بَهِتت ملامحي بخوف لم أستطع السيطره عليه
ليقف جون امامي حاجزًا بيني وبينها
كان يوبخها على انفعالها لكنني لم اسمعه
لأنني شعرت بضيق تنفس شديد انشغلت بالسيطره عليه.. تخيفني .. حقيقه أنني ساحرة التوازن تخيفني اكثر من مخافتي من معرفه الناس بي
"انا آسفه ريڤلا.. لم اقصد لكنكِ حقًا جميلة كالجِنيات! " حاولت رسم ابتسامه لها
رحب بي المدعو فريك وكان لطيفًا ورزينًا
كان قليل الكلام ايضًا لا عجب انه يحب تالا..
فتاة تضيف الحيويه لحياته..الهادئه
جميعنا نحتاج من يمتلك الشجاعه لتغير روتيننا المُعتاد إذ نحن لا نستطيع لأننا مُعتادون
والإعتياد يولد الخوف من التغيير الذي سيزعج صفو هذا الإعتياد.. لذا حينما يأتي مُقتحم ويجبرنا على فِعل اشياء تكسر هذا الروتين عندئذ..
ستجد نقيضك..
"اوه اتت ميسا وجيوفاني"
نظرت لجون اسأله عن هويه الشخصين الذين نادت تالا بإسميهما لأراه يتنفس الصعداء قبل ان يجبني
"زوجان.. درست مع ميسا في نفس المدرسه مع فريك.. " اومئت له بخفه ولا أعلم لما شعرت انه انزعج من التعريف عن ميسا ..
نظرت لهما حين دخلا ، كانت ميسا شقراء بأعين زرقاء صافيه وكانت طويله وترتدي فستان بلون عينيها وزوجها كان مثلها.. أي حتى سيضن الآخرين انهما اخوين إلا ان عينيه كانت خضراء
رحب بهما الجميع فوقفا عندي مستغربان
"صديقتكِ؟ " سألت ميسا تالا التي بجانبها لتنفي لها
"هذه الجميله جلبها جوناثان معه وهي هديه يوم ميلادي " عانقت ذراعي وقالت بمزاح ليضحك الجميع إلا ميسا تلك
"ابتعدي عنها يافتاة ستقتليها"
"انت اتركني ايها الغيور، تجاهليه فقط وإجلسي بجانبي" بالفعل جلست بجانبها لكن جون كان بجانبي بالجهة الاخرى وميسا تقابلني بعينيها الزرقاء التي لم تبعدها عني للآن
مابها؟
"لم اعتقد انك سترتبط جون" قالت ميسا يإبتسامه شعرت بانها متصنعه لكن لما اشعر أنها تتجاهلني؟
فهي عكس جيوفاني لم ترحب بي فقط اعطتني نظرات غريبه وجلست
"أعتقد انكِ اسأتِ الفهم ، نحن اصدقاء فقط
وأتيت معه بعدما طلب مني مرافقته"
حاولت إخراج كلماتي بأكثر طريقه لَبقه
ونعم انا بارعه لم أولد لأكون اميره عبثًـا!
اومئت بإقتضاب حاجبيها ولم يقل احد شيئا بعد ذلك يبدو ان هذه الميسا اتت وجلبت طاقه سلبيه معها..
فجاة اوقعت تالا على فستانها العصير لتنهض شاهقه
"فستاني! " قالت بهلع وكأن العالم إنقلب
"اهدئي.. لا بأس لنذهب لتبديله" كان فريك يحاول تهدئتها "لم ينتهي العالم يافتاة"
قال جون ليبتسم بإستمتاع بعد نظرات تالا المتوعده له.. "سترافقني ريڤلا.. هيا" قالت تالا فجاة وسحبتني خلفها وكما هم كانوا مندهشين من فِعلها كنت بدوري كذلك.. مـ.. ما بها!
اخذتني للطابق الثاني وكان فسيحًا ادخلتني لغرفه ما واقفلت الباب ورائي لتلتفت لي فجاة لأهلع قليلا
"اسمعي ميسا هي حبيبه جوناثان السابقه"
ذبلت ملامحي لهذه الصدمه لتتقدم مني وتجسلني على السرير لتباشر بالشرح
"انفصلا لتغيب ميسا المستمر من جون وتطلبها فـ انفصلا ليتبين انها تحب جيوفاني صديق جوناثان هو ايضا كاتب لا تكرهيه فهو لا يعلم اساسًا ان ميسا كانت مرتبطه بجون فلذلك.."
