أهــلاً 🖤
فـُوت و كومنـت إذا ممكن
قِــراءة ممتِـعة 🌟
* * * *
يُـحاول أسـود الثِـياب أن يـبتعد عـنه ؟
لـِماذا ؟
يـَقترب يلاطِـفه ، ثـم يعنفـه ، ثـم يـلاطفه و الآن يـَبتعد ؟
يـَومـَان مِـن تلك اللـيلة و عـاد الهـدوء ، أيادي الغرابي إستبدلت لتصبح أيادي الخادمة ذات الوجه الخالي من التعابير ، بدل الذي كان يجلس بطـرف السرير ينـتظره حـَتى يكمل طعـَامه مهما طال وقته ، كان فقط ينتظر ، بينما هـَذه الأخرى ، تضـع الطعام أمامه و تغـَادر بعد ما تتمنـى له الشهية الطيبة ، و لـكن عن أي شهية تتكلم ؟
يـفكر كما يفـعل دائـما الأمـُور الهـَادئة تؤرقـُه ، هذه التـَالية تذكره بـَالقرية ، بالأجواء الآمنـَة التي تركهـَا ، لـَو أنـَه فـَقط لـَم يـَتركها ..
عـَلي أن أجـلس مـقابـِلا إياه ، أن أحـدثه بـِشكل جِـدي ، أعـلم جيداً أن محاولتِـي ستـَفشل ، فكل ما إقتربت تبعثـرت ، لا يـهم ، إستـقمت و بيـن يداي تلـك الصـّينية التي بِـها أشـهىٰ الأطبـَاق و لـَكن هي فـَقط لا شـَيء بالآخـير هي طـعام سـجون ..
دَفعت بـاب غـرفته بـَعدما طـَرقت علـيه ، لـَم انـتظر و دخلـت ، أعطيت لِـعـيناي حريتها فـتجـَولت في المـكان الذي خـَلى منه ، أعـدت إغلاق الباب بـِخفة و إستدرت لـِصدره الذي جعلـني أجفل ما إن قـَابلني ..
أهـلا بِـدق قـلبي المـجنون ، أهلا بـِإهتزاز مقـلتاي و أهلا بِـرائحتك التي جعلتني مبـعثراً ..
تـَمالكت نفـسي و قـابلتـه بثبات مصـطـنَـع ، أتــرك سـراحي و سـأذكر كـل هذه الأوقات بِـنسيان ..
راقـبت جيدا يداه التي مدت لتحط عـلى الجدار و أنا بينهما ، كالضعيف ..
لا أفـهم نظراته هذه عليه ان يتكـلم ، و ها هو يلـَبي طلبي " ما الذي تــفعله هـنا ؟ " قـَطع كلامه و أشـَار للـصينية بين يـَداي " لَـماذا لـم تأكُـل ؟ لـم يـعجبك الطعام ؟ " كيف يـُمكن أن تـكون مهتما و غـير مبالي في جمـلة واحدة ؟
" لـِنأكل مـَعا "
هـمسـت بـِها، لـَم أتـلـَقى ردة فِـعل و فـَقط صمته المُـوتر ، الذي حـل مكانه إيمائة خفيفة و همسـَة " حـَسنا ، سـنأكل "
إبتـسمت و هـذا رغم عني ، أنا وحيد طوال تلك السنوات لولا أحبائي و لا اريد أن أكون بعد الأن ، سأخرج ، علـَي ذلك ..
أستـدار و أمسك بـِيدي و الأخرى إلتقط بها الصِـينية ، أنـا لست بِـخير بـعدما ناظر الخـاتم الذي توسط اناملي ، آه يا خجلي لماذا لـم أقم بنزعه !!! و لماذا يبتسم بهذه الطريقة ، هـُو حقير و نبِـيل ، متـناقِـض لتلك الدرجـَة ...
