XIV

115 9 7
                                    

قبل ان تتحدث بأي شيء ولازالت تستوعب أنه امامها هو نهض وأمسك بكفيها بين يديه وأجلسها على مكانه وهي كالجماد تتحرك طِبعا لما يريد
جلس هو على ركبتيه امامها ولازال ممسكا بكفيها النحيفتين كان مبتسمًا يحاول بث الإطمئنان لروحها
لكنها لا تستطيع إيقاف ارتجاف جسدها ونبض قلبها الهائج الى ان تحدث وأسكب اصوات عقلها
"اشتقتُ لكِ.." لم ترد بل بلعت ريقها تحاول ألا تُنزل عينيها من عينيه تريد ان تشبع من رؤيتهما وتطفئ ما اسماه شوقًا!

لكن هل ماتشعر به شوقا الآن؟
لما ترتجف لما؟ هل الشوق يؤثر بالجسد لهذا الحد؟
ولما تشعر بجموده ولا تستطيع حتى ان ترتمي بحضنه تُشبع هذا الشوق؟
إنـه لَوعه

"لما انتِ مُصره ان تكونِ نسمة فقط بحياتي تذهب وتأتي غيرها؟ ألا تعلمين ان فِراق الكُتاب فراق مختلف؟ أتلعمين كيف؟ " كان ينتظرها ان تجيب وبالفعل خرج صوت منها يُكاد يسمع لكنه
"كيف؟ " ابتسم واضاء قلبه فقد تجاوبت معه اخيرا
"لان من سيفارقه سيتحول لرثاء بأوراقه
ومن نرثيه لا ننساه ريڤ
يبقى وصمةً بقلوبنا ولا يفارقنا
أي لن استطيع نسيانكِ ريڤ"
نزلت دموعها لا اراديًا تشعر بالعجز ينخر عِظامها..
كيف ستخبره؟ كيف ستستطيع إقناعه بمخاوفها بعد الآن؟ "انا..حقا لا استطيع اقصد.. نحن لا نستطيع ان نتزوج جون" قالت بصوت واهن ومتلعثم وهو يراقب فمها بترقب
"لما؟ لانكِ مريضه بمرض خطير؟ "
نظرت له بدهشه منذ متى هو هنا هل سمع كل هذا؟
والأهم من ذلك بأي إجابه يفترض بها ان تنطق؟
ماذا ستفعل والدتها لو كانت مكانها
هي..هي لا تعلم لكن تعلم ان والدها كان سيخوض في حبها مرة اخرى وثالثه ورابعه والفًـا!
تعلم ان عينيه تفيض بالحب لها ولم يفرغه كله بعد بحدقتيها لازال يريد المزيد منها وحزين لانها رحلت
لكنه ليس نادمًـا على حبها ليس نادمًـا على حبها
مع إنه يعلم ان حياتها مهددة بالخطر ويعلم انه ربما سيغدو وحيدًا لكن مع ذلك سيخوض بحبها مرات لا تُحصى لو اتته الفرصة

هل يشعر جوناثان مثل والدها؟
هل لهذا اتى لغرفتها راكعًا على ركبتيه امامها؟

"ستتألم برحيلي على الأقل
يجب ان تتركني ليقل ألمك فلا ذكريات جميله تجعنا لدرجه ان تغدو حزينا طوال حياتك..
ألا تريد مصلحتك جون؟
إن لم يكن لأجلك فعائلتك اولى بإهتمامك
ستنطفئ..صدقني"
هي اكثر من قاست ذلك الإنطفاء من والدها
ولا تريد ان يقاسي احد آخر مثلها..
"من أخبركِ؟ " كانت نبرته جاده لتعقد حاجبيها بإستغراب طفيف ماذا يقصد؟
"من أخبركِ أنني لن انطفئ الآن إن تركتيني الآن
أتعلمين ما اسوء من الإنطفاء ريڤ؟
الندم! فلا تجعلينني أندم لترككِ
اسمحي لي بإمساك يدكِ ريڤلا..لنمضي معًـا"
معًـا..هل حقا هنالك احد يريد خوض مثل هذه الحياة مع فتاة مثلها الزواج شيء لم تفكر فيه مطلقًا

إشاعـة ڤينلاند ✔Where stories live. Discover now