Ruthless Royalty (21/21)

De Mayathehoe

29.5K 1.6K 11.8K

أغنية قديمة حول وقوع الخادم في حب أمير القصر. Mais

استهلال
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشـرون
الفصل الحادي والعشرون (الأخير)
ختامية

الفصل السابع

1.3K 85 597
De Mayathehoe

مرّ أسبوع منذ التقى جيبوم بمارك آخر مرة، كان الآخر مُحاطًا بالخدم والحرس الشخصيين منذ ابتاع منزلاً في وسط سوق المدينة، وكأن الملك يخشى أنه سيفر هاربًا ليستوطن الأحياء الفقيرة في ويستروس.

في المُقابل، أُحيل جيبوم للعمل في تنظيف مكتبة القصر، كان هنالك الكثير للقيام، ووجد جيبوم نفسه غالبًا في حيرة عن أي الأركان والأرفف قد انتهى منها وأيُها يحتاج عناية أكثر، هنالك الكثير من الكتب والمخطوطات والمجسمات التي لا يعي جيبوم مكنونتها واختلافاتها لكنه يؤمن بأنها تحتوي عوالم يأمل الغوص فيها مرة قبل انكسار شوكته.

كان يقف يحك رأسه يفكر إن كان قد انتهى من القسم الذي يحتوي الكتاب بغلاف الحورية حقًا وعليه الشروع في قسم الكتاب ذو الغلاف الجلدي القديم أم لا عندما لمح شيئًا غريبًا بدا كالظرف على رفٍ قد أنهى مسحه قبل دقائق، إنه متأكدٌ أنه لم يكن هناك من قبل، ويحاول استذكار إن كان هنالك صوت أي خطوات، لكنه كان مركزًا في مهمته لينتبه لذلك.

التقط الظرف وقلّبه في يده، كان يفكر أنه يجدر به إعطاؤه لرئيس الخدم أو أمين المكتبة غريب الأطوار، لكن جيبوم اقشعرّ جسده عندما وقعت عيناه على رسمٍ على ظهر الظرف، لقد رُسمت الملامح بدقة عالية بالحبر السائل، فتاة عابسة تُمسك بطنها البارز، وعجوز مبتسمة ترتدي ملابس بالية.

"سويون؟ الخالة جايون؟" تساءل جيبوم بصوتٍ عالٍ دون إدراك منه ثم أغلق فمه بيده ونظر حول المكان ليتأكده من خلوّه، هل من الممكن أن أحدًا ترك هذه الرسالة له؟ قُطع حبل أفكاره عندما سمع باب المكتبة يفتح ويغلق، فوضع الظرف بداخل جيبه على عُجالة وواصل عمله.

أمسك جيبوم بالظرف مجددًا وهو مستلقٍ على سريره بعد منتصف الليل، كان ذهنه يتسارع لمعرفة محتوى الظرف، ولم يكن هنالك بوسع إلا شخص واحد إنجاده من محنته، فوقف وأخرج الصندوق السماوي المزخرف الذي أعطاه إياه الأمير جينيونغ من أسفل سريره ومضى نحو جناح مارك.

يعهد جيبوم المكان جيدًا، فكان لطالما يجد نفسه يراقب الجناح من بعيد بعد القبلة الغريبة التي تبادلها مع مارك، لقد رأى الكثيرين يتبادلون القُبل من قبل، وسمع عنها في القصص والأناشيد المتداولة، لكن ما أحس به لم يكن من ذلك القبيل بتاتًا، وجد نفسه يُفكر كيف أن شفتي مارك ناعمتان وبطعم الكرز، بينما شفتاه جافتان، وجد نفسه يبتعد خشية أن قذارته ستلامس الجنة التي هي مارك، ابتعد رغم أن شيئًا في داخله يعصره ألا يفعل. ورغم استغراب الفتى الأكبر من ردة فعله، لكنه لم يُرغمه على شيء، فقط ارتمى في صدر جيبوم وأغمض عينيه ليسرد كل منهما حكايات طفولته حتى وقتٍ متأخر.

مدّ جيبوم الصندوق الذي في يديه أمام الحارسين الواقفين أمام جناح مارك، "طلب مني السيد مارك توصيل هذا في المساء،" تبادل الحارسان نظراتهما بتململ، ثم مدّ أحدهما يده محاولاً أخذ الصندوق، فسحبه جيبوم قريبًا إلى صدره، "إنه يكره أن يفتش أحد في أغراضه،" تنهد الحارسان وكأن صبرهما قد نفد.