لـَم اكن بِـوعي حتـَى أفلت يدي و نظر ناحيتي ، نظـَر لذاتي الشـَاردة و الى تلك الطاولة الجامدة التي حملت أطباقنا و الكراسي التي رفعت أجسادنا ، تقابلـنا عـَلى الطاولة و الآن ، اريد تغـيير أسئلتي ، أردت أن أعرف لـِم كان عليه أن يشتريني ،لمـَاذا دمر أحلامي ، التي كانت عبارة عن كل ما هو بسيط ، لـَم أرد أن أدخل مزاد ، أنا حتى لم اتخيل نفسي مشتري كيف أصبحت سلعة ، لماذا لم يكتفي بكونه أسود الثياب الذي يغـريني بجلوسِـه في الزاوية ؟
" أنــا أنصـت لـَك "
أردف و سمِـعت ..
" بـعد أن نـكمل تناول طـعامنا "
أردفت و جعلت راسي بداخل الصحن أمامي ، أتجـَنبه و أتوق لـه و لـا يـجب عـَلي هذا ، أنا أكرهه !!
كـَانت دقـائقنا طويلـة و كأنها دهـر ، وتـرني كُـله ! نـظراته ، حركـاته ، ثبـوته ، جـُونغكوك أسـود الثـياب لُـغر ممـغنط ..
إسـتقام و هـذا يعنِـي إعلانه علـى إنتهاء طعـَامه و طعـامي أيضا بما أنه تحمحم ..
مسحـت أطراف شفـتي متجنِـبا نظـراته ، إستقمت و تبعته بعـيناي " لِـنتحدث بغرفـتك ! "
اوقفـته بِـكلماتي ، إستدار و أظنه اساء الفهم نظرا لإبتسامته الجانبية ، لـن أبرر ..
إستدرت و سـبقته بخطواتي للأعلى ، قربـه سـيء و بـعده أسوء ..
أخذت لـحافاً من فوق سريـره و مشـيت نـَاحية تلك الاريكة الحـمراء ،شـكرا لـك لأنك جعلتها هـنا ..
شـَعرت بِـوجوده و بِـتقدمُـه و جلـوسه ، أشعـر بِـه أكثـر من كـل شيء ..
شديت على لـحافي و إستدرت بوجهي ناحيته ، كيف أنه يناظر الخارج و كأنه يخاطبه بعيناه ، ثـُقب أسود عينـاه تسحـب المـناظر للداخل ، حـسنا هل لـَك أن تـَنظر ناحيتي و دعـني أدخل ..
" سـَأطرح أسئِـلتي "
بـَدأت و أومىء ، حسنـًا هو هـادىء اليـوم و لا أظـنه طـبيعي ..
" لِـماذا أنـا ؟ "
ما هـذا السؤال !!
" لأنـَك قـمر مضيء "
هـمس بـكلمات و تجاهلت نبضي لأكمل هذه المحادثة الغريبة ..
" كيـف ؟"
لـم تتحـرك عيناه من الغـابة التي تقابلنا و شفتـاه تحركت لتطفى فضولي بإجاباته المختـصرة ..
" أنـت مضيء ، نصـفك مظلِـم لا يـظهر للجمِـيع .."
تكلم ، مكملا سيل الأسئلة ..
" و مـا علاقـتك بظلامِـي ؟ "
إجابة أخرى..
" جـَعلتك مهِـمتي ، منـذ ان رأيتك أول مرة .."
عـَقد تاي حاجباه ، مميلا عـنقه ..
" فِـي البـَار ؟ "
زادت العقدة بعد هـَذه الإجابة و لم تزل ..
" فِـي محـطة الحـافلات "
عادت الصـورة بذهني ، عيناه و مراقبته سيارته ، و كل شيء عاد ، إنه هو !
رطـَب شفتاه ..
" و لِـماذا جعلتنـي مهمتك !"
جـامد الملامح ، هادى أكثر من العادة ..
" لا أعـلم "
و هـَا قد سأل عن أكثر ما يؤرقـه ..
" لِـماذا أشتريتنِـي ؟"
ببـساطة أجاب ..
" لـو لـَم أفعـَل لـكان غيري أخذك "
رفـَع تاي كتِـفاه ..
