جليدية المشاعر

By Romancier1993

22.7K 1.6K 743

وبين صدى المدافع وهدير الرصاص وغيوم الدخان. وبجانب حطام قلوب المباني والعمران هناك, نظرت نحوه تلك الرمادية ب... More

المقدمة
part 1: نهاية خريف
Part 2: ميلاد ووفاة
Part 3: عشاق وموتى
Part 4: قطعة سكر
Part 5: بلا وداع
Part 6: الضباب
Part 7: شبح الذكريات
Part 8: أبواب السماء
Part 9: شرق وغرب
part 10: ومضة نحو الماضي
Part 12: ملاك اسود
Part 13: همسة طيف
Part 14: خيانة صادقة
Part 15 نهاية الموسم الاول : صرخات اشباح
Part 16 بداية الموسم الثاني: ذكريات متجمدة
part 17: قمرٌ رمادي
Part 18: نظرة طفولية
Part 19: شجرة الذكريات
Part 20: عملة الجسد
Part 21: هدية القدر
Part 22: لقاء الاموات
Part 23: حديث الرماد
Part 24: ظلمات الذكريات
Part 25A: نصف قرن
Part 25B: نصف قرن
Part 25C: نصف قرن

Part 11: اقدارمتصادمة

513 47 10
By Romancier1993

الفصل الحادي عشر: اقدارمتصادمة

شق الرفاق طريقهم تاركين اثار اقدامهم على الجليد, وماضين بحذرنحو وجهة منسوجة بالأكفان.

تحدث ميلر قائلا: "علينا المضي بين اشجار الغابة بحذر, ربما يكون الالمان بالقرب منا".

فرانك وهو مصوب سلاحه نحو الاشجار استعداد لأي طارئ: "بعد ان نقطع هذه الغابة التي يجوبها الالمان سنواجه ارض مكشوفة عندها يجب علينا الاسراع, لنأمل ان تكون وقتها غير مراقبة".

اكملوا مسيرتهم بحذر حتى قطعوا الغابة الالمانية ووصلوا المنطقة الخالية من الاشجار, احس هوكنز بالخطر فوضع يده على الارض وتحدث قائلا: "دبابات تقترب علينا الاختباء, اسرعوا".

استطاعوا الاختباء خلف صخور في اعلى تلة قليلة الارتفاع, لتكون انظارهم على الشارع الذي كان طريق لعبور اليات الالمان, فرأوا من بعيد دبابة تتقدم ومعها دورية من اثني عشر جنديا.

انتظروا حتى عبرت الدورية واصبح الطريق سالكا ثم اكملوا مسيرتهم, كان الوقت حينها قد اوشك على الغروب, وصلوا الى منطقة قبل "ليدنفيلد" في كوخ صغير وسط مزرعة بجانب غابة صغيرة نهايتها تؤدي الى محطة القطار, من اجل مقابلة احد جواسيس الحلفاء, والحصول على تذاكر للقطار ومعرفة اسم الجاسوس الذي سينتظرهم في المحطة الاتية.

وصلوا الى المزرعة, دخلوا الكوخ بحذر فوجدوا شخصا جالسا على طاولة وامامه غلاف يحتوي عدة اوراق, صوب جيم سلاحه نحو راس الرجل وتحدث قائلا: "عرف عن نفسك؟"

الرجل الغريب: "الرمز (لصوص الجحيم), ادعى رون, جاسوس لقوات الحلفاء".

وضع فرانك يده على بندقية جيم وانزلها ثم اشار بعينه لسميث بان يحمل المغلف من على الطاولة.

ثم استعد الجميع للخروج, فاعقب هوكنز قائلا: "علينا الاسراع بالابتعاد عن هذه المنطقة".