"من تكون؟"

"الخادم جيبوم،" تفكّر جيبوم إن كان عليه قول المزيد كرتبته ومكان عمله، هذا ما يفعله الخدم الذين يعملون مع الأثرياء في العادة، لكن سيصبح ذلك مدعاة للشك، فما الذي يريده ابن قبيلة توان من عاملٍ في المطبخ؟

استدار الحارس الطويل وطرق الباب، ودخل، لم تمضِ ثوانٍ حتى رأى وجه مارك البشوش يجري نحو الباب يبتسم له، ثم يُشير إليه بالدخول ويُغلق الباب في وجه الحارس. حينها قفز مارك في حضن جيبوم، ورغم تردد الخادم، لم يستطع منع رغبات جسده في احتضان الآخر فلف ذراعيه حوله واستنشق كل الزهور التي تسكن جلد ابن قبيلة توان.

فورما افترقت أجسادهما، وضع مارك يديه حول خدي جيبوم ثم نظر في عينيه، أراد جيبوم قول أنه اشتاقه، لكنه فكر كم من الغريب سيكون ذلك، فهما لم يعرفا بعضهما لوقتٍ طويل، "هل أنت على ما يرام؟"

أومأ جيبوم رأسه، مشى عدة خطوات في جناح مارك ووضع الصندوق على طاولةٍ جانبية، ثم استخرج الظرف من جيبه، "وجدت هذا اليوم،" سلّم الرسالة لمارك، "ولدي إحساس أنها موجهة لي على وجه الخصوص،" ارتسمت علامات الدهشة على وجه مارك الجميل، لكنه أخذ الظرف دون تردد، "أنا... لا أستطيع القراءة، ففكرت-"

"دعك من ذلك،" قال مارك مقاطعًا، لم يُرد لجيبوم الخوض في تفسيرٍ يحرجه، رفرف قلب الخادم للتصرف اللطيف، "أحدهم رسم هذا خصيصًا لك؟"

"أعتقد ذلك، فلا شك أن هاتان هما الخالة جايون والخادمة سويون اللتان أخبرتك عنهن من قبل،" تظهر ملامح أكثر صدمة على وجه مارك، فهو يدرك ثِقل ما يجري هنا، فلم يتم فقط تسليم شيءٍ بسرية لخادم، بل ظرف يحتوي وجوه أشخاصٍ يُعتبرون خونة للعائلة المالكة، لكن ذلك لم يزرع أي تردد في ذهن مارك، بل سارع بإحضار سكين من سلة الفواكه على رأس المدخنة وفتح الطرف بحذر لكي لا يُدمر الصورة المرسومة.

كانت هنالك رسالة قصيرة في داخل الظرف، ( هيويون كانغ- عقوبة الإعدام)، قرأ مارك المكتوب بصوتٍ منخفض، ثم رفع رأسه ليرى إن فهم جيبوم ما تعنيه الرسالة، فوجد الآخر قد ابيضّ وجهه وكأنه رأى ملاك الموت. "هل تعرفها؟"

وكأن جيبوم قد استيقظ للتو من سباتٍ عميق، وضع يديه على رأسه وهمس، "سوف يقتلون خادمة أخرى."


كان ذهن مارك يعصف بالسيناريوهات المحتملة لما حصل وسيحصل. حالما قرأ مارك الرسالة لجيبوم، اشتعل الآخر وانطلق خارج الجناح قائلاً له أن يجهز العربة مجددًا قبيل الفجر.

لا يُصدق أنهم ينوون قتل خادمة أخرى، كان يبحث في مقتل جايون وسويون طوال الأسبوع ولكن كل النهايات مسدودة، وكأنهما لم توجدا من قبل، حتى أن بعض الأشخاص مثلوا أنهم لم يسمعوا بالاسم من قبل رغم أن هذا مستحيل، فكلتاهما عملتا في القصر ما لا يقل عن عشرين سنة.

ما يقلق مارك هو مصدر الرسالة، من أين حصل على المعلومة؟ ولماذا سلّمها لجيبوم على وجه الخصوص؟ وكيف يعرف بأميّة جيبوم ليرسم على الظرف بدلاً من الكتابة؟ مشى مارك في الغرفة ذهابًا وإيابًا، لا يستطيع الانتظار حتى يمضي الوقت ويرى جيبوم مجددًا، يجد نفسه مؤخرًا يفتقر للطمأنينة عندما يغيب الآخر من أمامه.

بدّل ملابسه وارتدى أقل شيءٍ يلفت الانتباه لديه، ثم وضع سكينًا في جيبه الخلفي، ووقف عند النافذة الزجاجية ينتظر.كان يعلم أن الحراس لا يزالون يطوقون باب جناحه، فأقفله بمفتاح محاولاً ألا يُصدر أي صوت، ثم فتح النافذة وقفز من علوها، إنهم حقًا يستخفون بابن قبيلة الهمج.