توقفت عن الشرح تفكر بماذا تقول ليطرأ سؤال على بالي "لما.. تركته؟ " لم استطع ان افسر سؤالي اكثر لترددي لكنها فهمتني
"لأنها كانت تغار من اهتمامه باخواته
ميسا فتاة وحيده ف معتاده على تلقي الإهتمام خاصة لذلك لم تتناسب مع جوناثان"
صمتنا لدقائق لأنزل رأسي احدق بالأرض بتشتت بالـ
"اسمعي.. اردت فقط اخباركِ لئلا تبدين غبيه بنظرها
وتردي على اهاناتها المُبطنه اتفقنا؟ "
نظرت لها ابتسم بتكلف لتبادلني باخرى صادقه
تالا لطيفة حقًـا.. لكنها أكدت لي ان هذه الأجواء لا تناسبني ، اصدقاء؟
انا؟ لا أملك سوى لوي وفيكتور وحتى لا اعتقد انهما يعتبرانني صديقه سوى شخص مجبران على الإعتناء به.. "حسنا سابدل ملابسي وانزل إن كنتِ تريدين انتظاري فلا بأس" قالت بلطف لانفي برأسي
"سأكون بالأسفل" اومئت لي لاخرج وتختفي ابتسامتي تدريجيًا
ميسا.. اذا هذا ذوقه بالنساء؟ شقراء تجيد فن الحديث وتعرف كيف تبرز انوثتها وتستغلها
انا لا اغار منها.. مطلقًا
لأني اؤمن انني نسخه امرأه عظيمة
وانا انعكاس لهذه المرأه العظيمه إلا بعض الاختلافات لكنني لن اغار من نساء اخريات وخلفي امرأه مثل امي..
نزلت للأسفل لتتوجه الانظار نحوي لتعود ميسا للمزاح مع فريك الذي كان مكتفي بالإبتسام وجون وجيوفاني كانا منشغلين بالحديث بجديه ولم ينتبها لي، عدت للجلوس بمكاني ليلحظني جون ويلقي علي ابتسامه صامته.. يارجل الجو خانق!
عندما عادت تالا قدموا الهدايا لها والتهاني
والمفاجئه ان فريك تقدم بالزواج لتالا
كنت احدق بهم بأعين لامعه فكانت اول مره اشهد هذا الحُب بين اثنين كانت تالا تذرف دموعًـا من شِده فرحها وهي تعانق فريك
E
"اخيرًا فريك! كم هرمنا " كان هذا جون الذي نطق ساخرًا لكنه تسبب بقهقه الجميع
"على الأقل انا لا احبس نفسي بغرفتي وأكتب روايات عِشق وانتظر عشيقه تطرق نافذتي لأتزوجها"
رد عليه السخريه باخرى لتقهقه تالا عاليًا فلم تمسك ريڤ نفسا لتضحك معها "انظر حتى صديقتك تضحك عليك كم انت مثير للشفقه" مع إن فريك قال ذلك إلا ان الآخر كان بعالم مغاير ولم يسمعه
كان يحدق بالحسناء التي تتهامس مع تالا وتعاود الضحك تارة وتتنفس تارة اخرى... عليه ان يشكر فريك لاحقًا لان كلامه الفارغ صار به فائدة
"صحيح جون ألم ترتبط طوال الثلاث سنوات الماضيه؟ " كلام ميسا تسبب بتبدد الإبتسامات وحلول الصمت والجو المتوتر
"كنت مشغولا" اجاب جون بإختصار وبنبرو جافه لم يستطع السيطرة عليها.. هو بات يشعر بالنفور منها
منذ ان علم لما انفصلت عنه، اخواته خطه الأحمر الذي لا يستطيع ايا كان تجاوزه
"استطيع تعريفكَ على صديقتي هي صهباء جميله"
قالت بنبره مَرحه ولم تهتم لنظرات تالا وريڤ الحاده
او لم تلاحظها بالأصل
"على ذِكر الصهباء ريڤ.. اخبريني كيف اقنعتِ والدتكِ بقص شعركِ؟ نادرًا ما ارى فتاة بشعر قصير
انـه مُبهر! " قاطعت تالا حديث ميسا بطريقه ذكيه
ليزداد الضغط لكن ريڤلا اسكنته قليلًا بقولها
"في الحقيقه امي توفيت قبل عِده سنوات
وبخصوص شعري قصصته قبل سنتين تقريبًا
لا احد ورائي ليمنعني كانت امي لتقتلني
لأنها كانت تحب شعري الطويل"
تناسى الجميع ما حصل وركز بكلام ريڤلا
كانت ريڤلا تمتلك حقا هاله الاميره بكلامها الهادئ والرزين تعطي جوًا مريحًا..
"هل تعيشين مع والدكِ؟ " سألت ميسا بفضول ازعج ريڤلا لكنها اجابتها بإبتسامه
"نعم وزوجته وابنته" تجنبت ذِكر عيشها منفصله عنهم مؤخرًا لان الفتاة هنا إن عاشت بمفردها فهي هاربه من اهلها لا محاله ويطلقون عليها تكهنات بإحتمال لما هربت كـفجور وخيانه وغيرها
"لطيف.. صدمني اسلوبكِ مع انكِ لا تملكين امًـا منذ زمن بالعاده اليتيمات امثالكِ وقحات ويتجهن لفعل اشياء غير جيده" تالا كانت ستنطق لكن ريڤلا سبقتها في الرد
"تبدين خبيرة" قالت بنبره غامضه جعلت من ملامح الاخرى تقتضب لتخفي تالا ابتسامتها الشامته
بينما جون وضع يده على يد ريڤلا لعله يهدئها
"لكن.. كيف سمح لكِ والدكِ بالخروج مع رجل لا يمدكِ بصِله؟ "
••