بعد ان ابتعدوا عن الكوخ توقف فرانك من اجل مصافحة وتوديع "رون", فامسك يده ثم شكره قائلا: "شكرا من اجل المساعدة, عليك توخي الحذر, ليكون الرب معك", ابتسم رون وتحركت شفاهه ليودع فرانك الا ان رصاصة المانية من بعيد قاطعت تلك اللحظة فدخلت في قلب رون من ظهره فسقط ارضا, ليصرخ ميلر الذي كان اول من احس بالخطر: "قناص, احتموا".

تطايرت الدماء على وجه فرانك الذي تجمد من شدة الصدمة واصبحت ضربات قلبه تدق بسرعة هائلة, فسحبه جيم نحو حفرة صغيرة, فاختبوا خلف الاشجار وفي الحفر, كانت رصاصات القناص تمر كالصقر من اجسادهم وهي تحاول اصطيادهم.

استعاد فرانك جأشه ثم صاح قائلا: "اريد تغطية نارية", ثم صوب سلاحه محاولا ايجاد القناص الالماني المختبئ بين الثلوج.

بدأوا بأطلاق النيران ليتمكن فرانك من العثور عليه, ومع اطلاق القناص الالماني رصاصة تمكنت من اصابة سميث في اعلى ذراعه اليسرى, استطاع فرانك تمييزه حيث كان مرتديا زيا ابيض اللون ومستلقيا وسط الثلوج بالقرب من شجرة ساقطة على الارض, اغمض فرانك عينه اليسرى وصوب نحو راس القناص ثم همس لنفسه: "لقد وجدتك, لا تتحرك ابقى ثابتا".

اطلق رصاصة اخترقت خوذة جندي العدو واردته قتيلا, ثم هرعوا لنجدة سميث حيث كانت الاصابة ليست بالغة واخبرهم انه يستطيع التحرك واكمال المهمة, عالجه جيم الذي كان يحمل علبة الاسعافات الاولية, لحسن حظه ان الرصاصة خرجت من الجهة الاخرى ولم تصب سوى اللحم, تمكن جيم من خياطة الجرح واخبره انه سيكون بخير.

اكمل الرفاق مسيرتهم حتى وصلوا محطة القطار ثم تسللوا الى احدى العربات, وعند صعودهم وجدوا شخص يحمل سكينا في انتظارهم, فحينما فتح هوكنز الباب سحبه الرجل الغريب ووضع السكين حول عنقه,

صوب الجنود اسلحتهم نحوه وامروه بأطلاق سراحه, رفض الرجل فعل ذلك واخبرهم انه سيقلته ان لم يتأكد من انهم ليسوا جواسيس المانيين, اعقب ميلر مستغربا: "الا ترى بزاتنا العسكرية ولكنتنا؟ ".

الرجل: "مهمتي تنص على الا اثق بأحد, اروني الورقة".

فرانك: "ليريه احدكم الورقة بحق الجحيم, سيتسبب في موتنا جميعا".

اخرج سميث الاوراق ووجد الورقة المطلوبة ثم اعطاها للرجل, ايقن الرجل انهم الاشخاص المعنيون, فألقى التحية لفرانك واعتذر بشدة.

صافحه فرانك وسأله عن اسمه, فأجاب: " ايفانيش شتوسكي, من المقاومة الهولندية, اعرف مدينة  شتوتغارت وطرقها, سأكون دليلكم فيها".

ركبوا القطار واغلق ميلر باب العربة ثم جلسوا جميعا حول مصباح صغير وبدأ ايفانيش يطلعهم على تفاصيل المهمة.

بعد ساعتين وصل القطار ساحة السكك الحديدية في شتوتغارت, توقف القطار بصورة مفاجئة فاحس الجنود بالريبة, صعد ميلر ليرى ماذا يحصل من فتحة اعلى العربة, فرأى دوريتان من الالمان تحت قيادة مقدم بالجيش الالماني يصرخ عليهم بان يفتشوا جميع العربات, واصدر اوامره بإعدام الاسرى العسكريين اللذين كانوا في احدى العربات, فقد وصلته اخبار تفيد بان هناك عملية سرية ينفذها الحلفاء, فحاول التصرف بسرعة وانهاء الامر, استعد الرفاق من اجل المعركة فجهزوا اسلحتهم وطلب ايفانيش سلاحا من ميلر ليقاتل به, فأعطاه ميلر مسدسه.