جرى نحو الاسطبلات محاولاً التخفي قدر المستطاع، كان المكان خاليًا عدا من عدد قليلٍ من الحراس والمومسات اللاتي يخرجن من غرف نوم أسيادهن في هذا الوقت، إنهن لا يشكلن خطرًا، لكن مارك تجنبهن مع ذلك.

حالما وصل الاسطبل الذي يعهده، تنهد عندما وجد ضالته، كان خادمه المخلص تشانيول مستلقيًا على القش يُحدث أحد الأحصنة كعادته، لكنه قفز حالما رأى سيده يدخل، أراد التحدث لكن مارك أغلق فمه والتفت من حوله. "أحتاج العربة مجددًا،" نظر مارك في عيني الفتى الأطول، إنه يعلم أن تشانيول لن يرفض له طلبًا، ليس فقط لأنه ابن زعيم القبيلة أو صديقًا قديمًا، بل بسبب إعجابٍ دفين كان يكنّه الآخر لوقتٍ طويل الآن، يكره مارك أنه يستغل ذلك أحيانًا، لكنه يكافؤه بسخاء.

"أنا أخشى مما يدور في ذهنك هذه الأيام،" تشانيول هو الشخص الوحيد من قبيلته الذي تم الإبقاء عليه برفقته في القصر، لكنهم أبعدوه قدر المستطاع عن مارك، وذلك يؤلمه.

"فقط ثق بي، حسنًا؟"

"لا تجعلهم يبيدونا فقط،" ضحك وهو يقولها، لكن هنالك نوع من المرارة في كلماته. أومأ مارك برأسه على أي حال، ثم وقف ينظر حوله مجددًا ليتأكد من عدم وجود أحدٍ في الجوار بينما يجهز خادمه المخلص العربة.

ركبها وانطلق، كانت أطراف أصابعه باردة وهو يمسك بالملجم، هزت كلمات خادمه ثقته، لكنه لم يكن ليتخلى عن جيبوم. أوقف العربة في المكان ذاته كالمرة السابقة، الباب الخلفي للمطبخ الملكي، ورغم ظلمة المكان، استطاع رؤية جيبوم ممسكًا بفتاة شابة من ذراعها، يبدو أن صاحب الرسالة لم يكذب بعد كل شيء، ساعدها لتصعد العربة فاستلقت ثم غطاها بوشاحٍ أسود آملاً أن يحميها الظلام من الأعين المراقبة، لم يتمكّن مارك من الحديث معها، كل شيء يمر بسرعة لا يدركها.

بث وجود جيبوم بجانبه الشعور بالاسترخاء، فمضى نحو بوابة القصر بحزمٍ أكبر،"أود قضاء الليلة في منزلي في المدينة،" حدّق الحارس نحو جيبوم وكان يبدو أنه سيقول شيئًا، لكن الحارس الآخر سبقه في فتح البوابة دون اعتراض. سار كل شيء فيما بعد على ما يرام، إن المكان الأكثر أمانًا هو المنزل الجديد لمارك، سيكون حلاً مؤقتًا حتى يجدوا بديلاً أفضل.

"لمَ يريدون إعدامي؟" سألت هيويون وهي واقفة بحانب الأريكة، لم تجلس عليها فهي بحضرة سيدٍ رفيع المستوى، لكن مارك اقترب منها وأجلسها على الأريكة، ثم أحضر لها كأس ماء. كانت متفاجئة وهي تتناول الكأس من يده.

"لا نعلم، أنتِ أخبرينا،" قال جيبوم وهو يجلس بجانبها، يتمنى لو أن لديها ما تقوله في هذا الصدد، أي خيط يدله. اقترب مارك من الخادم وجلس على فخذه، ووضع رأسه على كتف الآخر.

أثارت وضعيتهما استغراب هيويون، لكن توضحت لها ملامح علاقتهما على الأقل، "ربما له علاقة بالطفل؟" تساءلت وهي تُنزل رأسها وتنظر إلى يديها في حرج.

"طفل؟ أي طفل؟" ارتفع صوت جيبوم واشتدت اصابعه حول خصر مارك.

لم تستطع النظر إليهما في البادئ وكأنها مليئة بالخزي، لكنها رفعت بصرها بعدها وقالت بخوف، "أنا حامل،" أصاب جيبوم دوار من الديجاڤو التي مرّت عليه.

"هيويون،" تحدث مارك للمرة الأولى، ناداها باسمها فصدمها ذلك، لكنها أعارته انتباهها، "هل بأي فرصة،" لم يعرف كيف يختار كلماته، لم يُرد جرحها وهي في حالة صدمة من الأساس، "هل والد الطفل هو شخص نبيل؟"

كان مارك هو الذي طرح السؤال، لكن عينا هيويون ارتحلت ناحية جيبوم في ندم، ثم قالت بثقة غير مهزورة، "والد الطفل هو الملك ذاته يا جيبوم."

