذلانُ كلِّ الشعوب لنا

في القلب جزءٌ صغيرٌ ساذج ما زال يتمنى أن يكون كلَّ الوجع حلماً غريباً قد أصيبت به أُمَّة
و أن نستفيقَ غدا
أن نهلعَ من نومٍ عميقٍ باغتنا
و نقبل بعضنا البعض
و نعتذر لأهلنا الذين فقدناهم في الحلم
و نقدِّر أصحابنا الذين ابتلعتهم مياه البحر
و نرضى بحياتنا أكثر...

فلو قال ربّي أنَّ جنتكم الموعودة موجودة على الأرض، لآمنت بأنها الشام.

Limitless LadyWhere stories live. Discover now