" و ما الذي سيتـغير بينه و بينك ؟"
و بـساطة أخـرىٰ تلقـتها أذنا الأصـغر ً..
" لـو قام غـيري بـشرائك ، لكـنت ميت الآن "
" لِـماذا ؟ "
أخيرا السؤال الذي جعل أنظارنا تتقابل ، صدقني لو علمت سابقاً أن هذا السؤال سيوصل عيوننا ، لكنت قد سألته منذ البِـداية ..
رطـب شـفتاه ذات السفلية الثخينة ، سـحب هواءه و أطلقه مع كـلماته ..
" وحـُوش تايهـيونغ ، كـان علي شِـرائك ، لـو لـم أقـم بذلك لكاَن أسـفلك ممزقـا ، أو كنت تُـضاجع من قبل مجموعـَات ، او أي شيء بـشع قـَد يخطر عـَلى بـَالك "
رفـَع تاي حاجباه بتعجـب ساخر ..
" و أنت ماذا تـكون ؟ "
" وحـش مهـووس ؟ "
نبـرته السائلة ، رسـمت أكبر علامة إستفهام بداخل عقلي ، جمدت كلماتي ..
" أريـد الخـروج مِـن هنا "
أخبرته بكلامي الأخير و يداه رفعت بسرعـَة جعلت من عيناي تغلق ، ظننته سيضربني و لكن حاوط وجنتاي بلطف كان خطرا على دقاتي ..
" لا يـمكنك !! "
أجـَاب و إستقام ..
" تــوقــف عـن كـونك مـــريض نفـسي !! تــوقـف ، لـست سوي شخص مِـثلي ، او حال اي شخص آخر !! كُـن طبـِيعيا !" صـَرخ تايهيونغ ، بعدمـا إستقام تاركا لحافه يسـقط أرضًـا ..
جمـدت خطـواته و لـم يتحـرك ، هو حـتى لم يعـنف فكي ، كما يفعل كلما نبست بالتراهات هو فقط بقي واقفا بظهره يقابلـني ..
أكـملت كلماتي المـندفعة ما دمت قـَد بدأتها بالفِـعل ..
" أخبـرني ، لماذا لـن تترك سراحِـي ، انا لا يـمكنني البـقاء بجانبـك "
إستـدار جونغكوك و لـَم يكن غـَاضباً و لا مـندفعـاً ، بـَل كان سـَاخراً بهـدوء ..
" أنت تـريدني ، أنت كنت ترسل الرسائل لي لـِماذا تأخذ دور صـعب المنـال ، إشتريتك و الآن مكانك بجانبي ، انت لا تحتاج لرسائل بعد الآن !! "
شـَتت تايهيونغ انظاره مكملا..
" لـو توقـفنا فِـي مرحلة الرسـائل لـ كان أفضل ! "
إبتسم جونغكوك بجانبية ..
" أوقـَفت ذلك بالفـِعل ، و انت ركضـت بعد أول رسالة بعدها حتى انه لم يكن أنا ، توقف عن لعب دور صعب المنال الآن ، انت كنت تتوق لي "
صـَمت مثـبتاً عينـَاه على تلك الهـَاربة ..
" حتى انك لا تـزال كذلك "
رَطب تاي شفتـَاه ، قـابضًـا عـلى أنـامله بقوة ، ليهمهم مومـِئًـا عدة مرات متفهما ..
" هـمم ، حسـنا "
اعطـَاه جونغكوك إيمائه أخَـف و خـَرج بـعدما حـطم المكـان ، لا لـَم يكسر شـيئـا بالأثاث ، بل دمر دواخل الأصغـر بكلمات معدودة ..
* * * *
" هـَل تـَمكـنتِـي من الدخـُول عـِند جـيون ؟ "
كـَالعادة بـدأ كلامه لا حـَاجة للتطرق لـكيف حالك و تلك الاسئلة التي لا تكون سؤالاً حقيقيا ، بل مجرد كلمات ممهدة و هو لا يحتاج لتمهيد ..