غطى جيبوم فمه كي لا تنطلق الصرخة التي بداخله، عليه حبسها، لكن قلبه ورأسه يوجعانه فيجعله ذلك غير مدركٍ لعالمه للحظات، ثم بدأت الحقائق ترتبط ببعضها وانحنى ليخفي رأسه في صدر مارك ويقرب الآخر منه وكأنه ملاذه الآمن، هل كانت سويون حاملاً بطفل الملك كذلك؟


انتهى الأمر بجيبوم بقضاء نهارٍ آخر في جناح مارك وسريره المريح، كان الاثنان مرهقان ليفكرا بشيءٍ أكثر عقلانية، حتى عندما أتى الخدم في الظهيرة لإيقاظ مارك، وجد الاثنان صعوبة في الإبقاء على أعينهما مفتوحة.

لم تكن الشمس قد غربت بعد عندما انتشرت أخبار إيجاد خادم في سرير ابن قبيلة توان الوسيم، ولم يكن ذلك الخادم سوى الفتى الذي تربى في دهاليز القصر، يتم تداول هذه الثرثرة بسرعة يعجز العقل عن استيعابها، تمامًا كالنيران المشتعلة. أراد جيبوم تصحيح ذلك، لكن نظرة واحدة تجاههم منعته من ذلك، فقد كانوا متحمسين كما لم يراهم منذ وقتٍ طويل، لا ضير في جعل ألسنتهم تتحرك في هذا الصدد.

قضى جيبوم يومين بين خدمة مارك والعمل في الاسطبلات وتقديم الشراب في البلاط الملكي حيث يتم حل شؤون البلاد ولقاء شعب ويستروس على حد قولهم.

كان جدول مارك اليومي مثيرًا للاهتمام، إنه يتكون فقط من عناد مارك، يرفض تناول وجباته مع الأسرة المالكة، يتجاهل الأمراء الثلاثة أثناء دعوته للعب، ويهرب من الخدم -عدا جيبوم- عندما يريدون تجهيزه لشيءٍ ما. كل ما يفعله هو التجول بين الأشجار، هنالك بريق في عينيه عندما يفعل ذلك، فرض جيبوم أنه يشعر بالحنين لموطنه، ولم يكن للخادم الصغير القوة لحرمانه من ذلك.

غادر جيبوم جناح مارك في الظهيرة ليتوجه للعمل في البلاط رغم اصرار مارك أنه يستطيع اقناع رئيس الخدم بأن يجعله خادمه الخاص، لكن جيبوم عليه رؤية شيء آخر غير مارك لو أرادا حقًا الاستمرار في هذه الصداقة. لم يرَ جيبوم عاملي المطبخ منذ ثلاثة أيام، إنه يشتاق إليهم وإلى أحاديثهم وترهاتهم، كان كثيرًا ما يُخبر مارك عنهم حتى يضحك الآخر لساعات ويتطلع لقصصهم الأخرى.

حمل جيبوم وعاء النبيذ ووقف في مكانه المعتاد في البلاط الملكي حيث يُقام المجلس دقائق قبل وصل الأسرة المالكة والوزراء لبدء مناقشة شؤون الدولة.

دخل رئيس الأساقفة ومن خلفه بعض الكهنة يحملون الصليب في أيديهم، وبعدما تمركز كلٌ منهم في مكانه، دخل الوزراء واحدًا تلو الآخر في نظامٍ مبتذل، إنهم يبذلون جهدًا لا نظير له ليبدو راقين في تحركاتهم، وعندما امتلئت القاعة القمرية بأعضائها، وقف كل من فيها، فدخل الملك سومان في عتو، والذي يبدو وكأنه ازداد عدة أرطال منذ آخر مرة رآه فيها، على يساره تمشي الملكة را إيم، قوية الهالة كالعادة، من خلفهما يمشي ولي العهد جينيونغ، يبدو وكأنه قد أجبر على المجيء إن كان تجهمه وسحبه لرجليه أي دليل، معروف أن البلاط هو مكانه الأقل تفضيلاً، من خلف ولي العهد يمشي الأمير جاكسن، ينظر في الأرجاء يبحث عن أحدٍ ما، ثم يهز رأسه وكأنه لم يجد ضالته، وخلف الأمير جاكسن، أخ الملك اللورد شيون وابنه يوقيوم يمشيان مبتسمين بجانب بعضهما، وفي السطر الأخير، تمشي عشيقة الملك، السيدة آني. إن هذا الدخول لهو تمثيلية فيها دهاء توضح مقام ورُتب كل فرد من العائلة المالكة.