فتح الالمان ابواب العربات واحدة تلو الاخرى وعند وصولهم العربة الثالثة ومع فتحهم الباب صوبوا اسلحتهم نحو الجنود الاسرى اللذين لا يحملون اسلحة, ثم اصدر المقدم الاوامر بقتلهم جميعا, كان ميلر يشاهد ما يحصل من ثقب في باب العربة, لم يستطع فعل شيئا سوى سماع اصوات الرصاصات وهي تطلق على جنود لا يحملون اسلحتهم.

وصل الجنود الالمان الى باب عربة ميلر ورفاقه وعندما فتح الجندي الالماني الباب استقبله ايفانيش واضعا المسدس في راسه فاطلق عليه رصاصة قتلته على الفور, ليكمل رفاقه الباقي حيث قاموا بأطلاق النار على جميع الجنود الالمان الذين كانوا طريدة سهلة.

قفزوا من العربة وركضوا نحو بعض القطارات المتوقفة عن العمل, دقت صافرة الانذار وتوافد المزيد من جنود الالمان, كان المقدم الالماني غاضبا جدا, ويصرخ على الجنود بان يقتلوهم جميعا.

بدأ الطرفان بتبادل النار وتوافد المزيد من الالمان, فلم يتمكن الرفاق من التحرك نحو المصنع الذي كان خلفهم ليستطيعوا من خلاله الولوج الى شتوتغارت, اصيب هوكنز في صدره فسقط ارضا, لم يكن مجهزا لقتال حرب الشوارع, ركض نحوه جيم وهو يطلق النار ويصرخ, نزل على ركبتيه ثم وضع سلاحه خلف ظهره وسحب هوكنز الى جانب جدار اسمنتي قيد البناء, تحدث مشجعا: "انظر الي ايها الفتى, لن تموت", كانت الدماء تخرج من فم هوكنز وصدره ثم ابتسم قائلا كلمات تخرج ملطخة بالدماء: " انني سعيد لكوني اول من يغادركم", ترك الارض وعيناه مفتوحة تصرخ بالحياة بعمر السادسة والعشرين, نزلت دموع جيم الذي احتضنه وهو يصرخ: "ستدفعون الثمن".

اغلق عيني الفتى ثم نهض  كوحش مجنون وحمل سلاحه ثم اتجه نحو الالمان وهو يطلق النار, صاح فرانك طالبا منه ان يعود ادراجه لكنه لم يصغي,

تقدم جيم نحو الالمان وهو يقتل منهم, فأصيب في جميع اجزاء جسده, كانت الرصاصات تدخل كقطرات مطر تسقط على الارض متناثرة في الارجاء, ثم سقط على ركبتيه ولازال يطلق الرصاص حتى القى عليه قديس الموت صليب في وسط راسه فقد كانت رصاصة الخلاص.

حزن الرفاق لخسارة رفاقهم ولم يتوقفوا عن القتال, الا ان كثرة الالمان كانت على وشك غلبة شجاعتهم.

ثم اتى شاب من اعلى احد القطارات وبدأ بأطلاق النار على الجنود الالمان فسنحت الفرصة لميلر ورفاقه بالهروب نحو المصنع ثم تبعهم ذلك الشخص الغريب, علم ميلر انه شخص يود مساعدتهم, فاستمر بتأمين الغطاء الناري له حتى وصل اليه ثم ركض الاثنان وهربا نحو مدينة شتوتغارت, حيث قطعوا شارعا وسط غابة صغيرة, ليصلوا الى بناء مهجور يبعد قليلا عن قلب مدينة شتوتغارت, فهم الان في وسط الجحيم.