تـَنهدت بِـالمقابل ..
" لـَم أسـتطِـع حـتى أن أخرج من هـَذه الغـرفة ،فـبعد أن قابـلتك منـعني الحـراس من فتـح النافذة ، بأمر من جونـغكوك "
همهم ، و أجاب بلا مبالاة ..
" حـَسنـا ، سـأتصِـل مرة أخـرى "
شـَهقة بخِـفة ، أوقـَفته ..
" إنـ.تـظر ، إيريـك ، أريد التـواصل مع والِـدي "
" سـأرى كيـف أدبِـر أمـرك ، و لـكن بِـمقابل .. "
أخـر كـلماته و كالعـادة لا شـيء بـِلا مقـابل ..
* * * *
يـَومان آخران ، حـَاول بِـهما تـَايهيونغ الـهـرب بعِـدة طـرق بمختلف الساعات من اليوم و دائما ما كانت تبوء بالفـشل بيـن اذرع الآحر التي تشد على جسده مثبتا تخبطه ، الـَرافض ..
* * *
الرابِـعة و ثلاثـة دقـائق فـجراً أزاح خـَاتمه ذاك بعد أفكار عديدة و إرغام نفسه وضـَعه على الوسادة و رمىٰ بعيناه للـسماء ،المـَطر بِـالخارج لا يـوحي بأنه سيـتوقف ،و بالنظر للجو و أركان الحديقة الحراس قليلون ، لذا ها هو ذا يـمشي عـلى أطرافِ أصـابعه نـاحية غرفة الغـَسيل التي إكتشفها بعد تجوله في المنزل بغيـاب الغرابي ، و كانت الغـرفة تمتلك نافذة و بما أنها تقبع بالطابق السفلي ، هي تساعد على خروجه من غير اضرار جسديه ..
فـَتح النافذة بهـدوء شديد و قدمه اليسرى سبقت بخروجها قبل باقي جسده ..
إستـَدار ما إن أصبح كلـُه بالخـَارج مبـتسِـما و يـَداه أمتدت لتسحب زجاج النافذة مغلـِقاً إيـَاه خلفه ، و بعـدما أكمل كل ذالك ، رَكض بجهـة مـعاكسة لتـواجد الحـراس ، معـَاكسا البـَاب الأمـَامي ..
بِـمجرد ركـضه و تلاعب الرياح بخصلاته و قهقهاته الخفيفـة المبـَللة جعلته يـَشعر بِـالحريـَة ، فـَقط هـَذه جعلـته يصمم للركض أكثر للخـروج بسـرعة أكبـَر ..
جِـدار يـَفصِـله عـن الطريـِق ، لا يـعلم حتـَى ما قـد يكُـون خـلفه ، إستدار حـَول نـَفسه و لا أثـَر لأي جنس بشـري كل ما تواجـَد صـَوت قطرات المطر و الرياح ، لا شيء أخر و ذلك شجعه أكثر ، بحث عـن أي ثغره تساعده على تسلق هـذا أو أي فتحة تساعده للخروج و لـم يجد غـير ذلك الصوت الصادر من الجِـهة الأخرى ..
" تـَاي ؟ تـايهيونغ .. هـذا أنـت ؟؟ "
تـَجمَـد الأصـغر مـَع برودة دِماءه ، سـيغمـَى عـليه من شِـدة رعـبه طنين أذناه و صوت قلبه العنيف، لـَم يتخـَيل و لـو بِـنسبة ضئيلـَة أن يتلقـى مقابِـلا ..
" أهـذا أنـت ، أجِـب !!! "
الصـَوت مـَرة اخرى و كـَم كان قـلقـًا ، مهتـَماً ..
" إ..إريــك ؟ "
__________________
إنتـَهىٰ البـارت 🖤
رِوايـة جديـدة للتـايكوك مكتـملة عنـدي رح أنـزلها بـكرا و يكـُون التنزيل يـَومي ، أتمنى تدعـموها و تـعجبكم 🌟