جلس الملك سومان فتبعه كل الحضور، يجلس على عرشه حوله الملكة را ايم والسيدة آني، لم يجلس ولي العهد بجانب أمه، بل توجه للجهة الأخرى ليجلس بين السيدة آني وأخيه جاكسن، رمقته الملكة بنظرة لكنها ابتسمت ابتسامتها الجليدية دون قول شيء، بدا وكأن الأمير يوقيوم يتمنى الجلوس بجانبهما كذلك، لكن نظرة من والده جعلته يجلس على يمينه بعده هو والملكة، كان هنالك أثٌر لتجهم طفولي على وجهه، وكأنه أحدًا ما أخذ لعبته المفضلة.

التقت عينا جيبوم بعيني الأمير جينيونغ لبرهة، كان يضع يده على خذه في تململ وهو يميل على مقعده، لكن حالما رأى الخادم، جلس باستقامة ووضع يده أمامه بأدب.

بدأ المجلس كالمعتاد بقراءة أرقام خزينة الدولة، وأخبار الدول المجاورة، والتطورات السياسية الحاصلة في البلاد، كل هذه الأمور على ما يرام. بعدها، تم الإعلان عن بعض القرارات التي يجب إتخاذها من قِبل الملك، كل شيء رتيب على نفس المنوال، حتى جاء وقت المحاكمة.

كان جيبوم يصب شرابًا لسيدة نبيلة عندما تردد صوت مستشار الملك في القاعة معلنًا عن بدء المحاكمة، رفع جيبوم رأسه للحظة فقط ليرى الحراس يجرّون شخصين من البوابة نحو رحمة الملك. ارتعشت يد جيبوم لما رآه، لكن السيدة لما تنتبه لذلك، فانتهى من مهمته وعاد مسرعًا لموقعه ليتأكد مما رأته عيناه.

هذا لا يمكن أن يكون حقيقيًا، لكن ذلك يحصل فعلاً، بين الحراس الأربعة، يركع اثنان عرفهما طوال حياته، الخادم السمين والخادم النحيل. كانت عينا جيبوم ملتصقتين عليهما، احمرّت يداه حول مقبض الشراب، وبدأ يسمع الدم يجري في أذنه.

"عاملان من المطبخ الملكي، شين شيندونغ، والمعروف أيضًا بالخادم السمين، وكيم ريوك، المعروف أيضًا بالخادم النحيل،" هذا لا يمكن أن يحصل، "إنهما مُتهمان بالتواطؤ مع المقاومة المرتدة بسبب علاقتهما مع الخائنة جايون،" كيف لهذا أن يستمر في الحصول؟ ما الذي يجري بالضبط؟

"خونة؟" زمجر الملك، "أنا لا أطيقكم!" وقف الملك يحمل عصاته الذهبية برأس الأسد، "أنتم فقط تريدون وتريدون!" وقف على حافة الدرج وأشار نحوهما، "لقد كسوتكما وأعطيتكما من خيري طوال حياتكما الوضيعة!" كان الاثنان يرتجفان في الأسفل لكنهما لم يتحركا ولم يتحدثا بشيءٍ أبدًا.

اهتزت القاعة بسلسلة من النعم والصحيح، نظر جيبوم حوله في خوف، هذا هراء تام! ثم وقعت عيناه على عيني ولي العهد جينيونغ الذي كان ينظر نحوه بالفعل، تذكر جيبوم كيف كان الآخر يحمي الفقراء والمحتاجين عندما يزورون البلاط، فوجد فيه أمله الأخير، هز رأسه يمينًا ويسارًا وهمس "أرجوك،" محاولاً نقل اليأس الذي يحمله في قلبه إلى عينيه.

استدار الأمير جينيونغ نحو أخيه الأكبر جاكسن، الذي وقف دون تردد، "حضرة المستشار،" عمّ الصمت في القاعة والتفت كل من فيها ناحية الابن غير الشرعي، حتى الملك نفسه عاد لعرشه بصمت، انحنى المستشار للأمير في انصياع، "هل لي أن أعرف بأي دليلٍ تتهمها بالخيانة العظمى؟"

توتر المستشار، لكنه أمسك المخطوط الذي بيده وفتحه ثم أجاب، "لقد كانا قريبين جدًا من الخائنة الراحلة جايون،" بلع المستشار ريقه وألقى بنظرةٍ ناحية الملك، "كما أن هنالك إشاعات أنهما يخبئان الطعام في غرفهما وتوزيعه للمتسولين،" لم يتم الاعلان من قبل أن جايون وسويون قد ماتتا بأمرٍ من الجهات العليا.