تجمع الرفاق في وسط البناء المهجور ثم تحدث ميلر بأنفاس سريعة انهكها الركض: "نحن مدينون لك بأرواحنا, شكرا لك".

الجندي: "لقد رأيتكم بحاجة للنجدة فلبيت النداء, لقد قاطعتم رحلتي نحو الوطن".

فرانك: "كيف وصل بك الامر الى شتوتغارت".

الجندي: "لقد كنت اسير بيد الالمان واستطعت الهروب, ورفاقي اعدموا جميعا, وكنت متجها نحو سكة القطارات لأهرب نحو الاراضي التابعة للحلفاء, حتى استطيع الانضمام لكم والعودة من اجل الانتقام".

فرانك: "سنعطيك فرصة اعظم للانتقام اذا انضممت الينا, ما اسمك؟ ".

" ادعى:ماردن وليام, لقد كنت جنديا في قوات الكوماندوس البريطانية".

ميلر: "تشرفنا بمعرفتك"

وليام: "الشرف لي بان يرميكم القدر على قارعة طريقي, صدفة غريبة".

بعد ان صافحه الجميع واخبروه بأسمائهم, طلب فرانك منه الانضمام الى الفريق واخبره بجميع تفاصيل المهمة ووعده بان يكون مصيرهم سويا اما النجاة او الموت.

صمت وليام للحظات ثم اخبرهم انه ليس لديه شيئا ليخسره وانه ميت اصلا في نظر وطنه, لربما سيكون مفيدا لهم, فهو مقاتل فذ وقد اصبحت لديه الخبرة التي تمكنه من التأقلم في مثل هذه الظروف.

فتح فرانك الطرد المغلف وقرأ باقي الاوامر, حيث توجب عليهم الحصول على ملابس لجنود المان, ومقابلة شخص يدعى "نايان" في حانة تدعى "جوتابند", سيكون ورقتهم الرابحة لدخول المصنع وسرقة الاوراق, وقبل هجوم طائرات الحلفاء في الصباح الباكر عليهم الهروب من المصنع نحو نقطة تبعد كيلومترين عن شتوتغارت من اجل عملية الاخلاء.

علق ايفانيش: "دعوا امر الحصول على الملابس من نصيبي, سأتدبر امري".

سميث: "لكن ان امسكوا بك لن نستطيع مساعدتك, سنتخلى عنك".

ايفانيش: "لا تقلقوا لن يتمكنوا مني", ثم نهض والقى عليهم التحية العسكرية الامريكية فرفع يده اليمنى نحو جبينه وودعهم, اجابه الرفاق بنفس التحية, وتمنوا له التوفيق.

كان الوقت منتصف الليل, اجواء باردة تحتضن البلدة مجبرة سكانها على التوجه الى منازلهم, بدأت الشوارع تصبح خالية شيئا فشيئا, لم يتبقى سوى جنود يقومون بأداء واجبات الحراسة والهواء البارد يداعبهم, فتمكن ايفانيش من الهجوم خلسة على نقطة عسكرية فيها اربعة جنود شبان واستطاع التغلب عليهم بقتال دون اسلحة, فقد باغتهم وتمكن منهم واحد تلو الاخر.

بعد نصف ساعة وبينما كان فرانك ورفاقه يدخنون السجائر في امل انتظار عودة ايفانيش, سمعوا صوت اقدام فاستنفروا استعدادا للاتي, فرأى وليام قبعة ايفانيش تلوح تحت اضواء القمر وهو حاملا على كتفه ثيابا, فطمئن الجميع بان يخفضوا اسلحتهم.

ارتدى الرفاق الزي الالماني وبدأوا يمزحون على انهم جنود المان وفرانك القائد المسؤول عنهم, ادوا التحية النازية كشبان يتدربون لأجل حفل مسرحي, لكنه سيكون داميا.