"عفوًا،" رفع جاكسن يده يوقف حديث المستشار، "هل قلت إشاعات؟" لم يكن هنالك أي صوت في القاعة، تراكمت الدموع في عيني جيبوم، لكن أطرافه تجمدت من التوتر، وكانت العرق يتصبب على وجهه وظهره.

وقف ولي العهد جينيونغ حينها ومشى حول الحراس في دوائر معطيًا ظهره للملك مخاطبًا المستشار فقط، "كتاب قانون ويستروس العظيم، الفصل التاسع عشر، البند السابع، لا يحكم بالخيانة العظمى إلا بوجود شاهدين على الأقل بعد قسمهما على الإنجيل الشريف،" تلى القانون من الكتاب الذي يبدو أنه يحفظه عن ظهر قلب، "أين هم الشهود؟" تأتأ المستشار محاولاً الإتيان بعذرٍ ما.

وقف الأمير يوقيوم رغم محاولة والده رئيس الحرس في إيقافه ومشى نحو الاثنين الواقفين قبالة المجلس الملكي، "ردع التحريض على الفساد والارهاب والعنف في ويستروس هي مهمتنا نحن الحرس الملكي، لماذا لم نسمع عن ذلك أيها المستشار؟" لكن المستشار لم يمتلك أي إجابه، فهو لم يكن مستعدًا البتة لمجابهة ثلاثي الموت.

نظر المستشار من خلف الثلاثة نحو الملكة را إيم ثم ركع يطلب الرحمة، "لقد كان حُكمًا خاطئًا مني، سامحوني أيها الأمراء الموقرون-"

"ليسوا هم من يعطون المغفرة!!" زمجر الملك بصوتٍ عالٍ في حقدٍ وغيرة واضحة، ارتد صدى الصوت في أنحاء القاعة، "الملك وحده من يفعل!" لا يريد من هيبته ومقامه أن يُعتلى، حتى من قِبل من يربطه الدم بهم.

ركع ولي العهد واضعًا يده على ركبته ورأسه نحو الأرض، فتبعه الأميران الآخران من خلفه، "لا نجرؤ على ذلك جلالتك،" لا أثر لأي ارتباك أو تردد في نبرته، يود جيبوم أن يبكي.

لا يتحرك أحدٌ في القاعة، توقف الجميع عن الشرب أو التحدث أو الالتفاف، كان حل انتباه الجميع نحو الثلاثة الشامخين، "نحن فقط ارتئينا أنك لا تقبل الظلم تحت جناحيك العظيمين،" قال الأمير يوقيوم بحكمة. لا يعرف كيف يصف جيبوم ذلك، لكن شيئًا تغير يومها في تلك القاعة في قلوب الجماهير المراقبة بصمت.

"كنا نطبق تعاليمك الفضيلة في المحاكمات،" قال الأمير جاكسن مستكملاً على خطاب سابقيه.

"نعم، نعم،" لم يعرف الملك ما يقول، "أيها المستشار، راجع حساباتك، وبحق السماء ركّز أكثر عندما تتفحص مثل هذه الأمور الدقيقة وإلا عيّنت شابًا أصغر بدلاً منك أيها العجوز،" في الحقيقة، المستشار أصغر من الملك بعشرين سنة على الأقل. أحس جيبوم بطعم الدم على لسانه حينها، لم ينتبه أنه كان يعض شفتيه بقوة حتى تمزقت وسالت قطرات من الدم إلى فمه.

ركع المستشار، "سامحني أيها الملك!" كان جليًا حينها أن ذلك الشخص لم يعد جديرًا بموقعه، لكنه كلب الملك الذي يحركه بإشارة إصبع، وفي ذلك نشوة يهواها الملك سومان.

"لك ذلك،" إنه يتلذذ بذلك النوع من القوة.

أشار المستشار للحراس أن يحرروا الخادمين الذان بقيا صامتين طوال الجلسة، ثم خرجا برفقة الحراس خارج القاعة ثقيلة الجو هذه دون أن ينبسا بحرف. تُعييهما الصدمة حتى عن النظر نحو منقذيهما.

"انصراف،" صاح الملك كعادته، لم يحتج أحدٌ سماع ذلك مرتين، قام النبلاء والحراس والكهنة بالانصراف وفقًا للأعراف بسرعة متمنين الخروج للبدء في النميمة حول ما حصل، وقف الخدم ضائعين لأنهم في العادة يغادرون في الأخير، ولكن الملك لا زال واقفًا مكانه حتى خلت القاعة إلا من الأسرة المالكة، وبعض الخدم الذين اختاروا عدم المغادرة والركوع لأنهم لم يسمعوا أمرًا مباشرًا، ومن بينهم جيبوم.

"أنتم الثلاثة،" قال الملك بنبرة منخفضة، لكن الغضب الذي يتخللها كان مرعبًا حتى لجيبوم الواقف بعيدًا، "هل يا ترى ربيت ثلاثة شياطين؟"

"والدي-"

"أنا الملك!" صرخ في وجه ولي العهد جينيونغ، الذي بقي ولم يتزعزع من مكانه، حتى عيناه بقيتا مفتوحتين في تحدٍ واضح، "را إيم، أترك لكِ مسألة تأديبهم،" مشى مغادرًا وأشار لبعض الخدم بأن يتبعوه، "أنا أحتاج الغرق في النبيذ والنساء حتى الغد،" ضحك وهو يمشي بحماس مبالغٍ فيه يتبعه خدمه الخاصون.

حينها فقط، وقفت الملكة را إيم، رفعت يدها تطرد جميع الخدم، ففعلوا ذلك، نظر جيبوم نحو الثلاثة ووجدهم يبتسمون، ليس ناحية شيء محدد، إنهم فقط يبتسمون بسعادة، غير مكترثين بما تخطط الملكة لهم.

وقبل أن يُغلق الباب، ناداه صوتٌ عذب من خلفه بنبرة منخفضة، جاء ولي العهد يجري ناحيته. كان الأمير جينيونغ يقف قريبًا منه. أغلق الباب وأشار لبقية الخدم بالاستمرار، "هل أنت على ما يرام؟" همس وهو ينظر ناحيته بقلق، لقد ترك الملكة خلفه وجاء يطمئن على الخادم.

"أيها الأمير..." كان جيبوم مصدومًا من اللطف غير المحدود الذي يحمله الأمير، إنه لا يفهمه، حتى في هذا الوقت الذي تصعب عليه الأمور، "ما فعلتَه هناك،" أشار جيبوم نحو القاعة من خلف ولي العهد، "ما فعلتموه أنتم الثلاثة،" كادت الدموع المتراكمة تسقط من عينيه، "كان أفضل شيء قام به أحد لي في حياتي،" وضع جينيونغ يديه على فمه وكأن المشاعر تسيطر عليه هو الآخر، محاولاً كبح نفسه، "أنا أدين لك بحياتي،" اقترب جيبوم من ولي العهد وأخذ يده التي لم يستخدمها لتغطية فمه، وقّبل ظهر يده، ثم وضع جبهته على مكان القبلة. إنه قسمٌ بالولاء.

نظر إلى ولي العهد الذي لم تفارقه عيناه وابتسم بصدق، ثم انصرف تاركًا الآخر هائجًا. كان لديه الكثير لإخبار مارك بعد كل شيء.


استيقظ ذات فجرٍ بحلم في ذهنه، ورغم أنها لم تكن فكرة سديدة ولكانت الخالة جايون ستصرخ عليه بسببها، لقد تمسّك بالحلم. إنه يُريد أن يصبح فارسًا. يُدرك جيبوم جيدًا أنه مجرد خادمٍ يتيمٍ في القصر، لكن اللُطف الذي رآه في تعامل أسياده الصغار جينيونغ ويوقيوم وجاكسن أشعل شيئًا بداخله، فكان ذلك دافعه.

إنه أدرى من أي أحد بوجود السلم الاجتماعي، وأن الحرس الملكي يتكون من الرتب الدنيا التي تتكون من الفقراء الذين يقومون بالأعمال القذرة، والفرسان الذين وُلدوا نبلاءً وتمرنوا منذ صغرهم ليحصلوا على تلك المرتبة، ثم أقسموا على خدمة الأسرة الملكية دون أن يقاسوا الكثير، لكنه حالما أعلم مارك بطموحه، صرخ عليه بأن ذلك ليس عائقًا، وأنه يستطيع فعله طالما أنه امتلك هدفًا أخيرًا.

عند غروب الشمس، مشى جيبوم في حديقة القصر، ثم المكتبة ثم الاسطبل آملاً أن يستطيع الانفراذ بأحد الثلاثي مجددًا. وجد السيد يوقيوم في الحديقة لوحده، وقبل أن يسأله، اعتذر مرارًا وتكرارًا على "جرأة خادم دنيء مثله على الطلب" لكن السيد يوقيوم أدار عينيه وطلب منه أن يتحدث. فسأله عن طلبه السابق بعد المبارزة مع السيد جاكسن حول إمكانية انضمامه للحرس. سُعد السيد الصغير بذلك، وأجابه بكل ما يعرفه.