مضوا نحو الحانة التي كانت في احد اطراف المدينة, حيث قادهم اليها ايفانيش بحسب خبرته السابقة في المدينة.

قبل وصولهم الحانة توفقوا بجانب جدار مظلم من اجل اعداد خطة لدخولهم, تحدث وليام محذرا اياهم: "علينا توخي الحذر, فجميعكم لا يجيد اللغة الالمانية, اليس كذلك؟"

ميلر مجيبا لسؤاله: "لقد تعلمت القليل منها, استطيع تدبر نفسي",

وليام: "وانا ايضا اعرف القليل منها, سندخل نحن الاثنان وانتم انتظرونا هنا, ميلر اعطهم سلاحك لن نحتاج للأسلحة, لا نريد احداث ضجة".

اعطى ميلر سلاحه لسميث, واعطى وليام مسدسه الالماني بيد فرانك, الذي كان قد سرقه من احد الضباط عند هروبه من المعتقل اثناء عملية نقله نحو سجن اخر.

دخل الاثنان الى الحانة كجنود المان, فألقوا التحية, حيث كانت الحانة مكتظة بالضباط الالمان, اقتربا من الساقي وطلبا كأسين من النبيذ, جلسا والقلق باديا عليهما في انتظار الجاسوس, بعد عدة دقائق دخل المقدم الذي امر بقتل الاسرى في ذلك القطار الى الحانة, رأه ميلر فغطى وجهه بمعطفه وانزل القبعة الالمانية على راسه واخبر وليام الا ينظر اليه, فقد تقادحت عينا ميلر بغضب مع الضابط الالماني حينما نزل ميلر من القطار وهو يطلق النار على الجنود الالمان.

جلس المقدم الالماني مع بعض الضباط وبدأوا المزاح وشرب النبيذ, وكان كرسيه خلف ميلر ووليام مباشره على طاولة يجلس عليها اربعة ضباط, ثم بدأوا يلعبون الورق فناداهم المقدم طالبا منهم القدوم والانضمام الى اللعبة, استدار ميلر بخوف شديد ولوح بيده اليمنى ليشكره على استقباله لهم واخبره انه لن يطيل البقاء, الا ان المقدم الالماني اصر عليهم وهم بالنهوض ليجلبهم الى اللعبة, في تلك اللحظات دخلت فتاة ترتدي فستانا اسود يعتليه معطف فاخرا من فرو الثعالب , وشعرها الملفوف بطريقة متقنة اسفل الرقبة وتعتليه قبعة صغيرة, وقلادة بها الماسة سوداء بلورية فائقة الجمال.

اقتربت من ميلر ودنت من اذنه واضعة يدها على كتفه الايمن وهامسة في اذنه اليسرى وهي تبتسم لتوحي انها قابلت حبيبها, عندها بقي المقدم في كرسيه وغمز بعينه لوليام وميلر واشار بيده اليهم انه مبهور بجمالها واكمل لعبته, ثم نهض ميلر وصافحها واحتضنته وهمست في اذنه: "تصرف على انك تعرفني وستأخذني الى خارج الحانة"، ثم امسكت ذراعه اليسرى واتكأت على كتفه ومضى الاثنان نحو باب الحانة ليخرجوا.

وليام محدثا نفسه: "ذلك الوغد لديه حظ لعين, رغم انني اكثر وسامة", ثم انهى كأسه وترك بعض النقود على الطاولة وهم بالخروج.

اخذت الفتاة ميلر الى بيتها في وسط البلدة وتبعهم الرفاق يمضون بخفة لكي لا تشعر بهم, عندما دخلا البيت اخبرها ميلر بأن لديه صحبة ينتظرون في الخارج, فسمحت لهم بالدخول وتأسفت منهم, القت التحية عليهم وعرفت عن نفسها, اخبرتهم انها الجاسوس الذي كانوا سيقابلونه وان اسمها "روزالين", ابنة مهندس نمساوي معروف في صناعة الصواريخ, ووالدتها قد توفيت منذ زمن, وانها وحيدة تسكن هذا المنزل الكبير الفاخر.