تُقام مراسيم القبول سنويًا في القلعة، ويتم قبول القادرين بعد عددٍ من اختبارات الكفاءة. أكّد له السيد يوقيوم أنه أكثر من قادرٍ على تخطيها جميعها بسهولة، وكما أن حقيقة أنه تربى وعاش كل حياته في القصر ستفيده، فذلك يضمن ولاءه.

خلال الأشهر القليلة التي تسبق المراسيم، تدرب جيبوم لوحده بعد منتصف الليل. علّمه مارك ما يعرفه عن الصيد واستخدام الرماح والأسهم، كما تدرب بجد على إمساك السيف، وحاول تقليد حركات الحراس والسيد جاكسن المتقنة.

عرف أن الملكة قد أمرت بإرسال ولي العهد جينيونغ قريبًا في رحلة تأديبية لبلدٍ مجاورة ليتعلم بعض التقاليد والأعراف، وسيتم إرسال الأمير يوقيوم مع المتدربين الجدد إلى الحدود بصفته ابن رئيس الحرس، أما الأمير جاكسن فعليه أن يُحاط بالعلماء ويهيء نفسه للزواج.

كانت المراسيم كما وصفها السيد يوقيوم. لم يكن عليه إلا القول أنه خادم من القصر، ثم التلويح بالسيف، ثم إسقاط أحد الفتية، وبعدها تم قبوله. لكنه يعرف أن للسيد يوقيوم يد في ذلك، فبعد انتهاء تقييمه، غمز له السيد الصغير مع ابتسامة خبيثة.

كان مارك هو الشخص الذي وّدعه بجانب عاملي المطبخ الذين كانوا يذرفون الدموع فخرًا. سقطت الكثير من الدموع من عيني الآخر، لكنه وعده أنه سيعود وجعله يقسم أن سيكون متفائلاً وقويًا وألا يخسر في معركته الخاصة، وضع مارك قلادة ذهبية على شكل طائر حول رقبة الفتى الأصغر، لقد استطاع جيبوم التحرر من هذه الأسوار أخيرًا، لف الأكبر يديه حول رقبة الخادم واحتضنه بخوف.

حينما كان مارك بين يديه، مرّ في ذهنه شريط ذكريات الأشهر السابقة التي قضياها معًا بسعادة، كان هنالك الكثير من العمل الجاد والتدريب، وبالطبع الكثير من المرح واللعب والمزاح والقصص، والكثير من العاطفة بينهما، خمسة عشر قبلة، قام جيبوم بِعدّ كل واحدة منها، إنه يُقدس كل لحظة قضاها مع مارك، ويأمل أن تكون مصدر قوته عندما يكون بعيدًا عنه.

"سأكتب لك،" كانت تلك كلمات مارك الأخيرة له قبل فراقهم، شعر جيبوم أن لدى الآخر المزيد لقوله، لكنه اختار الصمت والانغماس في حضن خادمه المفضل للمرة الأخيرة. كان جينيونغ وجاكسن يراقبان ذلك الوداع من شرفةٍ قريبة بينما يودعان صغيرهما يوقيوم كذلك. كان ذلك وقتًا صعبًا لكل الخمسة، خمسة فتية سيسلكون خمسة طرقٍ مختلفة، الألم الذي شعروا به لا يقارن بشيء، لكنهم يعرفون جيدًا أنهم يحتاجون ذلك الاندفاع، وحتى إن طال بُعدهم، سيلتقون مجددًا بأرواح أقوى.

وهكذا، غادر جيبوم القصر للسنتين القادمتين إلى السوار حول المملكة ليتدرب كأحد حرس القصر، واضعًا حلمه نصب عينيه، تدفعه ذكرياته للمضي قُدمًا.

Continue lendo

Você também vai gostar

phobia De Millany

Ficção Adolescente

48.5K 3K 20
سيهون لديه فوبيا من الكلاب ولسوء حظه فجاره الجديد في الشقة المجاورة يمتلك ثلاثاً .
22K 2.9K 10
"مِن مَن تهرب القطة الصغيرة؟" توقفت لوڤينا عن السير لتنظر خلفها بحدة عندما تقابلت عينيها مع أعين إبن جيون و الذي يكون من العائلة المعادية لعائلتها عا...
207K 7.8K 27
[ ADULT CONTENT ]. _ كنت سعيدة انني سأكمل دراستي وأدخل الجامعة حتى تلقيت صدمة غيرت كل مخططاتي. _ _ العد العكسي لنهاية حياتكِ قد بدأ.. احذري. _ _...
257K 9.8K 22
"انه لشيءٌ لطيف أنني استطعت جعلك تضحك وسط ممارسة الجنس تايهيونغ" BL NOVEL TAEKOOK TOP JK ©All rights belong to @vkoo__k_