كان المنزل كبيرا ومكون من باب رئيسي كبير نحو ممر طويل على جانبه الايمن حديقة ساحرة الجمال وعلى جانبه الايسر غرف المنزل الستة, وفي نهاية الممر يوجد غرفة الضيوف ذات الطراز العائد للإمبراطورية الجرمانية والاثاث الفاخر وفي نهاية الغرفة مدخنة مصنوعة من الرخام, وعلى الجانب الايمن للغرفة باب يودي الى صالة كبيرة لتكون خلف الصالة الحديقة ايضا, وفي نهاية الصالة درج ملتف يتجه الى الطابق الثاني الذي كان مليئا بالغرف.

لم تكترث لأمر المنزل كثيرا,  فمعظم  ارجاءه يملئها الغبار فقد كانت حزينة بعد موت اخيها الذي كان طيارا بارعا في سرب سلاح الجو الالماني, ثم تبعه والدها الذي ارسلوه الى احد المصانع السرية ولا تعرف عنه شيئا, مما جعلها تكره الرايخ الالماني فالقت اللوم عليه في تشتيت عائلتها التي خدمت المانيا بكل ولاء.

اعتلت الدهشة وجوه الرفاق وهم يجوبون المنزل الكبير, ويلمسون الاغراض الفاخرة الموجودة فيه, لم يسبق لهم ان شاهدوا منزل بهذا الطراز الفاخر, اعقب ايفانيش قائلا بغضب: "اناس تموت من اجل لقمة الخبز واناس تسكن منازل تتيه فيها, لم لايسمحوا للفقراء بالعيش هنا, تخيل كم عائلة سيتسع, انها الرأسمالية الفاسدة".

قاطعة سميث باستهزاء: "وما ادراك انت بالرأسمالية ايها الشيوعي, انتم ترضون بالمساواة وان تعيشوا جميعا بنفس مستوى الرفاه, تقفون عثرة بوجه غرزيه الامتلاك".

فرانك: "يكفي, لا نريد صراعا, الشيوعية ليست عدونا, هل نسيتم اننا في احضان النازية, وان لدينا مهمة لننجزها".

روزالين التي كانت مستمتعة بالحديث اذ لم تحدث ضجة في هذا البيت منذ زمن, فأكملت قائلة: "حاولوا ان تحصلوا على قسط من الراحة فلم يبقى كثيرا حتى تشرق الشمس".

ميلر: "ماذا بشأنك هل ستهربين معنا ام لا؟"

روزالين: "سيكتشفون امري ولن استطيع البقاء في شتوتغارت, سأترككم بعد ان نصل جميعا بر الامان, اتمنى لكم ليلة سعيدة",

اجابها الجميع وتمنوا لها ليلة سعيدة, ثم صعدت الى غرفتها لتنام, واستلقى الرفاق على الارائك في غرفة الضيوف من اجل النوم قليلا.

نام الجميع الا ايفانيش الذي لم يستطع النوم فبقي من اجل الحراسة, اشعل سيجارة فاخرة وجدها موضوعة داخل علبة على المدخنة واحضر زجاجة نبيذ باهضه الثمن, برر فعلته قائلا لنفسه: "لنعش الليلة كما يعيش هؤلاء المتذمرون, سأكون لليلة واحدة شخص متعجرفا".

Continue Reading

You'll Also Like

15.9M 342K 56
باردة حياتها معه ....لا تعلم سبباً واحداً يبرر بروده معها أو عدم اهتمامه بها...فقد تزوجها و لا تدرى لما اختارها هى تحديداً..؟! سارت كالعمياء فى طريقه...
1.8M 35.6K 69
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" الذي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...
583K 26.8K 37
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
388K 31.5K 13
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...